قصة المعروف

ق

قصة” المعروف”لابراهيم مصطفى الشيخ عيد

في ندوة اليوم السابع

القدس: 17-1 – 2008 من جمال غوشة
ناقشت ندوة اليوم السابع الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس قصة ” المعروف ” للأطفال الصادرة عام 2007 عن مركز أوغاريت الثقافي في رام الله ، تأليف إبراهيم مصطفى شيخ العيد ، رسومات أنصاف الحاج ياسين وغير مرقمة الصفحات ومفروزة الألوان .

وقد بدأ النقاش جميل السلحوت فقال :
لجأ الكاتب في قصته هذه إلى اللامعقول ليثبت للأطفال أن من يفعل الخير يجد جوازيه ، أو أن ” ما جزاء الإحسان إلا الإحسان ” وذلك من خلال ” نحلة صغيرة تعيش في خلية ، ولشدة ضعفها ينظر إليها نظرة غريبة من زميلاتها ، وتسند إليها الأعمال البسيطة وغير المتعبة ، وكان أفراد الخلية لا يعيرونها أي اهتمام ، ولا يلعبون معها ” إلا أن هذه النحلة استطاعت أن تنقذ ” جندباً ” سقط في حفرة عميقة عندما أنزلت له عود قمح تسلقه وخرج ، فأصبحا صديقين ، وعندما مرضت ملكة النحل واحتاجت إلى زهرة ” البابونج ” للعلاج، هذه الزهرة التي كانت تنمو في منطقة تسيطر عليها الدبابير ، استعانت النحلة بصديقها الجندب فأحضر لها البابونج ، فشفيت ملكة النحل وكافأت النحلة الضعيفة وقربتها منها .

هذا هو مضمون القصة ، ويبدو من خلالها أن الكاتب أراد أن يلفت الانتباه إلى ضرورة العناية بذوي الحالات الخاصة ، الذين يعانون من إعاقة جسدية ، ويبين أن هؤلاء يمكن أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع ، وقد يقومون بأعمال لا يستطيع المعافون السليمون القيام بها ، كما يدعو في قصته إلى أن لا يكون الإنسان ناكراً للجميل ، بل عليه أن يذكر لذوي الفضل أفضالهم ، وأن يرد الحسنة بمثلها أو أكثر وهذه قضايا تربوية وأخلاقية جميلة ويجب التقيد بها .
غير أن الكاتب يبدو بعيداً عن حياة الريف ، وعن الحشرات التي تعيش في ريفنا الفلسطيني على الأقل ، فالجنادب مثلا حشرات ، قادرة على القفز بطريقة لافتة ، ولمسافات لافتة أيضاً ، وهي من فصيلة الجراد القادر على الطيران مسافات طويلة ، حتى أنه ينتقل من قارة إلى أخرى . وأرجل الجنادب وجناحاه شبيهة بالمنشار ، فهي قادرة على التسلق ، بما في ذلك تسلق الجدران الملساء . ولا يشكل الخروج من حفرة مشكلة بالنسبة للجنادب .
أما بالنسبة لمملكة النحل ، فإنها تعيش في عمل دؤوب ومنظم ، ولا مكان للضعفاء فيه ، وكيف لنحلة ضعيفة أو سليمة أن تحمل عود قمح ؟” وكانت تحمله تارة وتسحبه تارة أخرى ” هكذا جاء في النص .

الأسلوب :
أسلوب الكاتب سلس وبسيط ، ويناسب فهم الأطفال ، ويؤخذ عليه أنه ارتكز على أسلوب الحكي أكثر من ارتكازه على أسلوب القص ، فقد بدأ نصه قائلاً :
” كانت هناك نحلة ضعيفة تعيش في خلية ” والبدء بكان هو بدء حكائي حيث تبدأ الحكايات بما تبدأ به : كان يا مكان في قديم الزمان … ” ثم كرر بعض جمله وفقراته بكان أيضاً مثل : ” كانت تجلس دائماً وحيدة ” أو ” كانت تحمله تارة وتسحبه تارة أخرى ” .. الخ.

الرسومات :
في هذا الكتيب تتكرر مشكلة الرسومات التي تعاني منها كتب الأطفال المنشورة محلياً ، وهي في غالبيتها غير موفقة على الإطلاق ، فرسم النحلة بدءاً من الغلاف الأول ومروراً بالصفحات الداخلية حتى الغلاف الأخير لا يدل على النحل مطلقاً ، بل أن الوجه هو أقرب ما يكون إلى وجوه الأطفال .
الإخراج والإشراف الفني :
استطاع مركز ” كولاج ” أن يخرج الكتيب فنياً بطريقة جميلة ولافته ومتناسقة .

و قال محمد موسى سويلم:

نحن إما معروفون بطلة هذه القصة نحلة ضعيفة تسند إليها الأعمال البسيطة، علما بأنه لا يوجد في خلية النحل أعمال بسيطة أو أعمال ضعيفة أو غير ذلك، فالنحل مملكة ذات اختصاص لكل النحل، فهناك العاملات أو الشغالات وهناك الذكور وهناك الملكة… الخ.

تعمل هذه النحلة بفكر وعقل في إنقاذ جندب طلب المساعدة والإغاثة، وقد دلها الجندب على طريقة لإنقاذه. وتم ذلك. فأصبحا صديقين.

مرضت الملكة وعجز عن شفائها إلى أن وصف لها لقاح زهرة البابونج، وقدر الجندب المعروف للنحلة واحضر لخا البابونج، وعند شفاء الملكة تم مكافأة النحلة وإعطائها غرفة بجانب غرفة الملكة.

قصة على لسان الحشرات تثبت أن المعروف دين ويجب سداده تحت أي ظرف، وليس كالإنسان ناكر للمعروف وهارب من السداد إلا من رحم ربي، فهل يمكن أن تكون هذه القصة تربوية يرويها المتعلمون على الأطفال؟ وزرع السداد في نفوس الأطفال أم أنها مجرد قصة تقرأ وكفى الله المؤمنين القتال. ودرس وانتهى.

ترى هل توزع هذه القصة على رياض الأطفال والمدارس الابتدائية وهل يقرأ أطفالنا قصصا كهذه ؟

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات