مكتبة حفيدتي لينا

م

لحفيدتي الرّائعة لينا المولودة في شيكاغو صباح 21 أيار 2015 مكتبة بيتيّة، ليس بفضل والديها ولا بفضل جدّيها لأبيها الّلذين يزعمان بأنّهما كاتبان، ولكن بفضل عمل والدتها، فزميلات والدتها التي تعمل في برمجة الحاسوب اخترن هديّة لزميلتهنّ والدة لينا بمناسبة ولادتها للينا مجموعة من كتب الأطفال في سنّ مبكّرة، أيّ من أوّل يوم لولادة الطفل حتّى الاحتفال بدخوله العام الثّاني من عمره أو يزيد، وهذا يعني أن ثقافة اهداء الكتب سائدة، ولم تكتف زميلات مروة وهنّ أمّهات أيضا بتقديم الهديّة فقط، بل شرحن لها أن تقرأ بهدوء لابنتها يوميّا، فالأطفال يسمعون ويفهمون حتّى وهم أجنّة في أرحام أمّهاتهم. وأوصينها أن تحتفظ بالكتب حتى تكبر لينا وتنظر الرّسومات المرافقة لكتب الأطفال التي سمعتها وهي في المهد! وهذه الكتب الأنيقة مطبوعة على ورق مقوّى كما الكرتون، ويصاحبها رسومات جميلة مفروزة الألوان.

وتبيّن لي أنّ قيس ومروة كانا يسمعان لينا قطعة موسيقيّة كلاسيكيّة هادئة وهي جنين في رحم أمّها، وبعد أن خرجت إلى الحياة الدّنيا كانت تصغي لتلك القطعة الموسيقيّة بهدوء وبنظرات ثابتة لمصدر الموسيقى، وحاولنا تغيير الموسيقى بغيرها ضمن تذاكي الكبار على الصّغار فلم تتقبّل ذلك…كرّرنا ذلك مرارا لنرى ردّات فعل لينا هل كانت عفويّة أم مقصودة؟…وأصبحنا على قناعة بأنّها مقصودة.

لا أخفي عليكم أنّني ذهلت ممّا سمعت ورأيت بهذا الخصوص، فلم أكن أعلم أنّ على الآباء أن يقرّأوا لأطفالهم منذ الأيّام الأولى لولادتهم، فأنا شخصيا وأزعم أنّني حرصت على تنمية ثقافة المطالعة عند أبنائي يوم كانوا أطفالا، فكنت أقرأ لكلّ منهم ـ وأوّلهم ابني البكر قيس والد لينا ـ عندما يبلغون الثّالثة من أعمارهم، وأشعر بالرّضا عن نفسي بل كنت ولا أزال أفاخر بذلك، لأنّ سنّ الثالثة مبكّر لا يعرف فيه الأطفال الأبجدية ولا يتعلّمونها. وأذكر أنّني كتبت وقرأت واستمعت وحاضرت حول “كيفيّة نشر ثقافة المطالعة في بلداننا نحن العربان” لكن هذه هي المرّة الأولى التي أسمع فيها أنّ تنمية ثقافة الطفل حول المطالعة تبدأ من ساعة ولادته، فشكرا ” للينا حبيبة سيدها” التي علّمت جدّها لأبيها شيئا لم يكن يعلمه أو يعرفه…وسأردّ لها هذا الجميل في العام القادم عندما سأزورها ومعي مجموعة كتب للأطفال بالّلغة العربيّة هديّة لها…وسأقرأ لها هذه الكتب بلسان عربيّ مبين…وأتمنى أن يطول بي العمر لأفي بوعدي للينا.

وأعتذر لحفيديّ الحبيبين كنان وبنان ابني ابنتي الغالية أمينة لجهلى بمعلومة القراءة للأطفال منذ ولادتهم، ولو كنت أعرفها لفعلتها معهم.

4 تمّوز 2014

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات