التصويت لمحمد عسّاف تصويت لفلسطين

ا

شاهدت الليلة قبل الأخيرة لبرنامج Arab Idol  فوجدت نفسي أمام ثلاثة نجوم في عالم الطرب، وهم الفلسطيني محمد عسّاف، والمصري احمد جمال،والسورية فرح يوسف، وبغضّ النظر عمّن سيكون الفائز الأوّل فيهم، إلّا أن ثلاثتهم أثبتوا أنهم نجوم سيكون لهم شأن في عالم الفن والطرب، لكن محمد عسّاف كان شمسهم، وغطى على زميليه باقتدار، مع أنهما قديران هم أيضا، وجميعهم فائزون، وبالتالي فهو الأجدر بلقب الفائز الأول، وقد ذكرتني تعابير وجهي والديه، خصوصا والدته بتميمة ترددها نساء فلسطين عند تبخير أبنائهن الأطفال لردّ العيون الحاسدة عنهم-حسب ثقافتنا الشعبية- ونصّها هو:

حوّطتك بالله

من عيني وعين خلق الله

من دار لك بالُه

يشغل حاله في باله

كرشته غطا عينيه

منيش أقدر من ربّي عليه

فهل ستردّ هذه الرّقية الشعبية العيون الحاسدة عنك أيّها العسّاف؟ هذا ما نأمله، وعندما غنى محمد عساف:فلسطين

الله يا حروف الوطن زي العقد في الصدر ما أحلاه…

الفاء….فلسطين الحبيبة ما أغلى الوطن ياعرب ما أغلاه…

و اللام….لما توحدوا كان الحجر ما أقواه…

و السين….سؤال السجين إيمتا الفرج ألقاه…

و الطاء….طلعة بدر على الشهيد في ثراه…

و الياء…يا أهل المراجل لمّ الشمل ما أحلاه…

و النون..نور النبي و قدسنا مسراه….

تذكرت من اعتلوا منابر المساجد في وطني محرّمين التصويت لمحمد عساف أو غيره، فقلت:سامحهم الله، وزادهم الله علما في علوم الدّين، فهل في هذا كفر؟

ونبوغ محمد عساف يذكرنا بابداعات جرمق فلسطين سميح القاسم، الشهيد غسان كنفاني، والراحل العظيم محمود درويش، والراحلين الكبار اميل حبيبي، ادوارد سعيد، توفيق زياد، اسماعيل شمّوط هاني جوهرية وغيرهم، وما قدّموه لشعبهم وأمّتهم من فكر وثقافة، وكيف خدموا قضيتهم وقضايا شعبهم بأقلامهم أكثر من جيوش حاربت، ودبلوماسية لم تحقق شيئا، ومحمد عساف غنى لفلسطين ولشعبها ولقدسها ووصل صوته الى مختلف أرجاء العالم، ومن هنا تنبع أهمية التصويت له ليكون الفائز الأول، فيا أبناء شعبي ويا أبناء أمّتي ركزوا في التصويت لمحمد عساف في هذه الساعات القليلة المتبقية لاعلان النتائج، ليحصل على المرتبة الأولى، فتصويتكم له تصويت لفلسطين. وواصل دربك أيها العسّاف فأنت فخر لنا.

صبح السبت 22-6-2013

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات