ثقافات نفتقدها

ث

النّظافة ثقافة وسلوك وتربية، ومن مشاهداتي في أمريكا أنّ النّظافة ليست حكرا على حارات الأثرياء، فقد تجوّلت في حارات الفقر والجريمة، مع أنّ الفقر نسبيّ، والفقراء هم مدمنو الكحول والمخدّرات، وهؤلاء موجودون في كلّ دول العالم، بما فيها الدّول العربيّة والاسلاميّة، والفقراء ومدمنو المخدّرات في أمريكا يتقاضون دخلا مجزيا من الضّمان الاجتماعي، ولكي لا ينفقوه على المخدّرات فإنه يصرف لهم من خلال بطاقة، يسمح لهم بشراء الموادّ الغذائية بواسطتها، حيث يتمّ سحب ثمن البضاعة المشتراة أوتوماتيكيّا من حساب المشتري إلى حساب البائع، من خلال ماكينة cash register  مربوطة مع البنوك، لكنّ بعض المحلات ومن ضمنها محلات يملكها عرب مسلمون يفتون بتحليل سرقة “الكفّار”، يقومون بتبديل تلك المساعدات كأن يسحب من حساب صاحب البطاقة مئة دولار مثلا، ويعطيه مقابلها خمسين أو ستين دولارا نقدا ليشتري بها مخدّرات. أو يبيعه بنفس النّسبة كحولا، وهذه قضايا ممنوعة، ومن يتعامل بها سيتعرّض لعقوبات صارمة قد تصل إلى سحب ترخيص محلّه التجاريّ، وتغريمة مبالغ كبيرة.

والنّظافة في الأحياء الفقيرة وغالبيّة سكانها من السّود والمهاجرين المكسيك متوفّرة أيضا، فالشّوارع نظيفة، وهناك ورود وأشجار وأعشاب النّجيل على الأرصفة…وقد يشاهد المرء أحد السّكارى يلقي زجاجة على الرّصيف فتنكسر، وإذا ما شاهدته الشّرطة فانه سيدفع غرامة أو يسجن، لكنّ الزّجاج سريعا ما يتمّ تنظيفه من قبل المحلّ أو البيت المجاور.

الممتلكات العامّة

وثقافة الحفاظ على الممتلكات العامّة مغروسة في نفوس المواطنين لأن القانون يحميها، فأصبحت سلوكا هي الأخرى، فمثلا مظلّات مواقف الحافلات من الزّجاج، ولا أحد يعتدي عليها، بما في ذلك في حارات الفقر وادمان المخدّرات. وكذلك الأمر بالنّسبة للمدارس، فلا أحد يدخلها بعد الدّوام…وهذه ثقافة سائدة.

حماية البيوت

للبيوت حرماتها التي تبدأ من مداخل حدائقها، ولا يجوز انتهاك هذه الحرمات مهما كانت الأسباب، ولم أشاهد بيتا واحدا على شبابيكه حماية حديديّة كما هو الحال في بلادنا، لأنّ عقوبة من ينتهك حرمات البيوت رادعة.

وعلى شاطئ بحيرة متشيجان المحاذي لمركز مدينة شيكاغو Down town شاهدت مسبحين، واحد يتواجد فيه السّود والثّاني للبيض، مع التّنويه أنّه لا يوجد تقسيم معلن لذلك، لكن يبدو أنّه عادة متعارف عليها…والمهمّ أيضا أنّ الشاطئ نظيف أيضا.

23 حزيران 2015

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات