القدس تعانق الرامة

ا

 

 

القدس –الرامة 25-11-2011 من نسب أديب حسين: في إحتفالٍ كبير ويومٍ مليء بالأحداث جاء العناق ما بين القدس والرامة، ليرتفع النداء عبر مكبرات الصوت في الكنائس والخلوة معلنًا عن هذا الحدث العظيم في القرية الجليلية الواقعة على سفح جبل حيدر. وكانت للحدث بدايتان بداية في القدس حيث راح أعضاء ندوتي دواة على السور وندوة اليوم السابع وبعض مرافقيهم بالتجمع قريبًا من المسرح الوطني الفلسطيني في شارع عبيدة بن الجراح في القدس. وبداية أخرى في متحف الدكتور أديب فريد قاسم حسين في الرامة.

انطلقت الحافلة التي أقلت نحو 34 فردًا من أدباء ومثقفين وصحفيين وفنانين في التاسعة والنصف صباحًا من القدس الى الرامة. وهناك في الرامة حيث جرت التجهيزات على قدم وساق، وصل أول المشاركين الكاتب الشيخ جميل السلحوت وزوجته الكاتبة حليمة جوهر، والكاتب سمير الجندي وزوجته ميساء نحو الثانية عشرة ظهرًا الذين حضروا بسيارة خاصة، فجاء اللقاء في بيت الكاتبة نسب أديب حسين في الرامة وحضر الكاتب د.نبيه القاسم، ليتجه الجميع نحو الثانية ظهرًا مع وصول الوفد المقدسي الى منزل د. نبيه ليكون اللقاء الرائع والمؤثر مع الشاعر الفلسطيني العربي الكبير سميح القاسم. وجاء القاسم مبتسمًا مُرَحِبًا بضيوفه مكافحًا شدة المرض، ليكون كما هو دومًا قويًا، فكهًا، ساخرًا، مُحبًا. وقد ألقى الكاتب ابراهيم جوهر كلمة عبّر فيها عن مشاعر التقدير والحب لشخص القاسم، كذلك تحدث الكاتب جميل السلحوت باسم ندوة اليوم السابع، وأمل الشفاء العاجل للشاعر الكبير. وتم تقديم درع تكريمي باسم ملتقى دواة على السور وندوة اليوم السابع، ودرع آخر من متحف الدكتور أديب قاسم حسين للقاسم تقديرًا لعطائه ومسيرته الشعرية ولما قدمه في سبيل ايصال قضية الوطن للعالم، والرفع من هامة الأدب العربي.

وفي متحف الدكتور أديب قاسم حسين رحبت إبنته نسب بالحضور وتحدثت عن المتحف الذي أفتتح قبل خمس سنوات، وعن قرية الرامة وقرأت على مسامع الحاضرين سيرة المرحوم الدكتور أديب، وتحدث كل من الكاتبين جميل السلحوت وابراهيم جوهر عن نسب وتطور مسارها الأدبي، وعن ملتقى (دواة على السور) وإنجازاته منذ إنطلاقته في آذار، هذا الملتقى الذي يحمل روح الشباب المثابرة والتي تسعى لترسيخ الفعل الثقافي الأدبي في الوطن. وفي الأجواء الحميمية التي سرت ما بين الحضور من الوفد المقدسي الذين وصفتهم نسب بأنهم عائلتها المقدسية، وعائلتها الراموية انطلق الفنان القدير أحمد أبو سلعوم ليصطحب أوتار عوده مغنيًا ومطربًا للحضور.

في الخامسة والربع انطلق الجميع الى مركز حنا مويس الثقافي في الرامة حيث تم عرض معرض  رسومات نموذجي للفنان التشكيلي الكبير طالب دويك.

تقدمت الكاتبة نسب أديب حسين لترحب بالحضور من أهل القدس والرامة والجليل، وتعلن عن إرادتها في عودة النشاط الأدبي الثقافي في الرامة، ثم جاءت كلمة مدير مركز حنا مويس الثقافي الأستاذ عبود عازر الذي رحب بهذا العناق المقدسي الراموي، وتحدث عن المركز وعن المرحوم عضو الكنيست حنا مويس الذي أقيم المركز وفاء لذكراه. تلته كلمة ترحيبية ومباركة لهذا الحدث الأدبي من قِبَل رئيس المجلس المحلي السيد شوقي أبو لطيف. ومن ثم جاءت حوارية أدبية ما بين الكاتبتين عريفتي الحفل ومؤسستي دواة على السور نسب أديب حسين ومروة خالد السيوري. لتنطلق بعدها الفنانة الشابة ماريا مرعب بمرافقة والدها الفنان الكبير ألبير مرعب بغناء قصيدة الشاعر  سميح القاسم المغناة “أحكي للعالم”. لتأتي كلمة الكاتب د.نبيه القاسم الذي أشار في مستهل كلمته الى أن كلمات كل من نسب ومروة قد أعادته الى الأيام الخوالي في القدس والأجواء هناك مع زملائه وأصدقائه من الأدباء، متحدثًا عن أهمية هذا الحدث الثقافي في الرامة. تلتها فقرة قراءات لأعضاء دواة على السور ـ الشاعر بكر زواهرة في إلقائه قصيدته ” القدس”، الشاعر خليل أبو خديجة بقصيدة عن اللاجئين، الكاتبة مروة السيوري بقصيدة “في المقهى”، الكاتبة نسب حسين بنص “حالة ضياع”. ليعتلي الفنان المبدع أحمد أبو سلعوم منصة المسرح حاملا عوده، محييًا أهل الرامة ذاكرًا زميله في العمل المسرحي المخرج المرحوم مازن غطاس، ليطرب الحضور بعذب صوته مضفيًا أجواءً مرحة فيما بينهم.

واستمرت الأمسية بتنوع فقراتها لتشمل كلمة للكاتب الشيخ جميل السلحوت الذي تحدث عن أهمية  التواصل الفلسطيني ومثل هذه الأمسيات، وعن ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني والمستمرة منذ عشرين عامًا داعيًا أدباء الداخل الفلسطيني بإرسال أعمالهم لمناقشتها في الندوة. وجاءت كلمة الكاتب الفلسطيني الكبير محمود شقير محتفية بهذا الحدث، ليحيي مكبر القدس حيدر الرامة، ويتحدث الكاتب الكبير عن الشاعر الكبير سميح القاسم، وليختم كلمته بإلقائه قصة قصيرة جدًا. كما شارك كل من الشاعرة ناريمان كروم ابنة قرية الرامة والشاعر المهندس رفعت زيتون من القدس، بقصيدتين من إبداعهما.

وجاءت الفقرة النهائية (تحية الى سميح القاسم) بإلقاء الكاتبة نسب كلمة للشاعر الكبير تدعوه فيها للإنتصار على وزر المرض، وقصيدة الشاعر المغناة (منتصب القامة أمشي) بأداء الفنانين ألبير وماريا مرعب. ليقوم بعدها أعضاء ندوة اليوم السابع بتقديم درع تكريمي لنسب حسين تقديرًا لجهودها ومساهمتها في إرتقاء الحركة الأدبية والثقافية.

هذا ويجدر الذِكر أن الإحتفالية قد شهدت حضورًا واسعًا من قبل الجمهور الراموي، وحضور للأدباء، الباحثين في اللغة العربية، والفنانين، ولاقت الأمسية أصداءً إيجابية لدى معظم الحاضرين، فقد عبَّر كل من الكاتب محمود شقير، الشاعر حسين مهنا، الكاتبة أنوار سرحان والشاعر سامي مهناـ رئيس إتحاد الأدباء الفلسطينيين العرب ـ حيفا، والباحثة في آداب اللغة العربية د. عاليا قاسم أبو ريش، الشاعر د.نزيه قسيس، عن سعادتهم وفرحهم بهذا الحدث الأدبي الكبير، ووجوب إستمراريته.

أما الكاتب والناقد إبراهيم جوهر فقد وصف هذا اليوم بما يلي:

 

(يوم حقيقي للفرح،وصفاء القلوب ، والكلمة الجميلة .

به غسلت القلوب صدأها ، وأعادت للأرواح ألقها وضياءها ليشع في أرجاء الجسد المذبوح …

هذا ما كان في لقاء القدس برامة الجليل ولقاء شاعر العرب سميح القاسم هذا اليوم .

تألقت زهرتا الدواة الأديبتان ؛ مروة السيوري ، ونسب أديب حسين …

ودخل الفرح المشتهى قلوب الحضور .

كم أنت عظيم يا شعبنا ،

كم أنت رائعة أيتها الكلمة حين تغمسين بمداد القلوب والأرواح).

أما الشاعر رفعت زيتون فقد وصف اليوم بالعرس الأدبي.. وقال في مقالة كتبها معبِّرًا عن الحدث أنه وجد نفسه في اللقاء مع سميح القاسم ما بين خوفو الشِّعر وخفرع الأدب إشارة الى الشاعر سميح والأدباء محمود شقير، جميل السلحوت، د. نبيه القاسم وإبراهيم جوهر.

أما الكاتب الشيخ جميل السلحوت فقد قال:

(بداية الشكر موصول لابنتينا نسب أديب حسين ابنة الرامة المبدعة ، والمبدعة مروة السيوري ابنة القدس، اللتين انطلقتا من ندوة اليوم السابع، وأبدعتا لنا ملتقى”دواة على السور” الذي جاب أحياء القدس العربية المحتلة وأريحا وها هو يصل الرامة في الجليل محتضنا ابداعات الشباب، فلولا جهود هاتين الرائعتين لما كان لقاء الرامة، وفي الرامة التقينا بنخبة من أبناء شعبنا في الجليل، التقينا كبير ثقافتنا وشاعرنا العظيم سميح القاسم الذي رحب بنا وجالسنا وحدثنا رغم معاناته من المرض الذي سيشفى منه لا محالة، والتقينا الأديب الناقد د. نبيه القاسم، واستضافتنا الأديبة الصاعدة نسب أديب حسين في بيتها، وقدمت لنا الغداء وهنا لا بد من أن نشكرها هي ووالدتها الفاضلة، وشقيقتها جنان، وتجولنا في متحف نسب الذي عملته تخليدا لذكرى والدها المرحوم الدكتور أديب حسين، وفي قاعة حنا مويس في الرامة التقينا جموعا من أهلنا في الرامة والجليل، الذين غمرونا بلطفهم وانسانيتهم، والتقينا عددا من شعراء وكتاب الداخل الفلسطيني منهم: حسين مهنا، أنوار سرحان، نريمان كروم، د.نزيه قسيس، عماد دغش، وآخرون…. لقد استمعوا الينا واستمعنا اليهم وفرحنا بلقاء بعضنا البعض…لقد كان يوما رائعا لا يمحى من الذاكرة ونأمل أن يتكرر وبالتأكيد سيتكرر في مناطق أخرى للقاء الأهل والأحبة.)

 

 

 

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات