لا نقول وداعا

ل

حفيدتي الغالية لينا

أعرف أنّك لن تفهميني في هذا العمر المبكّر، لكن سبعة وسبعين يوما عشتها معك منذ ولادتك ملأت قلبي حبّا لك، وهذا ليس غريبا، فأنت فلذة كبد الحبيب قيس الذي هو فلذة كبدي، أي أنّك جزء منّي، وشاءت حياتنا أن نفترق ولا أعلم إن كنّا سنلتقي ثانية أم لا، وإن كنت أتمنى أن يطول بي وبك العمر لنلتقي مرّات ومرّات.

وبما أنّ ساعة الفراق قد دنت، فإنّني أقول لك بأنّني أتمنى لو لم أشاهدك ولم أعش معك هذه الأيّام المعدودات، بل ولم أعرفك عن قرب،، فربّما كان ذلك أهون على قلبي من فراقك بعد هذه الأيّام التي لم تشبع عاطفتي منك، وراقبت فيها نموّك يوم يوم، ففرحتي بقدومك كانت ولا تزال وستبقى كبيرة، لكنّ لوعتي على فراقك وشوقي الدّائم لك ستكون أكبر، فهل عرفت الآن لماذا تمنّيت لو أنّني لم أعرفك ولم ألتقيك… ولم أحظ ببسمتك السّاحرة البريئة التي أسرت قلبي؟ فهل سنلتقي ثانية يا لينا؟ هذا ما أتمنّاه، لذا لن أقول لك وداعا، لأنّ قلبي لا يطاوعني، فاعذريني يا حبيبة قلبي.

6  آب ـ اغسطس ـ 2015

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات