بدون مؤاخذة-ثقافة الاشاعة

ب

مصطلح الإشاعة في اللغة مشتق من الفعل ” أشــاع”، وأشاع الخبر أي قام بنشره أو اطلاقه.

“والإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتُتداول بين العامة ظنّا منهم على صحتها”. والإشاعة أنواع منها: إشاعة الحقد والكراهية، وهي تسعى الى بث الأحقاد بين الناس لإثارة الفتنة وتغذية الخلافات. ومنها إشاعة الخوف والتي تعتمد على تنمية المخاوف لدى الناس في الظروف العصيبة، والإشاعة معروفة عند جميع الشعوب، وتنتشر بشكل واسع زمن الحروب والهزائم، وتجد لها من يروّجها وهم ما يطلق عليهم”الطابور الخامس” وغالبا ما ينشرها الأعداء لتحقيق مآربهم وسياساتهم. ونشر الإشاعة السلبية ضدّ الأفراد خطير جدا، فاغتيال السمعة أخطر من اعتيال الجسد، كاتهام شخص بالعمالة أو اتهام امرأة بأخلاقها.

ومن المعروف أن الاشاعات التي تستهدف الوطن أو القيادات خطيرة جدا أيضا خصوصا في المراحل الصعبة التي يعيشها الوطن، وقد شاهدنا ونشاهد في الأراضي الفلسطينية المحتلة إشاعات يروجها الاعلام المعادي وتجد من يسوقها بين ظهرانينا، مما يكون له نتائج سلبية تضر بقضيتنا وبشعبنا بل وبأمتنا، وهذا ما يجب الانتباه إليه والحذر منه، لأنها تروّج لثقافة الهزيمة والاستسلام وبث اليأس بين أفراد الشعب. كما يجب الانتباه الى الإشاعات التي يتم بثها بين مجموعات متنازعة على قضايا مهما كانت بسيطة أو صعبة، والهدف منها تصعيد الموقف لإشغال الناس بتوافه الأمور. والتي قد يترتب عليها وقوع ضحايا أبرياء.

ويجب الانتباه الى أن الإشاعة تجد مناخا خصبا تنمو فيه بين الشعوب التي تعاني ظروفا استثنائية كما هو حال شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال.

13-5-2014

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات