دولت الجنيدي: قراءة في رواية كنان يتعرف على مدينته

د

دولت الجنيدي- أبو ميزر:

قراءة في رواية كنان يتعرّف على مدينته
صدرت عام 2020 رواية اليافعين “كنان يتعرف على مدينته للأديب المقدسي جميل السلحوت عن مكتبة كل شيء في حيفا. وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأول لوحة للفنان التشكيلي محمد نصرالله في 55 صفحة من الحجم المتوسط.
هذه الرّواية ذات بعد تعليميّ وتوجيهيّ وتثقيفيّ، كتبت بأسلوب سهل مشوّق خال من التّعقيد.
محتواها يدلّ على اطلاع واهتمام الكاتب السلحوت بكلّ ما يمت الى مدينة القدس بصلة.

شخوص الرّواية قليلو العدد، ممّا يمكّن من التّركيز على ماهو مهمّ فيها.
ألشّخصيّة الرّئيسيّة في الرّواية هو كنان، التّلميذ في الصّف التّاسع، والّذي يكتسب حب الإستكشاف والإعتماد على النّفس بعد رحلة مدرسيّة مع مربّية صفّه ديمة والمعلّمة زينب الى مدينة القدس والمسجد الأقصى، وزيارة المعالم التّاريخيّة والدّينيّة المقدّسة. فينطلق بعدها في جولات أخرى مرّتين مع صديقيه عبد الله وجمال إلى كنيسة القيامة ومسجد عمر وكنيسة المخلّص، والعودة في اليوم التّالي سيرا على الأقدام الى المسجد الأقصى؛ ليستزيد معرفة واطّلاعا. وثالثة مع والده الى قرية عين كارم المهجّرة؛ ليتعرّف على معالمها؛ وليجيب على أسئلة تدور في نفسه عن وطنه المحتلّ؛ وفي طريقه رآى البيوت العربيّة التي يقطنها يهود بعد أن طرد أهلها منها كبقيّة القرى والمدن العربيّة؛ ورآى كنائسها ومساجدها وطبيعتها الجميلة؛ حتّى لم يعد يحتمل حزنا على ما يرى من ضياع الوطن.

هذه الرّواية تسلط الضّوء على أهميّة زيارة الأماكن المقدّسة والتّاريخيّة والدّينية، والمدن المحتلّة والقرى المهجّرة، ودور المدارس والمعلّمين والمعلّمات في أخذ الطلّاب في رحلات مدرسيّة إلى هذه الأماكن، الّتي يجب أن تكون من ضمن المناهج المدرسيّة، مع التّوضيح للجميع انّ المسجد الأقصى والمسجد القبليّ، والمسجد المروانيّ ومسجد قبّة الصٍخرة، وجميع السّاحات والمآذن والقباب والمكتبة الختنيّة التّاريخيّة أيضا، وجميع ما في داخل سور المسجد والأبواب هو المسجد الأقصى، وليس مسجد قبة الصّخرة فقط كما يخطئ البعض في ذلك.
وكذلك عن ضرورة الحفاظ على على النّظافة في جميع أرجاء المسجد، بل والتّطوع في تنظيفه وتنظيف ساحاته، وكذلك الحال في جميع الأماكن الدّينيّة والتّاريخيّة.
وفي هذه الرّواية يسلّط الضّوء على التّآخي بين المسلمين والمسيحيين منذ عهد عمر ابن الخطّاب، حيث بني جامع عمر بالقرب من كنيسة القيامة، لأنّه آثر الّا يصلي فيها.
وتحثّ كذلك على القيام برحلات إلى المدن المحتلّة والقرى المهجّرة، وتعريف الطلّاب على الأماكن التّاريخيّة والأثريّة في بلادهم.
تستحقّ الرّواية أن تكون مرجعا للكبار ولجميع الأعمار؛ للتّعرّف على المدينة المقدّسة وتاريخها العظيم، وخاصّة المحرومين من دخول المدينة وزيارة أماكنها المقدّسة والتّاريخيّة؛ لتبقى مدينة القدس حيّة في قلوب الجميع مسلمين ومسيحيين؛ حتّى ينتصر الحقّ على الباطل وتتحرر المدينة المقدّسة من براثن المحتلّين الغاصبين.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات