رواية برد الصّيف لجميل السّلحوت بقلم: موسى أبو دويح

ر

كتب الشّيخ جميل السّلحوت الجزء الرّابع من روايته وسمّاه (برد الصّيف)، ولقد صدرت طبعته الأولى عن دار الجنديّ سنة (2013)م.ولقد سبقته الأجزاء الثّالثة: (ظلام النّهار) و(جنّة الجحيم) و(هوان النّعيم).

تناول الشّيخ في هذا الجزء الوضع الفلسطينيّ في القدس بخاصّة، وفي جبل المكبر على وجه الخصوص، وجرائم الاحتلال في فلسطين مع المعتقلين السّياسيّين بخاصّة، والشّباب منهم على وجه الخصوص.

عنوان الرّواية (برد الصّيف) يعبّر عن حالة الخوف الّتي يمرّ بها المعتقل، وهو يرتجف من سجّانه كأنّه مصاب بالحمّى، لا سيّما إذا كان حديث عهد بالاعتقال. وقد يتصبّب عرقًا في أوقات البرد والزّمهرير.

ركّز الشّيخ في هذا الجزء من الرّواية على حرص أهل بلد جبل المكبر على تزويج البنات قبل العنوسة، بل في ريعان الشّباب بين الرّابعةَ عشْرةَ والعشرين من العمر؛ ولذلك حرص الأهالي بعد حرب الأيّام السّتّة على إرسال الفتيات المخطوبات إلى خاطبيهنّ الّذين نزحوا إلى الأردنّ؛ ليتزوّج كلّ خطيب من مخطوبته.

شخوص رواية الشّيخ هم هم في أجزاء الرّواية الأربعة، إلا أنّ هذا الجزء ركّز على شخصين رئيسين هما: الأستاذ خليل الأكتع، الشّاب العصاميّ الّذي يدرس في كلّيّة بيرزيت، والمملوء وطنيّة بحبّ فلسطين ومقاومة الاحتلال. وأبو سالم ذلك الرّجل الكذوب العميل الرّخيص الوضيع، الّذي يحرص على جمع المال ببيع نفسه للأعداء وبالنّصب والاحتيال.

لغة الرّواية لغة سهلة واضحة فصيحة، وقلّت فيها العامّيّة إلاّ في بعض الأمثال، والكلام الّذي كان يرد على ألسنة كبار السّنّ، البسطاء من الرّجال والنّساء.

والوصف في الرّواية لشخوصها وألبستهم وللبيوت وللزّنازين وللطّبيعة – كوصف وادي شعيب في طريق السّلط- كان وصفًا دقيقًا مفهمًا. وأسلوبها جميلٌ شيّقٌ يجبر القارئ على متابعتها حتّى النّهاية.

أمّا إخراج الرّواية في الكتاب فكان سيّئًا؛ حيث كان أحيانًا يفصل بين موضوعين بعدد من النّجوم الخماسيّة الصّغيرة تطول أحيانًا، وتقصر أحيانًا أخرى بدون نظام، ويتابع الموضوع الآخر بعد النّجوم مباشرة. وأحيانًا أخرى يترك أكثر الصّفحة بيضاء ولا يضع النّجوم، ويبدأ الموضوع التّالي على صفحة جديدة. ولو كان يضع النّجوم متناسقة في نهاية كلّ موضوعن ويبدأ الموضوع التّالي على صفحة جديدة لكان أجمل وأفضل. وجاء وضع القوسين ( ) خطأً في صفحة (71) حيث جاء القوس الأوّل في آخر السّطر وفي بداية السّطر التّالي وسخ الذّنين)، وكذلك في صفحة (82). وكان أسوء الإخراج في صفحة (186) وصفحة (187).

تناولت الرّواية فترة مهمّة من تاريخ فلسطين السّياسيّ، هي فترة حرب حزيران بشكل يجعل القارئ الّذي لم يشهد حرب حزيران، أو لم يكن مولودًا حينها، يكوّن صورة واضحةً عن تلك الفترة.

وجاء في الرّواية في الصّفحة الرّابعة:كنيسة القيامة ومآذنها تعانق مئذنة المسجد العمريّ الشّامخ أمامها. وليس للكنائس مآذن، وإنّما لها أبراج للأجراس.

وجاء فيها في صفحة (35): (فما لله لله، وما لقيصر لقيصر)، وهذا المفهوم هو مفهوم خاطئ في نظر المسلمين، لأنّه مأخوذ من المبدأ الرّأسماليّ الّذي ثار على الكنيسة يوم استبدّ رجالها على شعوبهم واستعبدوهم، لدرجة أن وضعوا صكوكًا للغفران يبيعونها للنّاس ليدخلوا بها الجنّة. وهذا هو ما يُسمّى بعقيدة فصل الدّين عن الحياة. وهذه العقيدة عقيدة فاسدة لأنّ الحياة لا تستقيم إلاّ بنظامٍ إلهيّ جاء به الرّسل من عند اللّه، وآخرهم محمّد صلّى الله عليه وسلّم الّذي جاء بالإسلام نظامًا شاملًا لنواحي الحياة كلّها، ونسخ ما سبقه من شرائع.

أمّا أخطاء الرّواية الطّباعيّة والنّحوية فمنها:

صفحة (4): (وتساءل إذا ما كانت أبواب السّماء قد أغلقت أبوابها، ولم تعد تقبل دعوات وصلوات المؤمنين؟) وهذه الجملة غير مفيدة، والصّواب هو أن يقول: وتساءل لماذا كانت السماء قد أغلقت أبوابها، ولم تعد تقبل دعوات المؤمنين وصلواتهم؟

صفحة (5): (رأى االمدينة تنتعش قليلا)، والصّواب المدينة بحذف الألف الأولى، لأنّها كتبت بألفين. وفيها: (وعندما شاهد خليل يرفع يده)، والصّحيح: وعندما شاهد خليلًا يرفع يده… اقترب منه وقال.

صفحة (6): (إن كنت غير مرغوب بي)، والصّحيح:مرغوب فيّ؛ لأنّ العرب تقول: رغب في الأمر أي رضيه وأحبّه، ورغب عن الأمر أي كرهه.

صفحة (34): (بدون عناء)، والصّحيح: بدون غناء بالغين المعجمة لا بالعين المهملة.

صفحة (48): (غصبًا عن الرّاضي وعن الغاضب)، ونصّ المثل عن الزّعلان بدل الغاضب.

صفحة (53): (بناءً عبى رغبة الأسرتين)، والصّحيح: على.

صفحة (55): (يا ابنة أبي مخلوف)، والصّحيح:يا بنة بحذف ألف ابنة؛ لأنّها تحذف بعد النّداء. وجاء مثلها في صفحة (65) و(165) و(178)و(179) و(180).

صفحة (57): (لا صلح ولا مفاوضات مع إسرائيل)، والصّحيح: لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات مع إسرائيل؛ لأنّ لاءات مؤتمر الخرطوم كانت ثلاثًا لا اثنتين.

صفحة (60): (وهل لو لم يكن أكتعًا)، والصّحيح:أكتعَ لأنّها ممنوعة من الصرف صفة على وزن أفعل الّذي مؤنثه فعلاء.

صفحة (72): (ماهر كان أعزبًا)، والصّحيح:كان أعزبَ لأنّها صفة مثل سابقتها.

صفحة (75): (وليس مباح للمسلم أن يشتم الآخرين)، والصّحيح: وليس مباحًا؛ لأنّها خبر ليس والمصدر المؤوّل اسمها.

صفحة (81): (حتّى يرضون)، والصّحيح: حتّى يرضَوا؛ لأنّه فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النّون.

صفحة (82): (وضرب ابنَ المختارِ أبا سعيد)، والصّحيح: أبي سعيد؛ لأنّ أبا سعيد هو المختار، وأبي بدل مجرور من المختار.

صفحة (90): (وثبّتها تحت العقال من جانب الأيسر)، والصّحيح: من الجانب الأيسر. وفيها: (وأدخلْهُ الجنّة وأعزّه من عذاب القبر)، والصّحيح: وأَعِذْهُ من عذاب القبر أي جنّبه وأجِرْه.

صفحة (91): (إنّ عبدك في ذمّتك وحبل جوارك فقِهِ فتنة القبر)، والصّحيح: في ذمّتك وجوارك بحذف كلمة حبل.

صفحة (112): (سلّموا أنفسكم تسلمون)، والصّحيح:سلّموا أنفسكم تسلموا؛ لأنّها جواب الطّلب مجزوم وعلامة جزمه حذف النّون.

صفحة (119): (يحرّك إبهامة على خرزات مسبحته)، والصّحيح: إبهامه بالهاء لا بالتّاء المربوطة.

صفحة (130): (ما بيحسِّسْ عليها)، والصّحيح:بحسِّسْ بحذف الياء.

صفحة (132): (ابتعد قليل عن الشّارع العام)، والصّحيح: ابتعد قليلًا.

صفحة (135): (تغطي على صوت الأذان)، والصّحيح:تطغى.

صفحة (136): (المنطلق من مكبرات صوت المساجد)، والصّحيح: مكبرات الصّوت المنطلق من مآذن المساجد.

صفحة (137): (التجأوا في مسجد الرّملة)، والصحيح: التجؤوا إلى مسجد الرّملة.

صفحة (141): (والضّحايا الأبرياء الّذين سقطوا إلى قمّة المجد)، والصّحيح: الّذين ارتفعوا إلى قمّة المجد.

صفحة (144): (خلطوا الطّين بالسّكر والعدس والملح)، والصّحيح: الطحين.

صفحة (145) و(146): (وسيقف في نفس الموقف الّذي يسمعه الآن سياطًا تجلده)، والمعنى هنا غامض، والصّحيح أن يقول: وسيقف في الموقف نفسه.

صفحة (153): (عمّ الإضراب العامّ كافّة المناطق المحتلّة)، والصّحيح: المناطق المحتلّة كافّةً.

صفحة (154): (عيناه زرقاوتان)، والصّحيح:زرقاوان.

صفحة (158): (قدّم له قطعة خبز وقليل من المربّى)، والصّحيح: وقليلاً من المربّى.

هذه هي بعض الأخطاء الّتي لاحظتها، وكان بإمكان الشّيخ أن يتلافاها لو دقّق كتابه قبل صدوره.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات