رواية “همسات على ضفاف النيل” في اليوم السابع

ر

القدس:23-1-2014 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس رواية “همسات على ضفاف النيل” للكاتبة المقدسية مزين برقان، والصادرة في اواخر العم 2013 عن الجندي للنشر والتوزيع في القدس، وتقع في 256 صفحة من الحجم المتوسط.

بدأ النقاش ابراهيم جوهر فقال:

حضر عندي الليلة وأنا أقرأ رواية (همسات على ضفاف النيل) كل من ؛ عمر بن أبي ربيعة، ونزار قباني، وزياد “صديقي.”

الأول كان نرجسيا معجبا بنفسه حدّ المرض ، صوّر نفسه معشوقا لا عاشقا. والثاني في شبابه الإبداعي قاد غزوات (!!) على جيوش (النساء). والثالث عاش معشوقا تتهافت الفتيات على مخدعه!

الشخصية الغريبة في الرواية، تبحث عن عمل، لم تكمل تعليمها الجامعي لضيق ذات اليد… لكنها تعشق بوله غريب عجيب من أول لقاء عابر فتاة سورية صيدلانية! والفتاة تساير العلاقة المفاجئة بغرابة غير معقولة… ثم يكتشف القارئ كثرة العشيقات والصديقات من مختلف الجنسيات لهذا الشاب الخيالي…

… لم أكمل قراءة الرواية(!) بعد، لكني استحضرت أصدقاء الكلمة من المهووسين بنرجسيتهم، فهل ستقول الكاتبة أمرا ما بعد قليل؟

هل سأحيل العلاقة إلى رمز بين مصر وسوريا؟

هل أستعيد أيام الوحدة السريعة التي كانت يوما!!

والأهم؛ هل وفّقت الكاتبة (مزيّن برقان) في رمزها إذا ما اتفقنا على أنها قصدت الرمز وأومأت إليه!

سأنتظر إلى أن أنهي القراءة…

….. وماذا بعد أن انتهيت من قراءة الرواية؟

لم تصدق توقعاتي بالرمز للوحدة السورية المصرية.

هي استعراض لعلاقة عشق ووله عبر مصادفة لقاء في الطريق تطورت إلى لواعج من الكلام والانتظار والعناق … ثم الاتصال والانتظار والمواعدة …

الكاتبة استعرضت لغة في حدّها الأعلى تعتمد على الإشارات الجنسية والوصف الحسّي ، ولم تخلق لنا شخصية مقنعة فنيا. فهذا العاشق الذي تعجب به النساء من مختلف بقاع العالم شبه جاهل في أمور الحياة، وفاشل في العمل ولم يتمكّن من إتمام دراسته بسبب ذكرته الكاتبة في أكثر من موقع وهو قلة ذات اليد أو ضيقها، رغم أن المعروف – واقعيا- عن الطلبة المصريين يسر تلقيهم التعليم الجامعي بسبب مجانية التعليم أو شبه مجانيته.

الكاتبة أفاضت في العلاقة بين الفتاة السورية السائحة والشاب المصري الذي تلاحقه والدته كما تلاحقه رسائل العاشقات الأجنبيات واتصالاتهن الهاتفية. لقد بنت القصة بكامل أحداثها وانتظارها وصدفتها الغريبة على ذلك اللقاء العابر الذي صار علاقة تشابكت فيها الأيدي والشفاه والقلوب والوله…أمور وأوصاف غير مقنعة فنيا، ولعل همها يتمثل في إعجاب الكاتبة بلغة التعبير عن مثل هذه المواقف. من هنا أجد أنها تأثرت بشكل غير ناضج بأسلوب أحلام مستغانمي، ورواية (حليب التين) لسامية عيسى في جرأتها التشخيصية الجنسية ، وكتبت مخططا أوليا لرواية لم تنضج بكامل أبعادها وشخصياتها وأحداثها.

وجاءت لغة الكاتبة وهي تستعرض أنباء التحركات العربية في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا إخبارية لم توظفها فنيا لتبني فوقها بناءها الروائي، وكذا الأمر مع إشارتها للانقسام الفلسطيني وواقع الاحتلال الإسرائيلي.

أما اللغة التي قامت عليها الرواية فهي لغة عواطف وتأوهات وشبق وأحلام وانتظار ، اقتربت حينا من لغة الشعر ، لكنها لم تحمل روحه . وجاء الحوار بسيطا عاديا لم يتعمق داخل الشخصية ولم ينقل فكرها وموقفها. وحده الطالب الفلسطيني الذي يدرس الفلسفة وعلم النفس في جامعة القاهرة كان متزنا واعيا مهّد لعلاقة عاطفية بأسلوب جديد مواز لأسلوب زميله العاشق ذي الصديقات الكثيرات.

وقد اعتمدت الكاتبة على جمل بعينها في الوصف إذ أكثرت من ذكر (الرائع) لأكثر من موقع وعلاقة وحالة. كما اعتمدت اعتمادا شبه كليّ على المناجاة والحوار الداخلي اللذين أخذا مساحة شاسعة من الورق والموقف، وكأن الحالة الشعورية الموصوفة استولت على لغة الكاتبة وساقتها بلغتها إلى ما لا يخدم النص الفني الذي أثقله التكرار وهو لا يقدّم جديدا للقارئ سوى إبقائه في هامش الحالة المعبّر عنها بلغة عاطفية جنسية ذات دلالات على فقر مفهوم الحب، تلك العلاقة التي نشأت أساسا من صدفة غريبة غير مقنعة …

إن لغة الغزل الحسّي والعلاقات العاطفية لا تشفع وحدها لأي عمل لا يراعي المواصفات الفنية، ويبنى على مصادفة غير مقنعة. وهذا ما كان في هذا الكتاب.

وقال جميل السلحوت:

ملخص الرواية: عشق بدون مقدمات في القاهرة بين شاب مصري أنهى خدمته العسكرية وعاطل عن العمل، وبين شابة سورية من حلب درست الصيدلة وكانت في زيارة للقاهرة. لكن حبهما لم يستمر لأن ثورات ما سمّي بالربيع العربي حالت دون عودة جمانة السورية الى القاهرة.

شخصيات الرواية:

فتحي: شاب مصري من امبابة، أنهى خدمة العلم في الجيش المصري، وأخذ يتسكع في الشوارع لاهثا خلف النساء، وكان على خلاف دائم مع والدته التي كانت ترغب في تزويجه من فتاة اختارتها له، وقع في غرام الفتاة السورية جمانة عندما رآها في القاهرة، وكان يتلقى مكالمات من فتاتين واحدة كورية، والثانية أمريكية أثناء مقبالته لجمانة، التي عادت الى بلادها بعد يومين من تعارفهما، على أمل أن تعود الى القاهرة مرة أخرى في الصيف القادم، لكن ثورة الشعب المصري التي أطاحت بحكم الرئيس مبارك، وبعدها الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا في آذار 2011 حالت دون ذلك. عمل لاحقا ميكانيكيا لتصليح السيارات المعطوبة.

جمانة: فتاة سورية من حلب أنهت دراسة الصيدلة وكانت في زيارة للقاهرة، وهناك التقت بفتحي الذي أعجب بها من النظرة الأولى، وعادت الى بلادها بعد يومين من ذلك، على أمل العودة الى القاهرة في الصيف القادم لتلتقيه ثانية، لكن ما جرى في مصر ولا يزال يجري في سوريا من “ثورات” حال دون ذلك.

هاني: زوج شقيقة فتحي وصديقه المقرب اليه، وخازن أسراره، توفي في حادث طرق.

سامي: فلسطيني من رام الله، يدرس الفلسفة في القاهرة، تربطه علاقة صداقة بهاني، وله آراء فلسفية في الحبّ، وفي علاقة الرجل بالمرأة.

ما الهدف من الرواية: هذه الرواية تذكر بروايات احسان عبدالقدوس، من حيث المضمون لولا أن الكاتبة أقحمت فيها ثورات”الربيع العربي”.

البناء الروائي: يبدو أن الكاتب أيّ كاتب يكتب عملا واحدا يحلق فيه على ذرى قمم الابداع، وهذا ما فعلته مزين برقان في روايتها “كلمات على رمال متحركة” لكن عملها الروائي الجديد يشكل تراجعا واضحا عن روايتيها السابقتين “لحظات خارجة عن الزمن” و”كلمات على رمال متحركة” وان كانت متقدمة على حكايتها الأولى”يوم ولد قيس”. ففي “همسات على ضفاف النيل” بداية التعارف بين فتحي وجمانة غير مقنعة بالمطلق، تماما مثلما هي قصة الحبّ التي حاولت الكاتبة أن تفرضها عليهما. وكذلك اقحام ثورات”الربيع العربي” للحيلولة دون اتمام قصة الحبّ هذه. وقد أوغلت الكاتبة كثيرا في الدخول في مناجيات بين هذين العاشقين دون مبرر، في محاولة منها للعزف على جماليات اللغة، ولم توفق الكاتبة مطلقا بالمكالمات الهاتفية التي كان فتحي يتلقاها من الفتاتين الأمريكية والكورية أثناء اصطحابه لجمانة، فهل كان فتحي بهذا الغباء عندما يرد عليهما”؟ وهل كانت جمانة غبيّة ّيضا لدرجة مواصلة العلاقة مع رجل يثبت لها بأنه داعر أكثر منه عاشقا؟

وقال عبدالله دعيس:

رواية همسات على ضفاف النيل للكاتبة مزين يعقوب برقان هي رواية غرامية تقع أحداثها في مدينة القاهرة وعلى ضفاف نهر النيل. ولعل الكاتبة جسدت نهر النيل كشخصية رئيسية في القصة، فبطل القصة لا يفتأ يناجي النيل ويبوح له بأسراره، فالنيل ساعة ملهم وموقد للعشق في نفسه وساعة مصدر صبره على الفراق بانسيابه وسكونه، وساعة يثير غضبه بفرحه وبهجته غير آبه بما يقاسيه مناجيه من ألم الفراق.

تبدأ الرواية بعلاقة فتحي المتوترة مع عائلته الفقيرة وأمه التي تلح عليه في الحصول على عمل يساعد الأسرة في دخلها، وخروجه من البيت حائرا لتحدث المفاجئة. فهذا الشاب الفقير العاطل عن العمل يبحث عن مغامرات عاطفية، ويجد ضالته في سائحة سورية من مدينة حلب سرعان ما يلتقط يدها ويرتبط بها عاطفيا. وهي ليست أول عشيقاته فله الكثير من الصديقات اللواتي حضرن إلى مصر من جميع أنحاء العالم ووقعن في شراكه. وهنا أجد بعض التناقض بين كون الشاب فقيرا وكونه يقيم كل هذه العلاقات التي عادة ما يستأثر بها الموسرون. وأتساءل أيضا كيف تلح الأم على زواج ابنها العاطل عن العمل وهو ما زال حديث السن، وهذا ينافي الواقع في مدينة القاهرة.

تروي الكاتبة أحداث القصة على لسان بطل القصة، وهذا الأسلوب يتيح للكاتبة أن تسهب في الحوار الداخلي للبطل. لكن، في الوقت نفسه، يجعل الكاتبة مقيدة في سرد تفاصيل الأحداث التي تمر بالشخصيات الأخرى، لأننا نرى القصة كما يراها أو يتخيلها البطل دون أن ندري ماذا يدور مع غيره من الشخصيات.  لذلك فعندما تغادر جمانة القاهرة فلا نعد نعرف عنها شيئا إلا من خلال أفكار فتحي فقط.

تتقمص الكاتبة شخصية فتحي، وتقتحم عالم الرجال وتصف مشاعرهم وما يدور في أنفسهم. وأرى أنها تقع في مأزق، فليس من السهولة على أنثى أن تسبر غور عالم الرجال. لذلك فهي تصدر تعميمات عن الرجال وعن عشقهم قد لا تكون دقيقة أو واقعية. تتساءل الكاتبة في صفحة 43 “أي رجل هذا الذي يكتفي بأنثى واحدة؟” وكأن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة شهوة حيوانية ينتفي فيها الشعور بالألفة والحب الحقيقيين.

وتقودنا الكاتبة للتعاطف مع شخص لا يستحق التعاطف لأن نظرته للحب نظرة مادية وعلاقته مع عائلته سلبية وكذلك علاقته بوطنه، ففي خضم الأحداث في مصر وخلال ثورة 25 كانون الثاني فإن محور حياته يدور حول رغبة جموح في الوصول إلى جسد فتاة قابلها صدفة ولم يستطع أن يأخذ منها غايته.

تقحم الكاتبة موضوع الثورات العربية في قصتها وهذا يساعد على تحديد زمن الرواية والظروف المحيطة بشخصياتها، ولكن لا أرى أن لهذه الثورات أي دور حقيقي في القصة، فعدم عودة جمانة إلى القاهرة ممكن أن تحدث لأي سبب من الأسباب قد لا يكون له علاقة بالثورة.

وأتساءل: ما الرسالة التي أرادت الكاتبة أن توصلها من خلال هذه الرواية؟ فالموضوع تقليدي: عاشق يتوق إلى رؤية عشيقته التي فرق الزمن بينه وبينها. ما الجديد في هذا؟ وتستغرق معظم الرواية في حوار ذاتي بين البطل ونفسه، لكن هذا الحوار مكرر، يدور حول نفس الفكرة ونفس العاطفة وهي اشتياقه لعشيقته.

مفهوم الحب كما يبرز في الرواية هو مفهوم حيواني بحت مرتبط بالعلاقة الجنسية بين الطرفين، ليس إلا. تحاول الكاتبة أن تبرز علاقة فتحي بجمانة على أنها مختلفة عن علاقاته السابقة، ولكن هذه لا تخرج عن إغراء الجسد الذي أحس به فتحي تجاه جمانة الجميلة ليس إلا، ولا تصل للبعد العاطفي الإنساني لهذه العلاقة. ففتحي ينتظر جمانة ليس إلا لأنه “لم ينل ما رغب منها” ص 229 ويقول: “قد يهبني لقائي معها ما أشتهي منها” ص 88.

وأتساءل أيضا: لماذا مات زوج اخت فتحي في حادث سيارة؟ هل تعتبر الكاتبة هذا الحدث هو ذروة القصة؟ ألأن فتحي فقد الشخص الذي يمكن أن يبوح له بأسراره؟ لكن هذا الشاب لا يبقي علاقته مع الفتيات سرا فجميع معارفه بما فيهم والدته تعلم بمغامراته العاطفية، فإن مات هاني فما زال النيل موجودا هناك.

نجحت الكاتبة في اختيار أنواع متعددة من السرد وهي تميل للتعبير بطريقة الحوار الداخلي. لغة الرواية جميلة عذبة وأجمل ما فيها هو مناجاة نهر النيل التي لا تخلو من شعرية موظفة توظيفا فلسفيا. وقد كانت الكاتبة موفقة باختيار شخصية سامي طالب الفلسفة، فهذه الشخصية أعطت بعدا فلسفيا للرواية وأثرت الحوار خلالها.

لكن الرواية تخلو إلى حد كبير من التشويق والإثارة. وتحوي كثيرا من الإيماءات والإشارات الجنسية . لذا فأنا لا أنصح باقتنائها في مكتبة مدرسة ثانوية.

أمّا نزهة أبو غوش فقد قالت:

الرّواية تتحدّث عن شاب مصري أحبّ فتاة سوريّة، لكنّ الثّورات العربيّة الّتي حدثت مؤخّرَا حالت دون لقائهما، وساهمت بشكل مباشر في التّفريق بينهما.

خصّصت الكاتبة معظم صفحات كتابها من  البداية- 163؛ من أجل اقناع القارئ بقصّة حبّ الشّابّين لبعضهما البعض. استخدمت فيها الكاتبة مصطلحات وعبارات تحمل كلّ معاني الشّهوة والإغراء والغرائز، مستخدمة التّشبيهات الغريبة أحيانًا والاستعارات والكنايات المتعدّدة والوصف الدّقيق لما يعتريه خيال،  الشّاب فتحي، بطل الرّواية تجاه محبوبته جمانة.

عندما تقرأ رواية الكاتبة مزيّن برقان تشعر وكأنّك أمام فيلم من الأفلام الأجنبيّة  السّطحيّة الّتي تعنى بتعرية الجسد، وتبعد كلّ البعد عمّا يخترق النّفس والرّوح والقلب والدّماغ. وهذا الشيء يخالف تقاليدنا ومعاييرنا الاجتماعيّة. لم تنجح المؤلفة برقان في اقناعي كقارئة بأنّ هناك علاقة حبّ صادقة بين حبيبين، رغم كلّ ما استخدمت من وسائل فنّية وتجميلات وتحسينات بلاغيّة؛ لأنّ الحبّ يختلف كليّا عن الشّهوة والجنس والغريزة. إِذ أنّ الرّجل الّذي يشتهي واحدة يمكنه أن يشتهي أُخريات في كلّ زمان ومكان، بينما الحبّ شيء آخر  تمامَا.

لم يكن هناك أيّ تمهيد لعلاقة الحبّ الّتي اختلقتها المؤلّفة، إِنّما كان اللقاء على (كوبري 6 اكتوبر) بمحض الصّدفة، لفت نطره شكلها الخارجيّ فعلّقها بحباله، وسبحان الله، استجابت له بالحال دون أيّ مقدّمات، وهي سائحة غريبة عن وطنها سوريّة. بدا الحبّ هنا وكـأنّه شيء مباح يلتقطونه بالشّوارع وبالصدفة.

أنا شخصيّا أتّفق مع كافة النّقاد الّذين يرون بأنّ عنصر المفاجأة يقلّل من قيمة النّص الأدبي، إِذ هي وسيلة سهلة يستخدمها الكاتب ليتوصّل إِلى هدفه دون عملية التّمهيد المتدرّج للأحداث، وهذا سبب آخر لعدم الاقتناع بمسألة الحبّ، وسبب أخر يؤثّر على عدم الاقتناع هو الكتابة بلسان المذكّر، حيث يوحي بعدم الصّدق في المشاعر.

خلال خمسة فصول لم تذكر المؤلّفة شيئّا عن الثّورات العربيّة، بينما بدأت بشكل مباغت تتحدّث عنها.

من ص 163 حيث لم يكن هناك أيّ تمهيد خلال الفصول السّابقة. شملت الكاتبة مزيّن كلّ الثّورات جملة واحدة في تونس واليمن ومصر وليبيا وسوريّة، وبدا ذكر الثّورات وسيلة وليس هدفَا، حيث كانت مشكلة البطل فتحي هي الهدف. فجاء الحديث عن الثورات موجز جدّا . بدا بطل الرّواية فتحي رجلَا سلبيّا بعيدَا كلّ البعد عن المشاركة بالثورة المصرية، حيث كان جلّ اهتمامه بالبحث عن فرص للبحث عن (النيت) في المقاهي؛ من أجل الاتّصال بمحبوبته جمانة في سوريا. بينما صديقه سامي الفلسطيني وزوج أُخته كانا عكسه تمامًا.

إِنّ ما كتبته الروائيّة مزيّن برقان عن الثّورات العربيّة، حتّى وإِن جاء بشكل مختصر وسريع، لهو توثيق لهذه المرحلة العصيبة في وطننا العربي.

وكتبت سوسن عابدين الحشيم:

في هذه الرواية ذكرت الكاتبة تاريخ  الأحداث الدموية والثورات التي شهدتها الدول العربية، ومأساة شعوبها بسبب هذه الثورات التي انطلقت في بداية عام 2011. وذكرت اسم الشاب التونسي بوعزيزي مفجر هذه الثورات الذي احرق نفسه معبرا عن مدى الظلم من قبل السلطة الحاكمة على الشعب المقهور، كما هو واضح من عنوان الرواية ان الرواية هي رومانسية المذهب، حيث تتحدث عن علاقة غرامية بين شاب مصري وفتاة سورية، التقيا على كوبري النيل وجمع بينهما حب وعشق كبير، لكن النهاية كانت مأساوية، طال انتظاره لعودتها الى مصر، وانتهت دون ان تعود ..بل مجرد رسائل الكترونية من وقت لآخر ..الرواية اتبعت أسلوب السرد القصصي، وتناولت قضايا الشعب المصري بشكل خاص والشعب العربي بشكل عام ، قضية البطالة والفقر حيث لم يتمكن بطل الرواية فتحي من إنهاء تعليمه الجامعي بسبب الأزمة المادية التي يعانيها الكثير من الشباب، وكان يقضي معظم وقته يبحث عن عمل أو مع أصدقائه أو يضيع وقته في إقامة علاقات غرامية مع الفتيات من مختلف الجنسيات، وظفت الكاتبة فلسفة الحب والحياة في روايتها عن طريق شخصية فلسطينية جسدها شاب من رام الله اسمه سامي . استطاعت الكاتبة ان تتطرق الى الفلسفة وآراء أفلاطون خلال حديثه مع صديقه فتحي، من خلال الحوار الذي كان يجري بين الشخصيات كانت الكاتبة تعرض بعض أفكارها الفلسفية عن بعض المشاكل والقضايا.

شارك في النقاش عدد من الحضور منهم:رفيقة عثمان، طارق السيد ونضال المهلوس.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات