بدون مؤاخذة-موت الزعماء العظام

ب
مات الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا، مات والموت نهاية حتمية للأحياء كلهم، مات مانديلا الذي قاد شعبه الى الحرية والاستقلال منهيا الحكم العنصري الذي كان سائدا في بلاده، مات مانديلا الذي قضى 27 عاما من عمره في السجن، ليخرج رئيسا منتخبا لبلاده، وليتخلى عن كرسي الرئاسة طواعية بعد انتهاء مدته الرئاسية، ومانديلا بشجاعته وحكمته وصموده أجبر قوى الطغيان الامبريالي على تغيير سياستها الداعمة لنظام الحكم العنصري الذي كان سائدا في بلاده، ومانديلا الذي حظي بمحبة واعجاب شعبه والشعوب المكافحة من أجل حريتها، بل كان مدرسة للكفاح المثابر والصمود والفكر المستنير، يرحل راضيا مرضيا ليلتحق بعظماء سبقوه، في التاريخ المعاصر، وتركوا بصماتهم في النهوض بشعوبهم، وفي السياسة العالمية، أمثال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والزعيم العربي جمال عبد الناصرـ والزعيم الهندي المهاتما غاندي، والرئيس الفنزويلي تشافيز، فبكتهم وشيّعتهم الملايين الى مثواهم الأخير، وستبقى سيرتهم نبراسا يضيء ظلمة الشعوب والأوطان، واذا كانت أمريكا وحلفاؤها قد عادوا الى رشدهم بتخليهم عن ربيبتهم النظام العنصري البائد في جنوب افريقيا، تماما مثلما خضعت بريطانيا أمام نضالات الشعب الهندي، وأنهت استعمارها مجبرة للهند، إلا أن أمريكا المصابة بالعمى السياسي في علاقتها مع اسرائيل منعتها من العمل على انهاء الصراع العربي الاسرائيلي في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، بل انها ناصبته العداء استجابة للضغط الصهيوني، وسيثبت التاريخ لاحقا خطأ أمريكا وربيبتها اسرائيل بتضييع تلك الفرصة التاريخية، لما كان يحظى به الرئيس عرفات من التفاف وتأييد شعبي فلسطينيا وعربيا، تماما مثلما هي تضيّع فرص الحل السلمي للصراع في عهد الرئيس محمود عباس.
ولمّا كان الزعيم الراحل مانديلا مدرسة نضالية وانسانية، تستلهمها الشعوب، ومنها الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية، فان سيرته الكفاحية، وثباته على مبادئه، وزهده في الحكم، وحبّ الشعوب له، وتخليدهم لذكراه، يجب أن تكون أيضا مدرسة للقادة الآخرين، فالشعوب هي التي تحمي قادتها، خصوصا اذا ما كان هؤلاء القادة حريصين على مصالح شعوبهم وأوطانهم، وهناك فرق كبير بين أن تفاخر الشعوب بقادتها الأوفياء، وأن تشيعهم عند الموت بالبكاء وحملا على الأعناق، وأن تحفظ ذكراهم وتخلدهم في تاريخها، وبين أن يرحل القائد مطاردا مذموما ومقتولا من شعبه، وملعونا بعد وفاته.
فالمجد والخلود لمانديلا، وللزعماء الشرفاء كلهم.
6-12-2013

جميل السلحوت:بدون مؤاخذة-موت الزعماء العظاممات الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا، مات والموت نهاية حتمية للأحياء كلهم، مات مانديلا الذي قاد شعبه الى الحرية والاستقلال منهيا الحكم العنصري الذي كان سائدا في بلاده، مات مانديلا الذي قضى 27 عاما من عمره في السجن، ليخرج رئيسا منتخبا لبلاده، وليتخلى عن كرسي الرئاسة طواعية بعد انتهاء مدته الرئاسية، ومانديلا بشجاعته وحكمته وصموده أجبر قوى الطغيان الامبريالي على تغيير سياستها الداعمة لنظام الحكم العنصري الذي كان سائدا في بلاده، ومانديلا الذي حظي بمحبة واعجاب شعبه والشعوب المكافحة من أجل حريتها، بل كان مدرسة للكفاح المثابر والصمود والفكر المستنير، يرحل راضيا مرضيا ليلتحق بعظماء سبقوه، في التاريخ المعاصر، وتركوا بصماتهم في النهوض بشعوبهم، وفي السياسة العالمية، أمثال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والزعيم العربي جمال عبد الناصرـ والزعيم الهندي المهاتما غاندي، والرئيس الفنزويلي تشافيز، فبكتهم وشيّعتهم الملايين الى مثواهم الأخير، وستبقى سيرتهم نبراسا يضيء ظلمة الشعوب والأوطان، واذا كانت أمريكا وحلفاؤها قد عادوا الى رشدهم بتخليهم عن ربيبتهم النظام العنصري البائد في جنوب افريقيا، تماما مثلما خضعت بريطانيا أمام نضالات الشعب الهندي، وأنهت استعمارها مجبرة للهند، إلا أن أمريكا المصابة بالعمى السياسي في علاقتها مع اسرائيل منعتها من العمل على انهاء الصراع العربي الاسرائيلي في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، بل انها ناصبته العداء استجابة للضغط الصهيوني، وسيثبت التاريخ لاحقا خطأ أمريكا وربيبتها اسرائيل بتضييع تلك الفرصة التاريخية، لما كان يحظى به الرئيس عرفات من التفاف وتأييد شعبي فلسطينيا وعربيا، تماما مثلما هي تضيّع فرص الحل السلمي للصراع في عهد الرئيس محمود عباس. ولمّا كان الزعيم الراحل مانديلا مدرسة نضالية وانسانية، تستلهمها الشعوب، ومنها الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية، فان سيرته الكفاحية، وثباته على مبادئه، وزهده في الحكم، وحبّ الشعوب له، وتخليدهم لذكراه، يجب أن تكون أيضا مدرسة للقادة الآخرين، فالشعوب هي التي تحمي قادتها، خصوصا اذا ما كان هؤلاء القادة حريصين على مصالح شعوبهم وأوطانهم، وهناك فرق كبير بين أن تفاخر الشعوب بقادتها الأوفياء، وأن تشيعهم عند الموت بالبكاء وحملا على الأعناق، وأن تحفظ ذكراهم وتخلدهم في تاريخها، وبين أن يرحل القائد مطاردا مذموما ومقتولا من شعبه، وملعونا بعد وفاته.فالمجد والخلود لمانديلا، وللزعماء الشرفاء كلهم.6-12-2013

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات