بدون مؤاخذة-الثقافة والتمويل

ب
لسنا هنا في مجال الحديث عن أهمية الثقافة ودورها في بناء المجتمعات والنهوض بها، فالمثقف في بلاد العربان متهم حتى يثبت ولاؤه للنظام، ويحارب حتى في لقمة عيشه، ولسنا هنا في مجال الحديث عن كثdرين من المبدعين والعلماء العرب الذين لم يجدوا متسعا لهم للعيش في بلدانهم، ولجأوا الى العيش في بلاد الغرب”الامبريالي” حيث وجدوا هناك الحرية للتعبير عن أفكارهم، كما وجدوا العيش الكريم أيضا، لذا فان العلم والثقافة هو آخر ما يتم الانتباه له عند العربان، ولا غرابة حسب احصائيات منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة “اليونسكو” أن ما يترجم الى اللغة الاسبانية في العام الواحد يعادل ما ترجم الى العربية من عهد الخليفة العباسي المأمون حتى أيامنا هذه، أي في أكثر من ألف عام، وأن ما تنفقه اسرائيل على البحث العلمي في العام الواحد يعادل ما تنفقه دول العربان في عدة سنوات.
وإذا ما عدنا الى التمويل الثقافي، ولا نقصد هنا تمويل المثقفين والمبدعين- مع أن من حقهم أن تتوفر لهم ولأسرهم حياة لائقة وكريمة- فإن ما يخصص للشأن الثقافي من ميزانية دول العربان لا يكاد يذكر، وقد يصل الى نسبة واحد في الألف كما هو في فلسطين مثلا، والاستثناء هنا هو في دولة الامارات العربية التي تخصص ميزانيات لائقة لرعاية الابداع الثقافي.
ومع الشّح في ما يخصص للتمويل الثقافي في بلادنا، ولا أقصد هنا وزارة الثقافة، لأن ما يخصص لها لا يكاد يفي برواتب موظفيها وأجور مقراتها، وإنما المؤسسات الثقافية الشعبية وشبه الرسمية، وهذه تنطبق عليها مقولة” قالوا عند الغولة حفلة عرس، فردوا عليهم: يا ليت يكفيها ويكفي اولادها” فهذه المؤسسات تحصل على تبرعات من مؤسسات ودول شقيقة، وبعضها يجد تمويلا أجنبيا، ومن تبرعات بعض الميسورين، مع أن بعضها لا يقوم بأيّ نشاط ثقافي يذكر، ولا فضل لها سوى تعليق لافتة على واجهة مقرها تفيد بأنها مؤسسة ثقافية، لأن المؤسسة مجيّرة للقائم أو القائمين عليها، وغالبا ما تأخذ الطابع العائلي، واذا ما أقيم فيها نشاط ثقافي من ناشطين ثقافيا، فإمّا أن يطلبوا منهم دفع أجرة لاستعمال المقرّ، أو في أحسن الأحوال فانهم يبخلون عليهم بالضيافة ولو كانت ماء الشرب أو فنجان قهوة، هذا إذا لم يرفضوا النشاط الثقافي بالمطلق، لأنهم يخافون الثقافة لبعدهم عنها، وقد يعتبرونها “بعبعا” يضرّ بهم لجهلهم بها. وإذا ما طُلب منهم دعم نشاط ثقافي، كأن يوفروا الضيافة والمواصلات للمدعوين القادمين من مسافات بعيدة، فإنهم يضعون شروطا تعجيزية على طالبها، يستحيل عليه تنفيذها. ويبرّرون ذلك يا للعجب! “بالشفافية في الانفاق المالي” مع أن الصحيح هو أنهم لا يريدون الصرف، أمّا أين تذهب الأموال المخصصة للنشاطات الثقافية فذلك علمه عند علّام الغيوب وعندهم، والأسئلة حول ذلك ممنوعة، أو لا إجابات مقنعة عليها. والحديث هنا يطول.
17-4-2014

جميل السلحوتبدون مؤاخذة-الثقافة والتمويللسنا هنا في مجال الحديث عن أهمية الثقافة ودورها في بناء المجتمعات والنهوض بها، فالمثقف في بلاد العربان متهم حتى يثبت ولاؤه للنظام، ويحارب حتى في لقمة عيشه، ولسنا هنا في مجال الحديث عن كثdرين من المبدعين والعلماء العرب الذين لم يجدوا متسعا لهم للعيش في بلدانهم، ولجأوا الى العيش في بلاد الغرب”الامبريالي” حيث وجدوا هناك الحرية للتعبير عن أفكارهم، كما وجدوا العيش الكريم أيضا، لذا فان العلم والثقافة هو آخر ما يتم الانتباه له عند العربان، ولا غرابة حسب احصائيات منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة “اليونسكو” أن ما يترجم الى اللغة الاسبانية في العام الواحد يعادل ما ترجم الى العربية من عهد الخليفة العباسي المأمون حتى أيامنا هذه، أي في أكثر من ألف عام، وأن ما تنفقه اسرائيل على البحث العلمي في العام الواحد يعادل ما تنفقه دول العربان في عدة سنوات.وإذا ما عدنا الى التمويل الثقافي، ولا نقصد هنا تمويل المثقفين والمبدعين- مع أن من حقهم أن تتوفر لهم ولأسرهم حياة لائقة وكريمة- فإن ما يخصص للشأن الثقافي من ميزانية دول العربان لا يكاد يذكر، وقد يصل الى نسبة واحد في الألف كما هو في فلسطين مثلا، والاستثناء هنا هو في دولة الامارات العربية التي تخصص ميزانيات لائقة لرعاية الابداع الثقافي. ومع الشّح في ما يخصص للتمويل الثقافي في بلادنا، ولا أقصد هنا وزارة الثقافة، لأن ما يخصص لها لا يكاد يفي برواتب موظفيها وأجور مقراتها، وإنما المؤسسات الثقافية الشعبية وشبه الرسمية، وهذه تنطبق عليها مقولة” قالوا عند الغولة حفلة عرس، فردوا عليهم: يا ليت يكفيها ويكفي اولادها” فهذه المؤسسات تحصل على تبرعات من مؤسسات ودول شقيقة، وبعضها يجد تمويلا أجنبيا، ومن تبرعات بعض الميسورين، مع أن بعضها لا يقوم بأيّ نشاط ثقافي يذكر، ولا فضل لها سوى تعليق لافتة على واجهة مقرها تفيد بأنها مؤسسة ثقافية، لأن المؤسسة مجيّرة للقائم أو القائمين عليها، وغالبا ما تأخذ الطابع العائلي، واذا ما أقيم فيها نشاط ثقافي من ناشطين ثقافيا، فإمّا أن يطلبوا منهم دفع أجرة لاستعمال المقرّ، أو في أحسن الأحوال فانهم يبخلون عليهم بالضيافة ولو كانت ماء الشرب أو فنجان قهوة، هذا إذا لم يرفضوا النشاط الثقافي بالمطلق، لأنهم يخافون الثقافة لبعدهم عنها، وقد يعتبرونها “بعبعا” يضرّ بهم لجهلهم بها. وإذا ما طُلب منهم دعم نشاط ثقافي، كأن يوفروا الضيافة والمواصلات للمدعوين القادمين من مسافات بعيدة، فإنهم يضعون شروطا تعجيزية على طالبها، يستحيل عليه تنفيذها. ويبرّرون ذلك يا للعجب! “بالشفافية في الانفاق المالي” مع أن الصحيح هو أنهم لا يريدون الصرف، أمّا أين تذهب الأموال المخصصة للنشاطات الثقافية فذلك علمه عند علّام الغيوب وعندهم، والأسئلة حول ذلك ممنوعة، أو لا إجابات مقنعة عليها. والحديث هنا يطول.17-4-2014

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات