وسائل الايضاح في التعليم

و

يعتقد بعض من لا علاقة لهم بالعملية التعليمية أن وسائل الايضاح أمر زائد عن الحاجة، وهذه مغالطة كبيرة، ودعونا نأخذ الخريطة الجغرافية كمثال على أهمية وسائل الايضاح، كونها موجودة في المدارس جميعها، فلو افترضنا عدم وجودها، وشرحنا للطلاب عن موقع الدول العربية في الكرة الأرضية، وكيف أن الأقاليم العربية متجاورة وتمتد من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي، وذكرنا للطلاب حدود كل دولة عربية، فكيف سيستوعب هذا إن لم تكن أمامه خريطة للعالم؟ وكيف سيستوعب ضخامة البحار والمحيطات، وكيف سيستوعب تقسيمات الكرة الأرضية الى دول؟ وكيف سيستوعب وجود مياه اقليمية في البحار ومياه دولية أيضا؟ وكيف سيستوعب منبع الأنهار وامتدادها والدول التي تعبرها؟ وأين تصبّ هذه الأنهار؟ وكيف سيستوعب كيفية التنقل بين الدول برّا وبحرا وجوّا؟ وكذلك بالنسبة لمجسّمات الحيوانات مثلا، خصوصا تلك التي لا تعيش في الدولة التي يعيش الطلبة فيها، فان لم تكن هناك أفلام عن حياة الحيوانات وأدوات لعرضها فان امكانية تخيلات الطلبة لشكل الحيوان، وخصائصه ستكون مشوّشة، وقد أجرى أحد العلماء تجربة على أطفال مكفوفين، فجعلهم يتلمسون بعض الحيوانات الأليفة التي يعرفونها كالأغنام والحمير والخيول، ثم وصف لهم بعض الحيوانات كالفيل والأسد والنمر والفهد، دون أن يذكر شيئا عن أحجامها، فتخيّل الأطفال المكفوفون أن حجم الأسد -كونه الأقوى بين الحيوانات- يعادل حجم بناية من عشرة طوابق، وتخيّلوا حجم الفيل أضعاف ذلك. وقد شاهدت درسا في احدى المدارس النموذجية للصف السابع عن الثروة الحيوانية في افريقيا، فعرض المعلم فيلما عن هذه الحيوانات، وأين تتواجد؟ وكيف تعيش؟ وكيف تتصارع فيما بينها على البقاء؟ وكيف تنتقل من مكان الى آخر، بل وكيف تعبر الحدود بين الدول في فصول معينة طلبا للماء والكلأ، وكيف أن الحيوانات المفترسة ترافق الحيوانات آكلة الأعشاب في هجراتها، لأنها هي الأخرى تريد أن تواصل حياتها بافتراس الحيوانات آكلة الأعشاب، وبعد عرض الفيلم شرع المعلم يطرح أسئلة على الطلاب عمّا شاهدوه في الفيلم، فكان استيعابهم للموضوع لافتا للانتباه، على عكس الطلاب الذين اعتمدوا على الكتاب المقرّر وشرح المعلّم فقط.  وكذا كان الأمر بالنسبة للأنهار وتتبع مساراتها من المنبع الى المصب.وفي المواد العلمية سأعطي مثالا متواضعا يعرفه الجميع عن وسائل التعليم المساعدة، فلولا وجود “الفرجار” والمسطرة والمنقلة كيف يمكن لطالب أن يرسم دائرة مثلا؟ وكيف يمكنه أن يعرف حجم الزوايا بدون منقلة؟ وكيف يمكنه أن يرسم مربعا أو مستطيلا أو مثلثا بدون مسطرة؟ وهكذا. وكذلك الأمر بالنسبة للمختبرات التعليمية التي تشكل أكثر أهمية بالنسبة للطلبة.23-9-2013

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات