بدون مؤاخذة ـ الذبح بسم الله

ب

ارتكاب المجازر و”جزّ الرّقاب البشريّة” ليس ابتكارا داعشيّا، فالتّاريخ يشهد على آلاف المجازر التي ارتكبت باسم الله، وتستّرت خلف الدّين؛ لاستقطاب رعاع النّاس للمساهمة في هذه المذابح، على أمل الفوز بنعيم الدّنيا والآخرة! ومن يتمعّن في المجازر التي ارتكبت ولا تزال ترتكب لن يخفى عليه كيفيّة استغلال الدّين من قبل الجزّارين لتبرير هكذا أعمال شنيعة.

والتأريخ للمجازر عبر التّاريخ يحتاج باحثين ودارسين وسنوات لتوثيق هذه المذابح، لكنّها بالتأكيد ليست حكرا على الاسلام السّياسيّ، فأتباع الدّيانات السّماويّة الثلاثة استغلّ قادتهم  الدّين في ارتكابهم جرائم بحق الانسانيّة، وسنعطي على ذلك أمثلة ليست بعيدة عن ذهن الانسان المعاصر. ومنها المذابح التي تعرّض لها الأرمن على أيدي العثمانيّين وحصدت أرواح ما بين مليون ومليون ونصف في العام 1915.

وفي العام 1948 وما بعده ارتكبت الصهيونيّة اليهودية مجازر بحق الشعب الفلسطيني مثل: دير ياسين، الطّنطورة، الدّوايمة، قبية، كفر قاسم وغيرها، ومجزرة بحر البقر في مصر، ومجزرتي قانا في الجنوب اللبناني وغيرها، ولا تزال اسرائيل تقتل وتصادر أراضي الفلسطينيّين وتدمر وتشرّد وتستوطن بناء على غيبيات دينيّة.

وفي 11 سبتمبر 2001 فجّرت القاعدة برجي التجارة العالميّة في امريكا، وقتلت آلاف المدنيّين الأمريكيين، وبرّرت القاعدة “غزوتها” بالحرب على الكفّار.

وتحت الزّعم بأنّه يتلقّى الأوامر من الله يوميّا قام الرّئيس الأمريكيّ السّابق جورج دبليو بوش بمهاجمة أفغانستان واحتلالها وتدميرها وقتل مئات الألاف من أبناء شعبها. وتحت نفس الزّعم الدّيني فعل الشّيء نفسه في العراق، واختلق أكاذيب امتلاك العراق لأسلحة نوويّة وكيميائيّة لتبرير تدمير العراق واحتلاله وقتل وتشريد شعبه، والعمل على تقسيمه، وكانت النتيجة قتل أكثر من مليون مدني عراقي، ولم يتوقف القتل والتدمير في هذا البلد حتى يومنا هذا. فهل الله من أعطى أوامر القتل والدّمار لجورج دبليو بوش؟ وما الدّعم الأمريكي والأوروبي اللامحدود لاسرائيل وعدوانيتها إلا نتاج فكر دينيّ.

ومن الأمور التي لم تعد عجيبة أنّ القتلة والارهابيّين الذين يمارسون هكذا جرائم يجدون من يفتون لهم ويبرّرون جرائمهم من رجال دين يتبوّأون مناصب رفيعة في دولهم.

27 تموز  2015

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات