بدون مؤاخذة-اعلامنا قاصر ومقصر

ب

لا يختلف اثنان على أهمية وسائل الاعلام في نقل الحقائق للمتابعين، فهناك من يقرأ الصحافة المكتوبة، ومن يشاهد الفضائيات ومحطات التلفزة، ومن يستمع للاذاعات المختلفة، ولا تكاد توجد وسيلة اعلام محايدة، لكن بالتأكيد هناك وسائل اعلام مهنيّة ومحترفة في صياغة الخبر أو التقرير الصحفي وكيفية توجيهه، وفي نقاش مع بعض الأصدقاء عن قصور الاعلام العربي في ايصال القضايا العربية المصيرية الى الرأي العام العالمي، وتَرْكِه للاعلام الآخر ليوجههم حسبما يشاء لخدمة أهدافه وسياساته، حتى لم يعد خافيا على أحد بأن الرأي العام العالمي بات ينظر للعربان بأنهم ارهابيون مع أنهم ضحايا للارهاب الصهيوني والامبريالي، وبدلا من أن يتحمل الاعلام العربي مسؤولياته بهذا الخصوص، فانه في غالبيته يساعد على ترسيخ المفاهيم الخاطئة والمعادية، بل انه يساعد في تغذية وتسويق الجماعات الارهابية المتطرفة خدمة لأجندات خارجية، لتسهيل استمرارية العداء للشعوب العربية وللدين الاسلامي…ولنتذكر قلب الحقائق عندما سمّوا الحرب على العراق واحتلاله وتدميره بـ”حرب تحرير العراق”، وسكتوا على الجرائم التي ترتكب يوميا في العراق بعد حرب”التحرير المزعومة”، ولنشاهد كيف يتم السكوت على جرائم الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، وأن التصدي لها يعتبر “ارهابا”، وكأن احتلال أراضي الغير أمر مشروع وعاديّ.

وبينما نحن في نقاش محتد حول قصور الاعلام العربي تجاه القضايا العربية، سأل عجوز كان يلتزم الصمت: وهل تعتقدون أن الاعلام العربي يقوم بايصال عدالة القضية الفلسطينية الى الشعوب العربية، حتى تطالبونه بايصالها الى الشعوب الأخرى؟ فأصبحنا كمن حام فوق رؤوسهم الطير…وانخرسنا عندما اضاف العجوز: “العرب أسوأ محامي لأعدل القضايا”.

1ديسمبر 2013

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات