طارق السيد:….السلحوت يسدل الستار على ثلاثيته تحت إمضاء بعنوان (هوان النعيم)

ط

 

رواية جديدة للكاتب المقدسي (جميل السلحوت) تسبح في أروقة الزمن الجريح للمدينة الأسطورية (القدس)، يعود ليستكمل مسيرة ،بدأها في هذه الرواية بأحداث النكسة وهي الضربة المكملة لنكبة عام ()1948….

نفس الأبطال يستكملون رحلة المعاناة، وهم يلبسون نفس الثياب من وطنية أو تضحية أو حتى استغلال …

محمد وخليل يحاربون الجهل وترجمتهم في الرواية هي طريق البحث عن الحقيقة في حوار المثقفين، والبحث عن سبب النكسة وما تلاها من ويلات وخراب، وأبو سالم صاحب الشخصية المقيتة المتسلطة، والتي تعيش على ظروف الحرب والخراب ، فالخراب هو البيئة الخصبة التي ينمو أبو سالم فيها ويترعرع، إلى أن وصل إلى قمة السوء في عمالته وفي نباحه الذي أغلقت فيه الرواية بابها.

الكاتب من جديد استغل الرواية في جزئها الثالث في التوثيق التاريخي والتقليدي الذي كان يغلف مدينة القدس، وعمل جاهدا على ذكر أسماء القرى والأماكن التي سار فيها أبطال الرواية بالإضافة إلى أصناف الطعام مثل (السلق) الذي اشتهرت سلوان بزراعته في أراضيها، والعادات الكريمة التي كانت سائدة في ذلك العصر على الرغم من ضيق الظروف وقسوتها .

لذلك فمن الجيد أن تنضم هذه الرواية إلى زواية الرواية التوثيقية والتي اعتمدت في أسلوبها الأساسي على ميزة التقرير والإحداث المصفوفة والمرتبة تباعا…وكانت الأحداث متلاحقة بسرعة وبقوة لتعطي القارئ لوحة عن أحداث جرت في القدس، من جثث للشهداء اختلطت بالدماء المتسربة للتربة المقدسية، والتي تخرج في كل ربيع مع شقائق النعمان .

 

الرواية اكتنزت بالمعلومات التي كان من الأجدى تقسيمها على أكثر من عمل أدبيّ، كما أن صفّ الكلام في الرواية كان يحمل شكل المقالة، وحبّذا لو كانت النصوص مرتبة بشكل أفضل حتى لا تفقد من قيمة النصوص الأدبية، أمّا بالنسبة للغلاف فحوى بعض الأخطاء أذكر منها :

صورة تعبر عن النكبة الفلسطينية، وليس النكسة وصورة كبيرة للقمر الذي يظهر في وضح النهار، وتتوسط الصورة طائرة كبيرة من الطراز الحديث، هي أشبه إلى صاروخ فضائي منها إلى طائرة والأرض هي جزء من صورة لبيت ريفي أوربي، والسور الخشبي المبنيّ على الطراز الغربي .

 

طارق السيد

     

 

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات