ذاكرة راسم عبيدات حول الأسر في ندوة اليوم السابع القدس

ذ

القدس:8 –1- 2009 ناقشت ندوة اليوم السابع الدورية الاسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس كتاب “من ذاكرة الأسر” للكاتب راسم عبيدات الذي صدرفي أواخر العام 2008 ويقع في 186 صفحة من الحجم الكبير . بدأ النقاش جميل السلحوت فقال: واضح أن الكاتب استفاد من تجربته الاعتقالية التي زادت على الخمس سنوات ، فتلك السنوات هي التي أوحت للكاتب بمضمون كتابه الذي سبق وأن قرأناه في حلقات، كل واحدة منها على شكل مقالة في صحيفة القدس ، وفي عدد من الصحف والمنتديات الاكترونية . ومع أن الكتابة عن حياة الأسر ليست جديدة على الشعوب التي عانت من الاحتلال أو الأفراد الذين تعرضوا للاعتقالات لآرائهم السياسية ، فإنها ليست جديدة بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال . فقد سبق أن صدر للدكتور أسعد عبد الرحمن في بداية السبعينات كتاب تحت عنوان ” يوميات سجين ” كما صدر كتاب لجبريل الرجوب تحت عنوان ” الزنزانة رقم.. ” وصدر مجموعة روايات لوليد الهودلي ، ومجموعة قصصية ” ساعات ما قبل الفجر ” للأديب محمد خليل عليان وكذلك مجموعة روايات لفاضل يونس … وغيرها . غير أن راسم عبيدات في هذا الكتاب لم يكرر أحداً من سابقيه ، فقد كتب عن حوالي سبعين أسيراً التقاهم في السجن ، وقضى أشهر أو سنوات معهم في غرفة واحدة، كتب عن قصة صمودهم وعن حياتهم كبشر حُرموا من حقهم الانساني في حياة كريمة في أحضان عائلاتهم ، ولكل منهم قصته الخاصة التي تعبر عن تضحية كبيرة وعن معاناة أكبر . وبعضهم قضى في الأسر أكثر من ثلاثين عاماً دون أن تلين له قناة ، مع أنهم بشر يحلمون بالحرية وبالزواج وبرعاية الأسرة ، وبالعمل وبالعلم ، لكنهم ارتضوا لأنفسهم طريق النضال لتحرير وطنهم وشعبهم من نير احتلال بغيض . واذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة الذين وقعوا تحت الاحتلال الغاشم في حرب حزيران 1967 العدوانية قد اعتقل منهم ما يزيد على سبعمائة وخمسين ألف مواطن، من بينهم أطفال ونساء ، فإن هذا يعني أن حوالي 90% من البالغين الفلسطينيين قد جرب الاعتقال والسجن والتعذيب ، ولا يزال حتى أيامنا هذه أكثر من أحد عشر ألف أسير يقبعون في سجون الاحتلال في ظروف غير انسانية ، وبعضهم محكوم بمئات السنين . وراسم عبيدات في كتابه هذا لا يكتب سيرة ذاتية للمناضلين الأسرى الذين كتب عنهم ،بمقدار ما كتب عن سيرتهم النضالية ومواقفهم ومتطلباتهم الانسانية ، فهم ليسوا أبطالاً خارقين للعادة بل هم بشر من لحم ودم يحلمون بالعيش الكريم كبقية البشر . وقد تعرض الكاتب عبيدات في كتابه الى التعذيب والتحقيق القاسي الذي يخضع له المعتقلون في مراكز التحقيق الاحتلالية . كما كتب عن الممارسات اللاانسانية لادارات السجون الاحتلالية في تعاملها مع الأسرى ، كما لم يغب عن كتابه تماماً مثلما لم يغب عن ذاكرته أولئك المائة وثلاثة وتسعون شخصاً ارتقوا الى قمة المجد شهداء وهم في الأسر ، نتيجة للتعذيب أو سوء الرعاية الصحية . وانتقد في كتابه بشدة اهمال قضية الأسرى وعدم بذل كافة الجهود لاطلاق سراحهم. كما أبدى امتعاضه الشديد لاستثناء أسرى القدس وأسرى داخل الخط الأخضر من عمليات تبادل الأسرى . وقالت ديمة السمان: من ذاكرة الأسر”… صرخة من المناضل راسم عبيدات تنقل لقطات من حياة شهداء مع وقف التنفيذ.. تعيد الإعتبار لقيمة الإنسان والحرية..!!! كتبت ديمة جمعة السمان ” نحن أمام أسرى يتحايلون على الزمن ويؤجّلون موتهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.. يقاومون الحديد والتجاهل والإهمال وقوات القمع .. حيث يربون الأمل.. ويجترحون التفاؤل.. يقاومون بأسلحتهم الإراديّة ..جوعا .. صبراً.. قراءة.. يتسلحون بنبوءاتهم الأسطورية التي هزمت السجان أكثر من مرة ،وجعلت من السجون خنادق ومدارس ومكان ولادة جديدة للمقاومة وللحياة”. وقفت مليّاً عند تلك السطور المنتقاة من مقدمة كتاب ” من ذاكرة الأسر” للمناضل راسم عبيدات ،حيث قدم له الأخ عيسى قراقع .. وقد أحسن أخي راسم الاختيار. كلمات تخترق العقول والقلوب .. وتتفاعل مع المشاعر والاحاسيس لتزيدها تأججا..تزيدها التهابا..فتصل لكل عصب في كل ضمير حي .. لتشعره بالتقصير تجاه شهداء مع وقف التنفيذ .. تجاه أناس يقاومون بشراسة سحرية سياسة نزع الوطنية عنهم وإدراجهم في خانة الإرهابيين المجرمين.. تجاه أناس يطلبون كسائر البشر العيش بكرامة الإنسان الحر على أرض وفي دولة لها كامل السيادة .. تجاه أناس يعيشون معاناة جسدية ونفسية وراء قضبان سجّان يدّعي الديمقراطية ..يعتبر نفسه فوق القانون.. وهو بالحقيقة بعيدا كل البعد عن القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية. تجاه أناس أصرّوا على أن يكسروا عزلتهم .. ففتحوا شبابيك لا يراها السجان وتواصلوا مع المجتمع والناس. “من ذاكرة الأسر”.. كتاب ٌأهداه كاتبنا إلى الأسرى وإلى كل شهداء شعبنا الفلسطيني عامة.. وشهداء الحركة الأسيرة خاصة.. فهو توثيق لما يحدث داخل السجون..تسجيل لبشاعة ممارسات السجان. تنقل صفحاته المعاناة الحقيقية خلف القضبان لأسرانا من خلال قصص حقيقية تتحدث عن يومياتهم .. لا يشعر بعذابها إلا من عاشها وخاض التجربة..وقد عاشها أخي راسم وسجّلها..ليلقي الضوء على ذلك الواقع المرير .. ويعيد الإعتبار لقيمة الإنسان والحرية.. التي تحولت إلى “رقم” ..لدى بعض من لا يدرك مدى حجم الخطر الذي بات بتهدد حياة الأسرى وأسرهم ومستقبلهم.. فهم لا يعلمون أن وراء كل أسير قصة .. وخلف كل باب بيت أسرةِ أسيرٍ معاناة.. قد تتحول إلى مأساة حقيقية..تزيد من حجم هموم الأسير وتشعره بعجز المُكبّل بسلاسل حديدية من الصعب كسرها. لقد شعرت حقيقة بمرارةٍ يصعب وصفها عندما قرأت حتى الصفحة 117 .. وهي الصفحات التي خُصّصت بالكتاب عن قصص الأسرى وواقعهم المرير وأحلامهم .. وبذكاء طعّمها الكاتب ببعض النهفات والمواقف الطريفة التي حصلت معهم.. لتكون “طُعما ” بمثابة السكر المضاف للعلقم ليسهل بلعه .. فنجح.. ووصل .. وشربه القاريء برضاه .. دون مقاومة.. فضحك.. وضحك.. ليكتشف أنه كلما ضحك أكثر كلما ازداد تركيز طعم المرارة العالقة بحلقه.. والذي يزيد من شعوره بالعجز والتقصير بحقهم..خاصة نحو المرضى منهم.. فقد صدف وأن التقيت بالدكتور عبد الله أبو هلال ..طبيب والدة الأسير المريض محمد صالح خنافسة من أبو ديس.. المذكور في الكتاب (ص 100).. فتحدث د. عبد الله عن وضع أم محمد الصّحي .. حيث ارتفعت نسبة السكر عندها إلى درجة تنذر بالخطر.. وعندما لامها وسألها لماذا لا تلتزم بالحمية؟.. قالت تحترق: عن أية حمية تتحدث يا بنيّ..فأنا لم أتناول الطعام منذ أسبوع.. منذ آخر زيارة لمحمد.. فلا يوجد عندي شهية لتناول أي طعام.. فقد انخفض وزن ابني من 135كغم إلى 70كغم.. مرضه يستفحل ..أراه يذوب أمامي كالشمعة وأنا عاجزة عن فعل أي شيء لإنقاذه..” صرخة من قلب أم ينزف على ابنها..فهل من مجيب..!! أما بقية صفحات الكتاب .. حتى آخر صفحة في الكتاب(ص 186) ، فقد تناولت بعض المقالات السياسية التحليلية..والتي تتحدث بمجملها عن الأسرى وتعذيبهم والوسائل الحقيرة من قبل السجان معهم..وعن اعتبارهم وفق القانون الإسرائيلي المخالف لكل الأحكام والقوانين الدولية (مقاتلين غير شرعيين) .. وبهذا لا يعتبرونهم أسرى حرب . كما يتحدث أخي راسم ( أبو شادي) عن حقوق أسرانا.. وواجبنا نحوهم، ويستصرخ الحكومة بإدراج قضية الأسرى على قمة سلم أولوياتهم..ويدعوهم لإيجاد وسائل وطرق مجدية لتحرير أسرانا البواسل. كما ويؤكد أن هناك إجحاف فلسطيني غير مبرر بحق أسرى 1948، حيث تم التسليم بالشروط والمواقف الإسرائيلية ،بأن أسرى شعبنا الفلسطيني من مناطق 4819 هم جزء من دولة إسرائيل، وبالتالي لا يحق للسلطة التكلم باسمهم .. وهكذا لا يتم شملهم في أية عمليات إفراج في إطار التفاوض مع السلطة الفلسطينية. وتحدث عن مبادرات حسن النوايا من طرف واحد.. وعن صفقات التبادل. ولم يغفل ( أبو شادي) عن التطرق لرحلة عذاب أهالي المعتقلين الذين يتوجهون للسجون لزيارة أبنائهم..فقد تحدث بإسهاب عن ذلك المسلسل الذي وصفه بالمعاناة المتواصلة..فهم يُتركون تحت حر أشعة الشمس اللاهبة ساعات وساعات في ساحة المعتقل صيفا.. وزمهرير برد الشتاء القارص شتاءاً.. كما أشار إلى مزاجيّة السجان، ومنها ما يخص السماح لأهالي المعتقلين وأطفالهم بالتسليم عليهم. فتحيّة لجميع أسرانا البواسل الذين يمتلكون الإرادة ويختزنون الطاقة.. والذين يؤمنون بعدالة قضيتهم وحتمية انتصارهم وتحررهم.. فهم يدرسون ويطوّرون من خططهم وبرامجهم وأساليبهم التي تمكنهم من التغلب والإنتصار على إدارات السجون وهزيمتها في هذه المعارك النضالية.( كما جاء في الكتاب ص178). وتحية لأسرانا البواسل الذين ترفعوا عن الفئوية..و توحدوا تحت راية العلم ..ودعوا إلى الوحدة الوطنية .. وخرجوا بوثيقة الوفاق الوطني. فهم يؤمنون بأنها الطريق المعبد نحو الحرية. فلنتبنى وثيقتهم.. ولنمشي في طريقهم.. علّنا نفتح بها أبواب النّصر والحرية . تحيةً لمبادرة أخي راسم الأسير المحرر .. تحيّةً لكل مبادرة .. ولكل مؤسسة تسعى وتعمل من أجل إطلاق سراح أسرانا والعودة بهم إلى دفء أجوائهم العائلية.. خاصة المرضى منهم.. فقد قدّموا الكثير .. وجاء دور الفرد والمؤسسة لتفعيل الشارع الفلسطيني والعربي.. ومناشدة جميع المؤسسات الدولية والإنسانية .. التي تعنى بحقوق الإنسان ..لتأخذ دورها..وتقوم بواجبها تجاه أناس يدافعون عن حقوقهم وحقوق شعبهم ووطنهم.. فلتتشابك الأيدي .. ولنقف وقفة رجل واحد.. نشنّ حملة إعلامية واسعة مدروسة لإطلاق سراح أسرانا الأبطال. معا.. لن نضلّ الطريق ..وسنصل بإذنه تعالى إلى طريقنا المنشود. وقال موسى أبو دويح: “من ذاكرة الأسر” لراسم عبيدات كتب السيد راسم عبيدات كتابه “من ذاكرة الأسر”، حيث صدرت طبعته الأولى قبل أقل من شهر، أي في كانون الأول سنة 2008، في (186) صفحة بخط صغير، أي كان يمكن أن يقع الكتاب في (400) صفحة. الكتاب مرصوص بأخبار الأسرى المناضلين،بأسمائهم وألقابهم وكناهم، وعيشهم في سجون ومعتقلات الاحتلال الجاثمة في كل أرض فلسطين، وحتى لا يزداد الكتاب طولا، جمع الكاتب بين كل أسيرين مناضلين معاً فيما كتبه عن رفقائه المناضلين المعتقلين. والكتاب وثيقة فلسطينية تتناول شريحة من شرائح النضال الفلسطيني، شريحة عريضة جدا، يزيد عددها على عشرة آلاف معتقل دوما، فاذا ما حان موعد الإفراج عن عدد من الأسرى، وجدنا سلطات الإحتلال تعتقل عددا أكبر منه لأي شبهة وأي تهمة، زعما منها للحفاظ على أمن إسرائيل، الذي أتوقع ألا تشعر به إسرائيل يوما، حتى تزول عن فلسطين والى الأبد. بدأ الكتاب والكاتب بشكر وتقدير لست جهات، منها شركة كل الإحترام للتعهدات، وموقع وطن برس/إيطاليا، وأربعة أشخاص هم: عيسى قراقع النائب والمعروف بقلمه على صفحات جريدة القدس حول الأسرى والمعتقلين، وهاشم حمدان مدير موقع عرب (48) الالكتروني، والأستاذ عبدالله ابو الرب، وعبد الناصر فروانة، أسير سابق وباحث مختص بقضايا الأسرى، ومدير دائرة الإحصار بوزارة الأسرى والمحررين. وهو الذي كتب تعليقا على الكتاب موضوع البحث في الصفحة التاسعة. والكتاب مهدي الى الأسرى الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الذين عايشهم الكاتب خلال سجناته المتعددة –حيث سجن الكاتب أكثر من مرة وسنين متعددة، وطوّف في أكثر سجون الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، إن لم يكن فيها جميعا- بل هو مهدي الى كل الأسرى المناضلين الذين عرفهم الكاتب والذين لم يعرفهم. وهو مهدي أيضا الى شهداء فلسطين عامة، والى شهداء الحركة الأسيرة خاصة. ومقدمة الكتاب بقلم عيسى قراقع –الذي مرّ ذكره- بيّن فيها للقارىء صورة موجزة عن الكتاب الذي يتحدث عن الأسرى الفلسطينيين من سنة 1967 والى الآن، وعن معاناة آهالي الأسرى الدائمة المستمرة وعلى الأخص خلال زياراتهم لأبنائهم وأقربائهم، وما يلاقيه الأسرى في سجونهم من ظلم وعسف من سلطات الاحتلال، وكيف يعيش الأسرى في معتقلاتهم وكيف يقضون أوقاتهم. إن المدقق في الكتاب يجد أن هناك ميزة ظاهرة وفرقا بيناً بين الأسرى في سجون الاحتلال والاسرى الآخرين في أي سجن من سجون العالم. تلك الميزة وذلك الفرق هو ما يكتسبه الأسير الفلسطيني خلال سجنه من علم وأدب وثقافة، ندر أن يحصل عليها أو على مثلها، حتى لو لم يدخل السجن. ذلك أن عامة الأسرى الفلسطينيين من الحزبيين الذين يحملون أفكارا ويعملون جاهدين لنقلها للغير، فالسجن عندهم مدرسة ومعهد وكلية بل وجامعة تخرّج أناسا غير الناس الذين دخلوا السجن. فكم من أسير تعلم القراءة والكتابة في السجن!! وكم من أسير تعلّم العربية والعبرية وغيرهما من اللغات في السجن!! وكم من أسير تخرّج من الجامعات وهو يقبع في السجن!! وكم من أسير كتب كتابا أو أكثر وهو رابض خلف القضبان!!! لم يخل الكتاب من المضحك المبكي مثل: من ذاكرة التحقيق/ حكايتي مع الكندرة، وما درى الكاتب أن الله سبحانه قد رزقه بتلك الكندرة؛ حتى لا يشعر بآلام المحققين؛ لأن ألم المسامير بداخل تلك الكندرة كان أشق وأشد، وهذا ما جعل موقفه صلبا أمام المحققين، ولم يكن من همّ له سوى التخلص من تلك الكندرة الملأى بالمسامير التي كان يشعر أنها تدق في دماغه. بقي أن نشير إلى أن الكاتب دوّن بعد كل عنوان من عناوين الكتاب تاريخاً بدأه من 16/10/2007 الى تاريخ 10/7/2007 حيث شمل هذا القسم (35) عنوانا أطلق عليها الكاتب عنوانا رئيسا هو “من ذاكرة الأسر”. وبعدها سبعة وعشرون عنوانا لمواضيع متعددة لكنها جميعا لها علاقة مباشرة بالأسر والأسرى، ودوّن لكل عنوان تاريخاً بدأت من 2/7/2007 الى 2/7/2008. ويلحظ أن التواريخ متداخلة. أما موضوع الأخطاء الاملائية والنحوية والصرفية والمطبعية فتحتاج الى بحث مستقل، حيث لا تكاد تخلو صفحة من الكتاب من خطأ أو أكثر. وختامًا، الكتاب وثيقة مهمة وضرورية ومفيدة في موضوع الأسرى الفلسطينيين حيث عالج أكثر النواحي المتعلقة بالأسرى. ولا بد من الاشارة الى أنه قد صدر للكاتب “صرخات في زمن الردّة” في سنة 2007 في حوالي (400) صفحة، وهو كذلك مقالات مؤرخة من 2003-2007 جمعها الكاتب في كتاب، فقلم الكاتب سيّال. وقال محمد موسى سويلم: بدأت قراءة كتاب من ذاكرة الأسر إلى أن وصلت الصفحة الثامنة ، وهي المقدمة التي كتبها الأخ عيسى قراقع في السطر العاشر (الذي جرى بعد انقلاب حماس في غزة لم افهم كلمة انقلاب أو كائن هناك دولة لها أنظمتها و حدودها ومعايرها واقتصادها وحكومتها وأن هناك انقلابا عسكريا أطاح بالحكومة القائمة ،وأعلن نظام الطوارئ و استبدل النظام الدكتاتوري بنظام جمهوري، أو نظام ملكي بنظام ديمقراطي ، ليتنا نترفع عن هذه المسميات .. ثم سارت القراءة إلى أن وصلت صفحة مئة و سبعة وعشرين والتي تضمنت الكتابة عن الأسرى الذي لقيهم الكاتب ، فوجدت أن هناك عبارات وصف مثل الأسير فلان والمناضل فلان والرمز فلان ، فهل هناك فرق بين أسير مناضل وأسير مجرد من النضال ؟. في صفحة 119 ” سيجري التراجع عنه تحت نفس الحجج و الذرائع والتبريرات لان الوضع الأمني و الأوضاع الداخلية في إسرائيل و الظروف الإقليمية لا تسمح بتنفيذ ما تم الوعد به ” إسرائيل لم تنفذ وعدا أو عهدا أو اتفاقا ليس كما ورد في صفحة 118 ” دائما تقول لا يوجد شريك فلسطيني ” بل للمثل القائل ” يا فرعون مين فرعنك قال قلة رجال تردني ” هذا من جهة انه لا يوجد تفاوض حقيقي مع إسرائيل، وأعود بالذاكرة إلى ما سمي مؤتمر مدريد حيث لم يكن هناك وفد فلسطيني مستقل ، بل تحت مظلة الوفد الأردني، ثم لنسلم جدلا بان هناك وفدا فلسطينيا أتذكر حين ألقى إسحاق شمير كلمه قال فيها: سنترك أنا و زملائي القاعة قبل عصر هذا اليوم لدخول اليوم المقدس، وترك القاعة أو المؤتمر فعلا ، وأن المفاوض الفلسطيني الدكتور المرحوم حيدر عبد الشافي الذي احترمه كما يحترمه الكثير من أبناء شعبي، ألقى كلمة دون وجود الوفد الإسرائيلي، وقال انذاك انه رغم يوم الجمعة آثرنا البقاء هنا ،ثم للأسف أنه كان وفد يفاوض في واشنطن و آخر في أوسلو، و آخر مش عارف وين ……ثم في ص118 (ما تريده إسرائيل و أمريكا هو فلسطيني على شاكلة كرزاي أو المالكي أو أنطوان لحد و غيرهم ) و في مكان آخر (يأتي جلبي أو كرزاي فلسطيني ) ص119 . كأن إسرائيل و الدول العربية و لا أقول أمريكا أو أوروبا عاجزة عن الإتيان بأشخاص كمن سميتهم… إذن ماذا نقول عن روابط القرى في ثمانيات القرن المنصرم؟ وماذا نقول عن العملاء؟ و ماذا نقول عن “العصافير” في السجون؟ وماذا نقول عن المخترقين لجبهتنا الداخلية؟ و ماذا نقول عن الداتونيين؟ …….. و ماذا نقول عن ………………………؟ الخ . لكنني أقول أن إسرائيل ترفض تنفيذ كل الاتفاقيات و المواثيق و الأعراف الدولية واتذكر هنا قوله تعالى ” أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نصيرا ” و قوله ” كلما عاهدوا عهدا نقضه فريق منهم ” هذا ما نرى من سقوط للحكومات . . ورد في الكتاب أكثر من مرة “المشروع الوطني” إذا كنت تبحث عن وطن فكما قال الشاعر : بلاد العرب أوطاني .. الخ و لكن أقول أنا المسخم بان الصراع ليس صراعا وطنيا أو قوميا أو …… إن الصراع هو صراع عقائدي، و لو كان صراعا وطنيا لاكتفى الرسول (ص) حين هاجر إلى المدينة ،وأقام دولة الإسلام لاكتفى حينها بذلك، ولم يعد إلى مكة ،إلا أن الصراع كان عقتئديا بينه وبين قريش، وكذلك الأمر بيننا و بين من تدعى إسرائيل و إسرائيل عليه السلام بريء من هؤلاء، هو صراع عقائدي لا تحله المواثيق، ولا الاتفاقيات الدولية و إنما الإيمان و العودة إلى الله و الإيمان بوعده . حين وصلت ص116 أردت أن لا أكمل القراءة، ولكن لاطلاعي على المقالات الكثيرة للكاتب قلت: لعل الأعمال بالخواتم، فقد وجدت انه كتب عن لقائه ببعض الأسرى، وانه سرد ما يمكن من تجاربهم وتجربته الشخصية و انه لا يكتب لهدف مادي بقدر ما انه يريد إظهار الحق و الحقيقة دون تميز بين أسير وأسير ،أوبين فصيل و فصيل و ما أن قرأت المقال الأول” اولمرت و ملف الأسرى الفلسطيني” حتى عدت إلى القراءة الجادة “و لكن اسأل لماذا تاريخ كل مقال؟ لماذا لم يكتب و كفى ؟! . عمداء الحركة الأسيرة تتحدث عن الدول التي يحمل أبناؤها الرتب و النباشين …..الخ فما رأيك بالمثل الذي يقول (أن الجزائر بلد المليون شهيد و فلسطين بلد المليون عقيد ) تحدثت بما يسمى حقوق الإنسان و دعاة الحرية و الديمقراطية في اميريكا و الغرب، وغيرهم من مسميات كمجلس الأمن و هيئة اللأمم و محكمة العدل العليا ….الخ، يا سيدي الكفر ملة واحدة . نعم لقد ركز الكاتب على قضية واحدة هي الأسرى من كل النواحي الإنسانية والنضالية حتى التفاوضية حول الحقوق و الواجبات ،ونبه بقلم اليقين المتمرس على قضية يجب ان تبحث متكاملة دون تجزأة جغرافية ” القدس” ثمان وأربعين ، سبعة و ستين ، أو فصائلي حزبي – حماس ، الجبهة الشعبية والديمقراطية … فتح ……الخ ، أو حتى نوع الحكم و شكله أو أي تميز كان . ثم أن الكاتب كتب خلاصة تجاربه في الأسر لكل الألوان، واعتبر أن ملف الأسرى يجب أن يكون من الثوابت الفلسطينية ، مهما كانت الانتماءات الحزبية و الفئوية . و أن حقوق الأسرى يجب أن لا تخضع لاملاءات و شروط المحتل .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات