الزواج المبكر في مدارسنا

ا

قانون التعليم الالزامي يحفظ للطفل حقه في التعليم الالزامي حتى نهاية المرحلة الثانوي، فهل يحصل الأطفال على حقهم هذا؟ وهل يوجد قانون يحمي قانون التعليم الالزامي؟ وهل أطفالنا جميعهم يبقون حتى نهاية المرحلة الثانوية؟

وفي الواقع فإن هناك تسرّب واضح للطلبة في مدارسنا، ففي القدس العربية التي يطبق عليها القوانين الاسرائيلية فإن نسبة التسرب من المدارس كما نشرتها جمعيّتا” عير عميم”-مدينة الشعبين- و”جمعية حقوق المواطن في اسرائيل”، في بداية العام الدراسي 2013-2014

فان 36% من الطلاب لا ينهون المرحلة الثانوية، وأن 13% من الطلبة يتركون الدراسة سنويا من المراحل والصفوف المختلفة، وأنّ أعلى نسبة تسرب تكون في الصفين العاشر والحادي عشر.

ولهذا التسرب أسباب عديدة منها الزواج المبكر، وهذا الزواج معروف في أوساط شعبنا وفي الشعوب العربية الأخرى، وبشكل متفاوت، وتنشر وسائل الاعلام بين الفينة والأخرى أخبارا دامية ومأساوية حول الزيجات المبكرة خصوصا عندما يتم تزويج طفلة قاصرة من رجل في سنّ والدها أو جدّها، مثلما يحصل في بعض البلدان العربية، وزواج القاصرات من كبار السنّ في فلسطين تكاد تكون معدومة، فالعروسان القاصران متقاربان في العمر في فلسطين، وفي الأحوال جميعها فإنّ “العروس الأنثى القاصر” هي الضحية دائما، ولهذه الزيجات أسباب تكمن خلفها منها العادات والتقاليد وجهل الوالدين في بعض البيئات المحلية، والفهم الخاطئ للدين، واستشهاد بعض المتأسلمين بزواج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما،  ويتناسون مثلا أنّ ما أبيح للرسول لم يُبَحْ لغيره، فمثلا فقد جمع عليه الصلاة والسلام بين تسع زوجات، بينما لا يجوز للمسلم أن يجمع بين أكثر من أربع زوجات، ومن اللافت ما ذكره أحد”المشايخ” في شهر أيلول 2013 في  برنامج”للنشر” الذي يقدمه الاعلامي طوني خليفة على فضائية “الجديد”اللبنانية والذي كان “زواج القاصرات” موضوع الحلقة حيث قال الشيخ” بأنه يجوز عقد زواج طفلة ابنة يوم اذا ارتضى وليّها ذلك! لكن لا يجوز الدخول بها حتى تكبر وتستطيع تحمّل ذلك!

والذي يهمّنا هنا أن الزواج المبكر سبب من أسباب تسرّب الطالبات والطلاب من المدارس، وليس مجال حديثنا هنا عن مخاطر الزواج المبكر والنتائج السلبية المترتبة عليه، لكن عن دوره في انتزاع حقوق القاصرين التعليمية، فغالبية المتزوجات والمتزوجين يتركون المدرسة بعد زواجهم مباشرة. وقد شاهدت حالات زواج لطفلات بعد انهائهن مرحلة الدراسة الابتدائية، بينما كان الزوج الطفل في الاعدادية، وهناك حالات قليلة من المتزوجين في سنّ مبكرة واصلوا تعليمهم بعد الزواج. حيث لا يوجد نصّ قانوني يمنع المتزوجين من استكمال دراستهم، لكن الأعراف والعادات تمنع ذلك خصوصا للاناث، والتي يتاح لها أن تواصل تعليمها المدرسي بعد زواجها فإنّها لا تلبث أن تترك المدرسة إذا ما حملت، فهي لا تستطيع تحمل متاعب الحمل والانجاب ورعاية طفل والدراسة، وإذا ما عاد القاصرون الى مدرستهم فإن بعضهنّ وبعضهم يتحدثون عن العلاقة الحميمة مع الشريك، ممّا يثير غرائز زميلاتهن وزملائهم الجنسية في سن مبكرة، وما يترتب على ذلك من مشاكل مدرسية واجتماعية. وأعرف حالات كهذه حصلت في قريتي.

27-9-2013

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات