بوح أنثى ومعاناة الكنّة

ب
عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس صدر في الأيام القليلة الماضية كتاب”بوح أنثى”لرائدة أبو صوي، ويقع في 91 صفحة من الحجم الصغير.
ملخص النص: عبارة عن حكاية فتاة تمّ تزويجها بطريقة تقليدية لصداقة والدها مع والد الشاب الذي تقدم لخطبتها، وانتقلت من عمّان الى القدس لتتزوج فيها ولتعيش وسط أسرة زوجها المكونة من ابنين وست بنات، اضافة الى حماتها وحميها، وما ترتب على ذلك من مشاكل ومعاناة كانت ضحيتها “الكنّة” أحلام التي هي بطلة هذا النص. ويتخلل ذلك عمل الزوج في الامارات العربية واصطحابه لزوجته معه ليعيشا هناك حياة فقر وحرمان في بيت شقيقته وزوجها.
الأسلوب: اعتمدت الكاتبة أسلوب الروي الحكائي، وما يتبعه من لغة انسيابية لايصال معاناة “أحلام” التي هي بطلة النصّ. ولو تروّت الكاتبة قليلا لكان بامكانها أن تقدم لنا عملا روائيا بجهد بسيط عن خلل اجتماعي نعيشه وابتعد عنه الكثيرون من كتابنا، لكنها استعجلت النشر وكأنها غير معنية بتصنيف كتابها كرواية، لأنها أرادته نصّا مفتوحا، ولا اعتراض على خيارها.
الهدف: هذا النص احتوى حكايات اجتماعية لا تزال موجودة في مجتمعنا حتى أيامنا هذه، فهناك من يزوجون بناتهم في سنّ مبكرة، ولا يستشيروهن بذلك، وهناك من يزوجون بناتهم لعلاقتهم وصداقتهم مع والد العريس، دون البحث عن قدرات ومواصفات هذا العريس، وهناك من يتزوجون ويسكنون وزوجاتهم في نفس البيت الذي يسكنه أهل العريس بمن فيهم الوالدان والبنات والأبناء، ولا تبقى أيّ خصوصة للعروسين. وفي مثل هذه الحالات تصبح “الكنة” وكأنها زوجة للأسرة بكاملها، وعليها خدمة الجميع، دون تذمر أو احتجاج. وكأني بالكاتبة هنا تريد أن تنصح الجيل الحالي بأن يبتعد عن هكذا زواج كي يعيش الزوجان حياة هادئة، وكي يربوا أولادهم كما يريدون ودون تدخل من أحد مهما كان قريبا.
مقارنة مقصودة: عادت الكاتبة بنا الى المقارنة بين طفولة “أحلام” وعيشها في بيت أهلها، وبين ما آلت اليه حالتها بعد الزواج، والمفاضلة طبعا لمرحلة الطفولة، وهذا ما تشعر به كثير من النساء المتزوجات لأنهن لا يجدن في بيت الزوجية ما وجدنه في أحضان والديهن قبل الزواج. حتى أن الكاتبة ابتعدت في نهاية النص ابتعادا مقصودا لتروي قصص بعض صديقات أحلام، وكيف تغيرت حياة بعضهن نتيجة معاناتهن من الزوج، حتى وصل البعض منهن الى احتراف الدعارة، كما تطرقت الى سفاح القربى أيضا، وكأني بها تريد نشر بعض الغسيل الوسخ الذي يتكتم عليه المجتمع كنتاج لعادات وتقاليد بالية.
ملاحظات: وردت بعض الكلمات في النص المطبوع مكتوبة بخط اليد، فلماذا لم تصحح على الحاسوب؟ كما أن هناك القليل من الأخطاء اللغوية التي كان يمكن تفاديها.
15-8-2014

جميل السلحوت:بوح أنثى ومعاناة الكنّةعن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس صدر في الأيام القليلة الماضية كتاب”بوح أنثى”لرائدة أبو صوي، ويقع في 91 صفحة من الحجم الصغير.ملخص النص: عبارة عن حكاية فتاة تمّ تزويجها بطريقة تقليدية لصداقة والدها مع والد الشاب الذي تقدم لخطبتها، وانتقلت من عمّان الى القدس لتتزوج فيها ولتعيش وسط أسرة زوجها المكونة من ابنين وست بنات، اضافة الى حماتها وحميها، وما ترتب على ذلك من مشاكل ومعاناة كانت ضحيتها “الكنّة” أحلام التي هي بطلة هذا النص. ويتخلل ذلك عمل الزوج في الامارات العربية واصطحابه لزوجته معه ليعيشا هناك حياة فقر وحرمان في بيت شقيقته وزوجها.الأسلوب: اعتمدت الكاتبة أسلوب الروي الحكائي، وما يتبعه من لغة انسيابية لايصال معاناة “أحلام” التي هي بطلة النصّ. ولو تروّت الكاتبة قليلا لكان بامكانها أن تقدم لنا عملا روائيا بجهد بسيط عن خلل اجتماعي نعيشه وابتعد عنه الكثيرون من كتابنا، لكنها استعجلت النشر وكأنها غير معنية بتصنيف كتابها كرواية، لأنها أرادته نصّا مفتوحا، ولا اعتراض على خيارها.الهدف: هذا النص احتوى حكايات اجتماعية لا تزال موجودة في مجتمعنا حتى أيامنا هذه، فهناك من يزوجون بناتهم في سنّ مبكرة، ولا يستشيروهن بذلك، وهناك من يزوجون بناتهم لعلاقتهم وصداقتهم مع والد العريس، دون البحث عن قدرات ومواصفات هذا العريس، وهناك من يتزوجون ويسكنون وزوجاتهم في نفس البيت الذي يسكنه أهل العريس بمن فيهم الوالدان والبنات والأبناء، ولا تبقى أيّ خصوصة للعروسين. وفي مثل هذه الحالات تصبح “الكنة” وكأنها زوجة للأسرة بكاملها، وعليها خدمة الجميع، دون تذمر أو احتجاج. وكأني بالكاتبة هنا تريد أن تنصح الجيل الحالي بأن يبتعد عن هكذا زواج كي يعيش الزوجان حياة هادئة، وكي يربوا أولادهم كما يريدون ودون تدخل من أحد مهما كان قريبا.مقارنة مقصودة: عادت الكاتبة بنا الى المقارنة بين طفولة “أحلام” وعيشها في بيت أهلها، وبين ما آلت اليه حالتها بعد الزواج، والمفاضلة طبعا لمرحلة الطفولة، وهذا ما تشعر به كثير من النساء المتزوجات لأنهن لا يجدن في بيت الزوجية ما وجدنه في أحضان والديهن قبل الزواج. حتى أن الكاتبة ابتعدت في نهاية النص ابتعادا مقصودا لتروي قصص بعض صديقات أحلام، وكيف تغيرت حياة بعضهن نتيجة معاناتهن من الزوج، حتى وصل البعض منهن الى احتراف الدعارة، كما تطرقت الى سفاح القربى أيضا، وكأني بها تريد نشر بعض الغسيل الوسخ الذي يتكتم عليه المجتمع كنتاج لعادات وتقاليد بالية.ملاحظات: وردت بعض الكلمات في النص المطبوع مكتوبة بخط اليد، فلماذا لم تصحح على الحاسوب؟ كما أن هناك القليل من الأخطاء اللغوية التي كان يمكن تفاديها.15-8-2014

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات