المرأة أقوى من الشيطان-حكاية شعبية

ا

يحكى أن الشيطان اجتمع بامرأة عجوز ، وتراهن معها على أيهما الأقوى ، المرأة أم هو . فقالت المرأة العجوز بأن المرأة أقوى وأشد دهاء من الشيطان، وأنها مستعدة لإثبات ذلك. ثم سألته اذا كان باستطاعته أن يفرق بين التاجر الفلاني وزوجتهK والكل يعرف أن المثل يضرب بشدة اتفاقهما وحبهما لبعضهما البعض، فقال الشيطان بأنه قد حاول التفريق بينهما مرات كثيرة لكنه لم يستطع، وقال لها بانه سيقر لها بالغلبة إن هي استطاعت .

وفي تلك اللحظة ذهبت المرأة العجوز الى متجر التاجر ، وطلبت منه أن يبيعها قطعة قماش جميلة وثمينة ، وقالت له ببساطة أنها تريدها لابنها من أجل أن يهديها الى عشيقته التي يحبها حبا جما، فأعطاها التاجر قطعة قماش فاخرة، فنقدته ثمنها وشكرته، وعادت أدراجها الى بيت التاجر ، وطرقت الباب على زوجته وقالت لها بعد ان طرحت عليها السلام : يا بنيتي إنّي كما ترين عجوز هرمة وأريد ان أستريح عندك هنيهة لأتوضأ وأصلي ، فقالت لها زوجة التاجر : أهلا بك … وأدخلتها البيت . وبينما كانت العجوز تتوضأ ذهبت زوجة التاجر الى المطبخ كي تحضر القهوة للعجوز الضيفة ، فغافلتها العجوز ووضعت قطعة القماش تحت وسادة السرير الذي ينام عليه الزوجان، وشربت فنجان القهوة وصلّت واستأذنت بالانصراف، وقفلت عائدة الى بيتها .

وعند المساء عاد الزوج التاجر الى بيته ، ولما آوى الى فراشه ،رفع الوسادة فرأى قطعة القماش وعرفها ، فظن أن زوجته عشيقة ابن العجوز التي اشترت قطعة القماش ، وأنكرت الزوجة أنها تعلم من أين أتت ، فقام اليها وضربها ،وطردها الى بيت أهلها متهما إياها بشرفها … فخرجت المسكينة هائمة على وجهها، فرأتها العجوز، وأخذتها الى بيتها وسط مظاهر الشفقة والحنان . وعند منتصف الليل أخذت العجوز تصيح بأعلى صوتها بأن امرأة داعرة تمارس الجنس مع ابنها في البيت، فهرعت الشرطة واقتادوا زوجة التاجر وابن العجوز الى السجن .

وعند الصباح جاء الشيطان وقال للمرأة العجوز : إن كنت حقا تريدين أن أعترف للمرأة بالغلبة عليّ فاذهبي وأخرجيها من السجن ، وردي امرأة التاجر اليه . فقامت بدورها وذهبت الى السجن، وتوسلت الى أحد الحراس كي يسمح لها بزيارة ابنها الوحيد ، فأشفق عليها… وسمح لها بالدخول، وهناك استبدلت ملابسها بملابس زوجة التاجر وأمرتها بالخروج على اعتبار أنها هي العجوز الزائرة .

وبعد ذلك طلبت من أحد الحراس أن يسمح لها بمقابلة قائد الشرطة، ولمّا قابلته أخبرته بأنها قد سُجنت هي وابنها الوحيد دون معرفة السبب، ولما فتح ملفها وجد ان الابن قد سجن لممارسة الدعارة مع امرأة ، ورأى أن هذه المرأة لم تكن سوى والدتة ، فوبّخ الشرطة الذين قاموا بسجنهما ،وأطلق سراحهما بعد أن اعتذر لهما .

ومشت العجوز في طريقها الى بيت التاجر الذي بقي فيه للاعتناء بالأطفال، وقالت له: بأنها عجوز فقيرة قد اشترت يوم امس قطعة قماش فاخرة ليقدمها ابنها هدية لعشيقته، وقد مرّت على هذا البيت أثناء عودتها الى بيتها للوضوء والصلاة ، ونسيت قطعة القماش فيه ، وسألته ان وجدها هو أو زوجته في البيت ، فأعطاها التاجر قطعة القماش وندم على ما فعله مع زوجته .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات