هكذا شيخ لهكذا أبناء -حكاية شعبية

ه

يُحكي أنه كان لرجل ثلاثة أبناء متزوجين، وكان فقيراً هرماً لا يستطيع أن يكسب قوته، وقد طلب من أبنائه مساعدته، غير أن أحداً منهم لم يفعل شيئاً من أجله، وذلك لوقوعهم تحت تأثير زوجاتهم، ففكر الأب بحيلة تمكنه من الحصول على طعامه من أبنائه، فأتى بجرة وملأها من برازه، وأغلقها اغلاقاً محكماً، وحفر حفرة في أحد جدران المنزل، ودفنها بعد أن أبقى مؤخرتها ظاهرة للعيان، ثم استدعى أبناءه وزوجاتهم كل على انفراد ، وقال لكل واحد منهم مع زوجته بأنه ليس فقيراً، فقد استطاع أن يجمع جرة مليئة بالذهب، وأشار الى الجرة المدفونة، وأنه سيعطيها له وحده دون أشقائه الآخرين لمحبته الزائدة له، وطلب من كل واحد منهم أن لا يخبر اخويه الآخرين بهذا، ففرح الأبناء وزوجاتهم بهذه المفاجأة، وأخذ كل واحد منهم يتسابق مع زوجته في ارسال أحسن ما لديهم من طعام للوالد العجوز، كما أخذ كل واحد منهم يزاود على أخيه في تقديم ما يستطيع من سبل الراحة للوالد، وبقوا على هذا الحال حتى توفي الأب، وبعد عودتهم من مراسم الدفن أخذوا يتسابقون لإخراج الجرة، فاجتمعوا حولها، وادعى كل واحد منهم أن الجرة ملك له وحده دون إخوته الآخرين، وكادت تحصل بينهم مشاجرة، وأخيراً اتفقوا أن يحكموا أول قادم من الطريق في المشكلة، وأنهم سيرضون بحكمه وكان يستمع اليهم أحد اللصوص، فذهب ولبس عمامة كبيرة، وادعى أنه شيخ، وسار في الطريق باتجاههم، فنادوه وأخبروه قصتهم، فطلب منهم أن يضعوا الجرة على عمامته وأن يقفوا حوله، ويضربوا الجرة، وكل واحد يأخذ ما يتساقط من الذهب باتجاهه بينما هو يأخذ ما ينزل على عمامته أجراً له فوافقوا، وعندما ضربوا الجرة انكسرت ونزل البراز جميعه على عمامة اللص ورأسه وكتفيه، في حين تطايرت أجزاء منه على وجوه الأخوة.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات