مجموعة بطاقة الى ليلي للأطفال

م

مجموعة بطاقة الى ليلي للأطفال

والابداع اللافت للانتباه

تاقشت ندوة اليوم السابع الاسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس

مجموعة ” بطاقة الى ليلى ” للأطفال الصادرة عن منشورات أوغاريت في رام الله عام 2001 وهي من تأليف الأديب سامي الكيلاني ورسومات بشار الحروب وتقع في 22 صفحة من الحجم المتوسط ، وتضم المجموعة أربع قصص للأطفال .

بدأ النقاش مشرف الندوة الأديب جميل السلحوت فقال:

الأديب سامي الكيلاني أديب متميز يكتب القصة للكبار وللصغار ، وصدرت له عدة مجموعات ، وهو من مواليد بلدة يعبد ، ويعمل محاضراً في جامعة النجاح الوطنية ، كما أنه أحد المؤسسين لاتحاد الكتاب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وعضو هيئته الادارية المنتخب لأكثر من دورة .

قصة بطاقة الى ليلى:

وهي القصة التي تحمل اسم المجموعة ، ويبدو جلياً أنها تشكل جزءاً من تجربة الكاتب النضالية في معتقلات الاحتلال ، وهي تتحدث عن سجين رأى صورة قطة في احدى الصحف، فقصها وأرسلها بطاقة لابنته الطفلة ليلى التي تحب القطط في عيد ميلادها .

والقصة تمثل موقفاً انسانياً تراجيدياً لطفلة بريئة غيبت السجون والدها ، لذا فهي تفتقد الرحلات والنزهات التي كان يصطحبها والداها اليها ، وعند اعتقال الوالد فإن الطفلة ليلى تسأل أمها : ” لماذا أخذوا بابا الى السجن ؟ ” قالت لها أمها : ” لأنه يحب وطنه ” ص2 وهذه معلومة تتناسب وسن الطفلة ، فالأسرى يقبعون في السجون لأنهم يحبون وطنهم ، وهذا يكفي كمعلومة لطفلة في سن مبكر ، وأيضاً ليلى عندما تزور أباها في السجن ، فإنها ” تحكي له عن المظاهرا ت ” ص4 وهكذا فهي تنقل له معلومة هي الأخرى . وعندما وقعت عينا الأب على صورة قطة في صحيفة ، ” تذكر ليلى لأنها تحب القطط ” ص4 لذا فإنه ” قصّ الصورة من الجريدة وألصقها على ورقة بيضاء ، وعمل منها بطاقة جميلة بمناسبة عيد ميلاد ليلى ” ص5 ولما قرأت ليلى الرسالة فرحت بها وقرأتها مرات عديدة وقبل أن تنام ” همست : شكراً يا بابا ، تصبح على خير ، طبعت على يدها قبلة وأرسلتها في الهواء الى بابا ” ص6 .

وابداع الكاتب واضح هنا ، فهو لم يثقل على الطفلة بالمعلومات التي لا تناسب سنها ، كما لا تناسب أعمار الأطفال الذين سيقرأون القصة ، وهو لم يجعل من الأب بطلاً خارقاً ، تماماً كما مثلما لم يجعل من طفلته أسطورة خارقة ، انهم بشرٌ عاديون ، فرق السجن بين الطفلة ووالدها ، لكن الوالد لم ينسَ أيضاً ابنته ، فاستعمل المتاح له وهو صورة قطة في صحيفة ، ليرسلها الى ابنته التي فرحت بها ، والطفلة أيضاً شكرت والدها على هذه البطاقة ، فطيرت له قبلة عبر الهواء ، لأنها لا تستطيع أن تقبله وجهاً لوجه ، تماماً مثلما هو لا يستطيع ذلك .

قصة الفيل والبلبل :

وملخص القصة أن فيلاً قضى وقته يلعب في الغابة ، ونسي ان يشتري لأمه هدية في عيد الأم ، فساعدته مجموعة من طيور البلابل بأن أحضر كل واحد منها وردة ، جمعها الفيل باقة لأمه في عيد الأم .

وواضح هنا أن الكاتب يرمز بالفيل الى الكبار الذين لا يتذكرون أمهاتهم في عيد الأم ، بينما يفعل الأطفال ذلك ، والأطفال يسعدون بجلب الهدايا لأمهاتهم، ويسعد الكبار لسعادة الأطفال ، لذا فإن الفيل عندما أحضرت البلابل الزهور له ” فرح فرحاً كبيراً وصار يرقص ويحرك خرطومه الى الأعلى والأسفل ، فرحت البلابل أيضاً ” ص10 ومساعدة البلابل للفيل جعلته يشكرهم على ذلك وقال : ” لن أنسى واجبي مرة ثانية ” ص11 والكاتب هنا يحث الأطفال بطريقة ابداعية بعيدة عن المباشرة بضرورة بر الوالدين .

قصة ليلى ولولو :

ليلى طفلة صغيرة ، ولولو قطة ، كانتا تلعبان معاً بكرة من الخيوط الصوفية ، وعندما حاولت ليلى اغضاب القطة أبعدت الكرة الصوفية عنها ، وحاولت منعها من الوصول اليها فماذا فعلت القطة ؟ : ” قفزت لولو بقوة اتجاه الكرة ، وفي قفزتها خدشت يد ليلى ، وأسقطت السيارة التي تعمل بالبطارية ، التي تحبها ليلى كثيراً ، صرخت ليلى وأخذت تبكي ” ص 14 وعندما اشتكت ليلى لوالدتها من القطة مقترحة ابعادها من البيت ، قالت لها الأم : ” لا يا حبيبتي ، أنتِ المذنبة لأنكِ حاولت حبس القطة ، فالحيوان يكره السجن مثل الانسان ” ص 14 وردت ليلى ” سألعب مع لولو وأطعمها وأعتني بها ، فلن أحبس لولو مرة أخرى ” ص 15 وهذه القصة متأثرة بالحكمة القائلة ” القط يستأسد عندما تسجنه ” وتؤكد القصة للأطفال بفنية عالية بأنه ليس من حق كائن من كان أن يسلب حرية الآخرين ، بغض النظر ان كانوا بشرا أو حيوانات ، فإذا كانت الحيوانات ترفض أن تتخلى عن حريتها ، فمن حق الانسان أن يتعلم منها ، وأن من يسلب الآخرين حريتهم ، لا بد أنه سيتعرض للمقاومة منها .

قصة حكيم العصافير :

وتتحور القصة حول سرب من عصافير الدوري ، حاولت أن تأكل من وعاء علف وضعه صاحب مزرعة ، غير أن كبير الطيور نصحهم بعدم الاقتراب من العلف قبل أن يختبروه ويروا ان كان صاحبه يريد بهم شراً أم لا ، والقصة تحمل أكثر من معنى ، والكاتب يترك للأطفال والكبار أن يصلوا الى المعاني والعبر المتوخاة منها بانفسهم ، فليس كل من يقدم لك المساعدة المادية يقدمها لوجه الله ، فربما يقدمها خدمة لمصالحه ، ولعل المساعدات التي تقدمها بعض الدول للدول والشعوب الفقيرة ، ومنها شعبنا ، ليست لوجه الله تعالى ، وانما لتحقيق مصالح وسياسات لهذه الدول ، فهل ينتبه الانسان لهذه المساعدات كما انتبهت العصافير للعلف ؟؟

لغة وأسلوب الكاتب :

استعمل الكاتب لغة سليمة جميلة بليغة لا تعقيد فيها ، وهي تناسب الأطفال في سن العشرة أعوام ، كما أنه استخدم اسلوب السرد البسيط تاركاً لشخوص قصصه أن تتحرك كيفما تشاء دون تدخل منه ، وأوصل المعاني التي يهدف اليها بطريقة ابداعية غير مباشرة .

الرسومات :

أبدع شار الحروبب في رسمه للقطة ، ولبطاقة المعايدة ، وللفيل وللعصافير ، وللسيارة الدمية ، ولكنه لم يوفق بالمطلق في رسم صورة ليلى الطفلة بدءاً من الغلاف ، ومروراً بالصفحات الداخلية ، ففي الصفحة الثالثة يصعب التمييز بين رسم الطفلة ووالدتها ، وفي الصفحة الثالثة عشرة لا تبدو الطفولة على رسم ليلى بالمطلق ، كما أن الرسم بالصفحة الخامسة وهي رسمة للأب في السجن ، لا توحي بشيء عن السجن ، بل ان رسمة الأب لولا الشارب توحي الى وجه أنثوي أكثر منه ذكوري .

بعده تحدث محمد موسى سويلم فقال:

يا ظلام السجن خيم اننا نهوى الظلاما .

من غياهب السجون نرسل بطاقات التهاني الى أطفالنا وكيف الحافز لنا صورة قطة نام وحلم بها ،وهي ترجو الحرية، فكيف الانسان وسحقا للعالم الذي يدعى التمدن والحضارة والديمقراطية، قيل ومجموعة من البلاد تساهم في تقديم مجموعة من الورود والأزهار بمناسبة عيد الأمّ، الحيوانات تقدم الأزهار، ترى ماذا يقدم الأطفال عندنا لعيد الأمّ في ظل هذه المعاناة انهم يقدمون ما هو أغلى من الورود يقدمون أرواحهم هدية رمزية لتلك الأمّ رغم أنها تثكل ولدها ، إلا أنها تزغرد لتلك الهدية .

حرية اللعب هي نوع من انواع الحرية، فالحيوان اذا قُيّد نجده يقاوم القيد في سبيل حريته وهذا ما دفع القط الى المقاومة والنضال من أجل حريته ، فكيف بالانسان ، فالحق باللعب للأطفال كفلته كل شرائع السماء والأرض، والحرية كفلتها كل شرائع السماء والأرض ، ان حق الأطفال في اللعب وتوفير الأجواء المناسبة لهم للعب يساهم في نموهم الصحي والجسدي والنفسي بشكل طبيعي، ويبني مجتمعات أقوى، ويساهم في فرز طاقاتهم في مستقبل جيد، ويفرغ من كبتهم واحتقانهم في مصلحة لهم بعيدا عن أيّ تأثير سيء .

الكاتب سامي الكيلاني كتب القصص الثلاثة الأولى في ظروف لا تكون منابسة للجميع احيانا القصة الأولى عيد ميلاد ابن أحد السجناء، والثانية عيد الأمّ، وعاد الى عيد ميلاد احدى البنات ، انا شخصيا لا أؤمن بتلك الأعياد الدخيلة على مجتمعنا، وعلى عاداتنا وتقاليدنا، وكأن الأمّ لها فقط ذلك اليوم، والأب ليس له عيدـ ثم الهدايا والمصاريف الزائدة من كيك وشراب .. ولكن مما يشفع له انه كتب في تلك المناسبات عن الحرية وما أدراك ما الحرية:

وللحرية الحمراء باب********* بكل يد مضرجة يدق

ثم ختم كاتبنا تلك القصص بحكاية عن الحكمة والتضحية والفداء على لسان الطير وكيفية إطاعة الأوامر رغم الحاجة للأكل والجوع، وكيف استعمل الذكاء والفطنة في توفير الأمن والأمان والغذاء السليم للسّرب الذي تحت إمرته إيثار فوق إيثار . فاعتبروا أي اولي الالباب .

ثم قال خليل سموم:

مجموعة قصص جميلة ، لغتها متقنة وسلسة ، ملأى بالقيم التربوية الايجابية .

فث قصة ” بطاقة الى ليلى ” جاء ما يلي :

” سألت ليلى أمّها : لماذا أخذوا بابا الى السجن ؟

فاقلت لها أمّها : لأنه يحب وطنه ”

وكان الأحرى بالكاتب أن يكمل: ويقاوم الاحتلال .

فكلنا نحب وطننا ، ويعمل كل واحد منا من أجله بطريقته ، فلماذا نجعل الطفل يعتقد أن كل من هو خارج السجن لا يحب وطنه ؟ ! علينا أن نكون واضحين جدا مع الاطفال .

جاء في قصة ” الفيل والبلبل ” ما يلي: سار فلفل وسط الغابة وخرطومه مرفوع الى اعلى تعلوه باقة أزهار جميلة تحتوي أزهارا من كل الأشكال والألوان .

هذه عبارة مؤلفة من عدة جمل ، خالية من الفواصل والنقاط وكان الأحرى بالكاتب صياغتها بطريقة أخرى ، لأنها بهذا الشكل ثقيلة جدا على الطفل .

.

وبعده قال موسى ابو دويح:

هذه القصة ( بطاقة الى ليلى ) أشخاصها ليلى وأبوها وأمّها ، يذهبون في رحلات كثيرة ، يعودون منها مسرورين. اخذ الجنود والد ليلى الى السجن . حزنت ليلى . زارت اباها في السجن وحكت له عن المظاهرات .

تتسارع أحداث هذه القصة ، ومن مقدمات، وتزاحم تخرج القطة أو قل صورة القطة من صفحة الجريدة وتقول لأبي ليلى مرحا ، اخرجني من السجن فأنا أحب الحرية .

وفي الصباح يقصّ ابو ليلى صورة القطة ويلصقها على ورقة بيضاء يرسلها بطاقة الى ابنته ليلى التي تحب القطط ، بمناسة عيد ميلادها ويكتب عليها ، عزيزتي ليلى : كل عام وانت بخير ” سلامي اليك والى ماما والى صديقاتك .

الفيل والبلبل :

نسي الفيل الصغير ” فلفل ” ان يشترى هدية لأمّه في عيد الأمّ ، لأنه قضى وقته في اللعب ، فجاءه صديقه البلبل وقال له: لا تحزن بامكانك أن تاخذ لأمّك باقة من الورد، فطار البلبل وجمع رفاقه البلابل ، وقطف كل منهم زهرة ملونة وجاءوا بها الى الفيل الصغير ، فحملها بخرطومه باقة ورد ملونة من كل الألوان والأشكال .

في القصة لوحتان لبشار الحروب : في اللوحة الأولى صورة الفيل الذي تعب كثيرا من اللعب – تبدو وكأنها قطعة مرمر لامعة ، لا تظهر عليها أي علامة من علامات التعب ، وفي اللوحة الثانية صورة الفيل يرقص واقفا على رجليه ، رافعا خرطومه ويديه الى الأعلى وتعلو خرطومه باقة أزهار جميلأ ، تحتوي أزهارا من كل الأشكال والألوان – كما يقول الكاتب وجاءت اللوحة فيها اثنتا عشرة وردة كلها باللون الأحمر فقط ، بعضها تناثر عند قدمي الفيل وبعضها لا زال عالقا بمناقير البلابل ، فلينتبه الكاتب والناشر والرسام الى مثل هذه اللوحات التي لا تناسب الواقع .

ليلى ولولو : تفيد القصة أن مضايقة القط تؤدي الى نتائج غير محمودة ، فلما حشرت ليلى قطتها لولو ومنعتها من اللعب بكرة الصوف ، قفزت القطة وخدشت يد ليلى، وكسرت سيارتها التي تعمل بالبطارية ، فغضبت ليلى إلا أن أمّها أعلمتها أن الحيوان يكره السجن مثل الانسان .

وفي هذه الصورة لوحتان أيضا ، لم يوفق فيها الرسام ، فكرة الصوف التي لعبت بها القطة غير منقولة في اللوحتين، ويد ليلى غير مجروحة ، وليس هناك أي أثار للدم.

حكيم العصافير : قصة هادفة ، تدعو الى الحذر والتروي وعدم التسرع ، ووضع كل الاحتمالات المحتلمة قبل القيام بالعمل، فحكيم العصافير الجائعة منعها أن تأكل من العلف الذي وضعه لها صاحب مزرعة الدجاج ، لاحتمال أن يكون بداخلة فخ لاصطيادها، أو وضع فيه مُنوما للعصافير للإمساك بها جميعا، وبعد أن تأكد الحكيم من أن لا هذا وذاك في العلف قال للعصافير : تفضلوا أيها الاعزاء بالصحة والعافية ، ومع ذلك بقي يراقب العصافير مدة من الزمن ، ثم نزل عن الغصن وانضم الى العصافير .

في القصة لوحتان في الأولى خمسة عصافير وفي الثانية تسعة ، وكان الأولى أن يظهر عدد العصافير في اللوحتين أكثر بكثير.

القصص تركز على عيد ميلاد الأطفال ، وعلى عيد الأمّ ، وكان الأولى أن تركز على الصلات بين الأب وأولاده ، وبين الأمّ وأولادها ، في كل وقت وحين ، لا أن نتذكر الولد في يوم ميلاده ، ولا أن نتذكر الأمّ في ما يسمى بيوم عيد الأمّ ، بل نحن المسلمين فرض الله علينا أن نبرّ الوالدين وخاصة الأمّ في كل زمان ومكان ، وحتى بعد وفاتهما .

فإلى متى نبقى تبعا للغرب في كل أمورنا ، نقلده تقليدا أعمى ، لا ندري ما نقول وما نفعل ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لتتبعن سنن من كان قبلكم ، شبرا بشبر، وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ” صدقت يا رسول الله ، فها هم المسلمون اليوم يقلدون تقليدا أعمى ، ولا يدرون ما يفعلون ، وبالفعل لو وضع الغربيون رؤوسهم في الجحور لتبعهم المسلمون ، دون عقل أو فهم أو ادراك أو تفكير.

وقال ابراهيم جوهر :

بعد رحلته مع القصة القصيرة ( مجموعة اخضر يا زعتر ) والشعر ( قبل الارض واستراح) والأعمال الاأكاديمية ( العمل في جامعة النجاح ) والتجربة الاعتقالية ( اعتقل عدة مرات اداريا ) ، بعد هذه التجارب الابداعية والنضالية وصل سامي الكيلاني الى ساحة أدب الأطفال ، مطبقا بهذا الوصول ما يقال نظريا من أن أدب الأطفال أصعب وأكثر دقة ، وأكثر تحديدا وقيودا من الأدب الموجه الى الكبار .

في هذه المجموعة الصادرة عن مركز أوغاريت للنشر والترجمة عام 2001 اربع قصص للأطفال حملت العناوين : بطاقة الى ليلى ، الفيل والبلبل ، ليلى ولولو ، حكيم العصافير .

ومنذ القراءة الأولى للعناوين ، يقف القارئ أمام عناوين لافتة تميزت بقصرها ، وجاذبيتها ، وسهولة حروفها ، ولكن اللافت للنظر تركيز الكاتب على حرف اللام في العناوين ، يقف القارئ أمام عناوين لافتة تمزت بقصرها، وجاذبيتها، وسهولة حروفها ، ولكن اللافت للنظر تركيز الكاتب على حرف اللام في هذه العناوين ، وهو حرف ناعم محبب قريب من لغة الاطفال ، وقعه جميل ومدلوله لطيف ، فقد تكرر هذا الحرف ثلاث عشرة مرة في هذه العناوين الأربعة ، اما حروف المدّ ( الواو والألف والياء ) فقد تكررت بذات النسبة ، وبغض النظر عن مدى قصدية الكاتب الى تكرار هذه الحروف ، أو اختيارها ، فان في هذا الاختيار ما يشير الى الحالة النفسية – الوجدانية – الانفعالية للكاتب وهو يتوجه الى الاطفال ، إذ انعكست على لغته فرققتها وألانتها لتناسب مع من يتوجه اليهم الكاتب في خطابه .

هنا نجد الكاتب وقد تخلص من لغة أدب الكبار المجازية والدلالية أو الانتقادية والتوجيهية ، والى حد ما التحريضية ، فهل كانت لغة القصة الطفلية في هذه المجموعة على قدر التوفيق ذاته الذي رافق لغة العناوين المشار اليها ؟ وهل تخلص الكاتب من الهمّ الوطني العام حيث مشاهد السجن والقتل والتخفي لصالح عالم طفلي ملون راقص حالم ينشد الحب والهدوء؟

قصة ( بطاقة الى ليلى ) تبدأ بوصف عام سريع لبيئة ( ليلى ) الجميلة الذكية التي تحب أمّها وأباها وتذهب معهما في رحلات كثيرة، وتعود مسرورة معهم وبهم . ثم ينتقل الكاتب من هذا الجو الطبيعي الهادئ الجميل الى ما يعكره : ” في احدى الليالي جاء الجنود وأخذوا أباها الى السجن . سالت ليلى أمّها : لماذا اخذوا ( بابا ) الى السجن ؟ قالت لها أمّها : لانه يحب وطنه ” ( ص2) ، ثم تحزن ليلى كثيرا ،ولكنها كانت تزور ( بابا) في السجن، وتضحك له ويضحك لها ، وتحكي له عن المظاهرات ” (ص4)

هذا الانتقال السريع في الوصف ، وتقرير الوقائع والأحداث يثقل لغة القصة الطفلية ، ويقطع التواصل، ولا يسهم في خلق جو نفسي متواصل له ابعاد محدودة أو واضحة في ذهن الطفل القارئ او السامع ، وأظن الكاتب هنا لم يتخلص من أسلوب الكتابة للكبار ، لذلك كله جاءت مقدمة القصة هنا : سريعة ، تفتقر الى التشويق ، والى المعلومة الواضحة ( فقد اكتفى الكاتب بإجابة الأمّ عن سؤال ابنتها ليلى بقولها عن سبب اعتقاله : لانه يحب وطنه ) لقد ظل مفهوم الوطن غائما، غير واضح ولا معروف ، لا بل ربما شكل الوطن شيئا يُكره في ذهن الطفل لأنه بسببه افتقدت ليلى أباها ! !

البداية الحقيقية للقصة تبدأ مع السطر الثالث على الصفحة الرابعة : ” في أحد الأيام كان أبو ليلى يقرأ الجريدة، فرأى صورة قطة جميلة ، تذكر ليلى لأنها تحب القطط .. ” الى آخر القصة .

لقد تحول الكاتب من مفهوم الوطن وحبه ، الى معالجة موضوع الأسر ، وكيف أن الأسير يستغل وقته، ويستغل الخامات البسيطة المتوفرة لديه، ليعمل منها شيئا ذا قيمة . فقد أرسل الوالد الأسير صورة القطة الجميلة الى ابنته ( ليلى ) على بطاقة بمناسبة عيد ميلادها، وكتب عليها : عزيزتي ليلى ، كل عام وأنت بخير ، سلامي اليك والى ماما والى صديقاتك ” (ص6) فيكون وقع البطاقة قويا ، نحببا ، أليفا ، وجميلا على ليلى، ويكون التواصل بالمحبة والشوق:” نظرت ليلى قبل أن تنام الى البطاقة وهمست : شكرا يا بابا ، تصبح على خير ، طبعت على يدها قبلة وارسلتها في الهواء الى بابا ” . (ص6)

احتوت القصة على مضمون انساني مفعم بمشاعر الحب والثقة والصبر والمعاناة والتعاطف ، وهي تشيد بالأب الأسير وبالطفلة الصابرة .

وتوفرت في القصة عناصر الثنائية الضدية : فنحن نجد منذ البداية بيئة ليلى الهادئة الضاحكة السعيدة في مقابل ليلة من ليالي جنود الاحتلال . ونجد الوالد الأسير في مقابل الطفلة التي تزوره، وتنقل له ابناء المظاهرات . ونجد الوالد الأسير وقد حرر القطة الجميلة من أسر الصحيفة ليخرجها خارج جدار السجن، ويرسلها الى ليلى التي تعتني بها وتحبها وتظل تنظر اليها . وهناك اشارات تنتصر للأسير : فهو يؤسر لأنه يحب وطنه ، وهو يحرر القطة لأنه لا يحب الأسر ، وهو يحب طفلته ويتذكر عيد ميلادها، ويصر على مشاركتها فرحتها، وهو في أسره …انه انسان ولكن الأسر وجنود الاحتلال يحاولون مصادرة هذه الإنساينة أو سجنها

لقد توسل الكاتب بالحلم الليلي من الناحية الفنية ليجري حوارا لطيفا بين الأسير والقطة، ويعقدان اتفاقا على ان يقوم بتحريرها . وفي هذه التقنية الفنية متعة وخيال ومغزى .

ولعل هذه القصة من بدايات الأديب سامي الكيلاني من حيث عيوب المقدمة ، لذلك نجده وقد تخلص منها في القصص الثلاث الأخرى ، وإن كان قد وقع في خطأ تربوي في قصة ( الفيل والبلبل) حيث جعل البلابل تساعد الفيل الذي نسي واجبه في جمع الازهار ليقدمها الى أمّه هدية في عيد الأمّ، فيفرح الفيل ويشكر أصدقاءه البلابل وهو يقول : لن أنسى واجبي مرة ثانية ” ( ص11) لقد وجد الفيل حلاّ للهوة ونسيانه واجبه في تضامن البلابل معه ، بل في القيام بواجب بدلا عنه ، ولم يقم هو به ، ولم يبك ، بل وقف حزينا لا يدري ما يفعل ( ص8 )

فأتاه الحل سريعا ومريحا من صديقه البلبل … مما يعوده على الاتكالية . من هنا قيل : ان كاتب أدب الأطفال مُربّ قبل أن يكون كاتبا ، ولعل صديقي سامي لم ينتبه لهذه الزاوية .

قصة ( الفيل والبلبل ) تخلصت من عيوب المقدمة التي جاءت مع سابقتها، ولعل الكاتب هنا أراد أن يجاري التوجه الذي يعيد مراجعة بعض المفاهيم التربوية ، ولكنه لم يوفق في مسعاه هنا ، أقصد الاشارة الى قصة الصرصار والنملة التقليدية ، اذا حين يذهب الصرصار لطلب الطعام من النملة في فصل الشتاء ترفض الاستجابة لطلبه لأنه قضى فصل الصيف وهو يغني.

وقد أعاد بعض الكتاب صياغة الفكرة والفعل بهدف آخر حين دفع بالصرصار الى بيوت الفلاحين الذين يفتحون له بيوتهم، لأنه غنى لهم وأطربهم، وساعدهم على مشاق الحصاد والعمل . وهنا الغاية مختلفة – كما أرى – عن فكرة الاديب سامي الكيلاني . فالفيل الذي ظل يعلب ونسي واجبه ، ووقف حزينا لا يدري ماذا يفعل . يهبط عليه الحل السحري من البلبل . ربما قصد الكاتب الى القول : أن الصديق وقت الضيق، وهذا جميل جدا، ولكن الصديق يجب أن لا يساعد صديقه المتكاسل اللاهي . فمن الناحية التربوية يكمن هنا خطر كبير ، لا أظن أديبا بعطاء الكيلاني غافلا عنه .

من الناحية الفنية ، مقارنة مع بداية قصة ليلى ، تأتي مقدمة ( الفيل والبلبل ) قوية ، واثقة ، واضحة ، فقد وفرت الجملة الفعلية ( وقف الفيل الصغير فلفل تحت شجرة كبيرة وسط الغابة ( ص8) قوة وضوحا وتحديدا ، ثم اتبع الكاتب هذه الجملة بجملتين بدأتا بالفعل الناقص ( كان ) ثم بقوله : هبط البلبل على غصن قريب من فلفل ، كما وفّر الحوار جوا دراميا وكسر حدة السرد، ووفـّر التشويق للقصة التي أعتبرها ناجحة وفق المقاييس المتعارف عليها في الكتابة للأطفال ، لولا الفكرة التربوية التي أشرت اليها آنفا والتي أخشى من أن تتسرب الى وجدان الأطفال، فتعطي مبررا للتكامل اعتمادا على وجود منقذ دائما من الورطات، سواء كان المنقذ هذا من الأصدقاء، أو الأهل أنفسهم ..

في قصته ( ليلى ولولو) يتعرض الكاتب الى شقاوة الأطفال ممثلين بالطفلة ليلى التي تقرر اغضاب القطة ( لولو ) باقامة حاجز بينها وبين كرة الخيوط الصوفية التي تلهو بها وتلعب ، ولكن القطة تصر على الوصول الى غايتها ( الكرة الصوفية ) فتخدش يد ليلى، وتسقط السيارة التي تحبها ليلى ، لذلك فانها تقرر طرد القطة ، ولكن أمّها تصحح اعتقادها وقرارها : لا يا حبيبتي، انت المذنبة لأنك حاولت حبس القطة، فالحيوان يكره السجن مثل الانسان ، وهكذا تتعلم ليلى درسا فتقرر اللعب مع القطة ( لولو) وألا تحبسها مرة اخرى .

تعلم القصة الطفل أهمية اللعب مع الحيوانات الأليفة مع عدم مضايقتها ، كما تقدم معلومة معرفية حول كون الحيوان يكره السجن مثل الانسان ، وهي ترشد الأطفال الى التشاور مع زويهم في قرارتهم .

والقصة بهذه الفكرة الأخيرة تنتمي الى النمو السائد منذ بواكير أدب الأطفال عندنا ، فهي لا تقيم وزنا لتفكير الطفل الخاص الذاتي ، والى توصله الى الحقائق والمفاهيم اعتمادا على تفكيره وخياله ، وحتى أنها لا تدفعه الى تفعيل هذا الجانب ، بل هي تنتصر الى الحلول الجاهزة والمعرفة الموثقة الموجودة لدى الكبار ، انها تنتمي الى مجموعة القصص الوعظية في هذا الجانب ،وإن كانت على شكل إيحاء غير مباشر .

في قصة ( حكيم العصافير ) ص 16 يعود الكاتب الى أجواء كليلة ودمنة وما فيها من دهاء وحسن تدبر وتفكير . انها قصة الدعوة الى إعمال العقل قبل الإقدام على العمل ، أي عمل ، حتى ولو كان الإقدام على تناول الطعام مع توفر دافعية الجوع وتحرك الغريزة .

وهي بهذا التوجه قصة هادفة دون وعظ ولا توجيه مباشرين بل بالتلميح والقدوة وهي دعوة الى اعمال الفكر في الاعمال ، ان هذا اللون من الكتابة مغيب في كتابتاتنا الا من القليل الذي لا يشكل ظاهرة تدرس ، ولعل في أسئلة فهم المقروء التي بدأت مع المنهاج الفلسطيني الجديد ما يسد هذا النقص .

في قصة ( حكيم العصافير ) يبرز دور القائد الذي تهمه حياة من هم تحت أمره ، أو من هم في صحبته ، فهو يفكر أولا ، ثم يناور ويجرب قبل أن يضحي بالمجموع، ثم انه يسعى لتوفير حاجات رعاياه واحتياجاتهم قبل أن يوفر احتياجاته الذاتية ( لم ينزل الحكيم عن الغصن في البداية ، وبقي فوقه يراقب العصافير مسرورا ، ثم نزل وانضم اليهم (ص 22). فقد كانت قصص كليلة ودمنة موجهة الى رجال الحكم ، وها هو سامي الكيلاني يوجه قصته ( حكيم العصافير ) الى الأجيال التي ستستلم الحكم والمسؤولية لتستفيد من صفات ( الحكيم ) ، وفيها تقسيم أدوار واضح فسريع وقوي عصفوران فدائيان رائدان . لغة القصة قصصية قوية ، وفرت لها الافعال الماضية حركة الفعل ( حطّ سرب من عصافير الدوري … خرج صاحب المزرعة … وضع الوعاء … – هبطت العصافير .. الحكيم الذي بقي على الشجرة صاح باعلى صوته : توقفوا أيّها الاعزاء ، لا تأكلوا من هذا الوعاء … ) وغيرها من الأفعال التي توفر جوا دراميا متحركا فيه من التوثب والتشويق ما وفر للقصة من الناحية اللغوية والحدث والنجاح والتشويق اذا زاوج الكاتب بين اسلوبي الخبر والانشاء بنجاح لافت .

هذه مجموعة الأديب سامي الكيلاني التي لم تخل من الهم الوطني، والتربوي أحد أبعاده ، ذكر فيها السجن وخصص له قصة كاملة ، وأشار اليه في قصة اخرى ، وذكر فيها الواجب وأهمية التعلم من الأخطاء ولم ينس سمات القائد الناجح، ولا الفدائي الذي يضحي بنفسه من أجل المجموع. في هذه المجموعة مجموعة من القيم والأبعاد التربوية ، وفيها اللغة القوية ، ولكنها حملت بعض الهنات في الوصف والجمل الاستطرادية ( ص14مثلا ) وتبرع الكاتب بإيصال الفكرة على لسان الشخصية ( ص 15 مثلا ) ، وهو متأثر بالأسلوب الوعظي الارشادي الفوقي السائد في الادب العربي الموجه الى الأطفال عموما ، ويبقى الكاتب مع هذا يعرف أسرار اللغة وتطويع الحدث وخلق الموقف والاشارة الى الفكرة مما يقدم المزيد الى ادبنا المحلي .

وقالت هالة البكري :

بطاقة الى ليلى مجموعة قصصية للأطفال للكاتب سامي الكيلاني. القصة الأولى والتي تحمل اسم المجموعة دمج الكاتب الواقع بالخيال ، وليلى بالرغم من انها طفلة ذكية لكنها تكتفي بان تعلم أن أباها سُجن لانه يحب وطنه دون أسئلة أخرى، مع أن الأطفال يكثرون من ترديد الاسئلة خاصة اذا تعلق الأمر بمن يحبون ، ينتقل الكاتب بعد ذلك الى الخيال حين يحلم بأن القطة التي شاهدها في الجريدة اثناء النهار تخرج وتطلب منه أن يخرجها من السجن، لأنها تحب الحرية ، وحين يستيقظ قص صورة القطة وألصقها على ورقة وصنع منها بطاقة يرسلها الى ليلى في عيد ميلادها الرمز في القصة ( حرية القطة ) غير منطقي ومبتور .

أمّا القصة الثانية ( الفيل والبلبل ) فقد جاءت على لسان الحيوان ، فالفيل الصغير فلفل يقف حزينا لأنه نسي أن يشتري لأمّه هدية في عيد الأمّ ، أمّا البلبل النشيط فهو يقدم الحلول لصديقة الفيل الكسول قليل الحيلة الذي تعب من اللعب ، ثم يقوم البلبل واصحابه بحل لمشكلة الفيل بتقديم الازهار له لتقدمها بدوره هدية لأمّه .

هذه القصص تحمل قيما سلبية وايجابية ، فهي تعلم الأطفال الكسل والتواكل والاعتماد على الغير ، وتعلمهم بالوقت ذاته مساعدة الآخرين وعدم اهمال واجباتهم .

أمّا القصة الثالثة ” ليلى والقطة لولو” فتنتقل ليلى من اللعب مع قطتها الى فعل اغضابها وحبسها، وتكون النتيجة أن تقفز لولو وتخدش يد ليلى، وتحطم سيارتها التي تحب ، تلجأ ليلى الى أمّها باكية مهددة بطرد القطة الى الشارع ، تخفف عنها والدتها وتقنعها بأنّها المذنبة وأن الحيوان يكره السجن مثل الانسان ، فوعدت ليلى أن لا تضايق القطة وتغضبها مرة ثانية وأن تعتني بها ولا تحبسها .

هذه القصة جاءت باسلوب سهل وبسيط، وتحمل معاني انسانية كالرفق بالحيوان ، وحب الحرية ، وتحميل الطفل المسؤولية اذا أساء أو أذنب حتى لو كان بحق الحيوان، وكشف الحقيقة للطفل حين اقتنعت ليلى بوجهه نظر والدتها وتراجعت عن سلوكها .

القصة الرابعة ” حكيم العصافير” جاءت على لسان الطير ايضا ، وجاء محتواها من عنوانها .

فالكبير حكيم يعلم الصغير الحكمة والحذر ، أمّا الصغير فهو قادر على الاكتشاف وسرعة الحركة والتفنيذ ، والقوي الجسد يتحمل اكثر من غيره الشدائد ويقاوم المرض .

هذه القصة اجمل من سابقاتها ،فهي تعليمية تربوية بأسلوب غير مباشر ، تعلم الطفل ان يسمع نصائح الكبار وأن يكون حذرا وحكيما في سلوكه ، وأن يكون سريع الحركة عندما يواجه المشاكل والصعاب ، وأن يكون صاحب جسد قوي ليقاوم الأمراض ، قصص المجموعة جيدة بشكل عام ، أتت بأسلوب واضح سهل غير مباشر ومحبب للصغار ، وحملت قيما تعليمية تربوية هادفة ، أمّا الرسوم ومع انها ملونة لكنها سيئة خاصة رسم الاشخاص .

وقالت حذام العربي:

في هذا الكتاب اربع قصص فيها المفيد والممتع من الأفكار والايحاءات للأطفال ، باستثناء القليل من المفردات ، على سبيل المثال ، عبارة ” .. أنت المذنبة لأنك .. ” ص 14 على وجه العموم الذنب ، يحتمل الاقتصاص من فاعله ، واعتقد ان السياق هنا يتلائم اكثر مع ” .. المخطئة .. ” فهذا سياق فيه من الممارسة الطفولية ما يحتمل الخطأ والصواب ، وهذا ما أكد النص عليه بتعزيز التصويب الذي اقترحته الأمّ .

ولكن الملاحظة الاساسية تتعلق بالرسوم المرافقة للنص ، وللأطفال حس نقي وفج مع دقة ملاحظة ، ارجو احيانا أن نتمتع به نحن الكبار ، فعلى سبيل المثال صورة القطة التي رأيتها ص 5 تحولت الى صورة لقطة أخرى باللون والشكل ص 6-7 ، مع انها وفق النص ذات الصورة ، إذ ان الاب السجين قصها من جريدة ، كذلك صورة الفتاة ص 5-7 ، تحاكي صورة فتاة يافعة أكثر منها صورة طفلة ، كذلك يتحدث النص عن ” .. باقة ازهار جميلة تحتوي أزهارا من كل الاشكال والالوان ..” ص 11 ولم يبين الرسم سوى الوردة الحمراء.

القصص الواردة في الكتاب قصيرة ذات ايقاع ونبض ملتصق بالفلسطيني ، حالة وأحواله ، والايحائية منها ذات رسالة ايجابية جديرة، وتحمل معاني انسانية عامة وجميلة ، بغض النظر عن الانتماءات القومية للطفل القارئ .

وعليه ، ارشح هذه المجموعة القصصية للترجمة الى لغات اجنبية ، كنموذج عن القصص القصيرة بأقلام فلسطينية للطفل الفلسطيني في هذه المرحلة .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات