الاستحقاقات المترتبة على الرئيس الأسوأ

ا

تنتهي الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في العشرين من الشهر الحالي ، وبذلك تطوى صفحة الرئيس الأسوأ في التاريخ الأمريكي ، والأسوأ على مستوى العالم في هذا العصر ، وفي تراثنا يتم وداع الأشرار والسيئين بكسر جرة فخارية خلفهم ، ويحق لنا أن نكسر عشرات آلاف جرار الفخار خلف هذا الشرير الذي أغرق العالم في بحار من الدماء ، ودمرّ الاقتصاد العالمي بعد أن دمر اقتصاد بلاده .

وبالتأكيد فإن انتخاب جورج دبليو بوش لفترتين رئاسيتين متتاليتين في أمريكا يثبت من جديد أن ديمقراطية صناديق الاقتراع لا توصل الأفضل دائماً الى المناصب الرفيعة .

فهذا الرئيس الذي شنّ حروباً تدميرية خاسرة، باحتلاله أفغانستان في العالم 2001 وفي العام 2003 احتل العراق في معارضة واضحة لقرارات مجلس الأمن الدولي ، وبناء على أكاذيب اعترف بها لاحقاً،منها الكذبة الكبرى بأن العراق يملك أسلحة غير تقليدية ، وعدا عن تدمير العراق وأفغانستان بشكل أعادهما عقوداً الى الوراء ، ويحتاجان عقوداً أخرى وألاف مليارات الدولارات حتى يعودا الى ما كانا عليه قبل حرب بوش عليهما ، فإنه المسؤول الأول عن قتل المدنيين في كلا البلدين ، وما تبع ذلك من ملايين الآباء الثواكل والأطفال الأيتام والنساء الأرامل . ولم تتوقف عدوانية جورج دبليو بوش عند العراق وأفغانستان ، بل تعداها الى مناطق أخرى مثل الصومال والسودان وغيرهما ، اضافة الى آلاف الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا بالأسلحة الأمريكية ، وبالدعم اللامحدود والانحياز الكامل في كافة المحافل الدولية لحليفة اسرائيل ، حتى ان ادارته وقفت ضد القانون الانساني وضد لوائح حقوق الانسان ، وضد اتفاقات جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكري، خصوصاً في حرب الابادة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة منذ السابع والعشرين من شهر كانون أول – ديسمبر الماضي ـ واستعمالها للأسلحة المحرمة دولياً ومنها القنابل الفسفوية الحارقة ، ومن مهازل سياسة هذا الرئيس هو تزويده لاسرائيل بالأسلحة أثناء حربها على غزة ، بالرغم من امتلاكها أحدث ما أنتجته آلة الحرب الأمريكية ، في نفس الوقت الذي يشترط فيه وقف عمليات تهريب الأسلحة لقطاع غزة ، وهو بهذا يزيد استمرارية الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية . وهذا الرئيس الذي اتصف بغباء فاضح أساء وجوده على سدّة الرائاسة الأمريكية للمشاعر الدينية لأتباع الديانات السماوية ، عندما زعم بأنه يتلقى أوامره في سياساته العدوانية من الرب ، علماً أن الله سبحانه وتعالى لم يكلم أحداً من البشر سوى موسى عليه السلام ، وخاطب بقية الأنبياء بواسطة الوحي ، وأن الوحي انقطع بعد خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا الجنون قاد الى تأزيم العلاقات بين أتباع هذه الديانات خصوصاً جراء الحملة الاعلامية المضادة للاسلام.

وقد ابتدع هذا الرجل سياسة ” من ليس معنا فهو ضدنا ” وهذه السياسة أرغمت دولا كثيرة على المشاركة في سياساته العدوانية من خلال ارسال وحدات رمزية من قواتها للمشاركة في حروبه العدوانية الخاسرة في أفغانستان والعراق .

كما ان سياساته الجنونية دمرت اقتصاد بلاده وتعدتها الى تدمير الاقتصاد العالمي،حتى ان اللائيس الامريكي المنتخب باراك أوباما خليفة بوش اعلن انه سيستلم الحم والخزينة الأمريكية تعاني من عجز يزيد على التريليون دولار.

وهذه السياسات الخرقاء لهذا الرئيس الأحمق قادت حزبه الى خسارة فادحة في الانتخابات الأمريكية الرئاسية والتشريعية ،واستطاع خلق أعداء جدد لدولته ولشعبه.

أما جرائم هذا الرجل على حقوق الانسان فهي تحتاج الى دراسات وأبحاث وتحقيق للوقوف على مدى بشاعتها ومنها التعذيب في السجون العراقية التي تعرض فيها آلاف العراقيين الى تعذيب وحشي على ايدي الجنود الأمريكيين شكلت فضيحة سجن أبو غريب احدى دلالاتها ،وكذلك افتتاحه لمعتقل جوانتنامو الرهيب.

من هنا فإن مفكرين وحقوقيين أمريكيين ، ومناضلين من أجل حقوق الانسان ، يدرسون ويسعون الى رفع قضايا أمام المحاكم الأمريكية لرفع الحصانة عنه بعد انتهاء ولايته لمحاكمته كمجرم حرب ، ويجب أن تنضم اليهم الدول التي تضررت من سياساته ، ومختلف منظمات حقوق الانسان العالمية في تقديم دعاوي ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته كمجرم حرب ، وهذا ما يستحقه .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات