بدون مؤاخذة-الشبعان والجائع

ب

عندما يتحدد الحد الأدنى للأجور في الأراضي الفلسطينية المحتلة  بـ 1450 شاقلا أو ما يساوي 375 دولارا -حسب سعر صرف العملات هذا اليوم- فهذا يثير عدة أسئلة لدى المواطنين، فهل هذا المبلغ كافٍ لإعالة فرد وليس أسرة؟ وهل سيستطيع شاب أن يدخر ليبني بيتا أو يحفر كهفا يؤويه، أو هل سيستطيع الزواج وبناء أسرة من هكذا دخل، ولو عمل كل عمره دون طعام أو شراب؟ وهل هذا يعني أن الانسان أعزّ ما نملك حقيقة؟

نعرف الأوضاع المالية التي تعيشها سلطتنا الفلسطينية، ونعرف الضغوطات الاقتصادية التي تمارس عليها دوليا وعربيا لاجبارها على التنازل عن حق شعبها في التحرر والاستقلال، ونعي تماما أننا نعيش تحت احتلال ظالم أهلك البشر والشجر والحجر، ودمر البلاد وأذلّ العباد ونهب الاقتصاد، لكننا نعلم أيضا أن من حق شعبنا أن يعيش حياة حرة كريمة على أرض وطنه.

واسرائيل التي ترتهن شعبنا واقتصادنا أعلنت قبل اسابيع قليلة أن خط الفقر لأسرة مكونة من شخصين هو 4300 شاقل، أي ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للأجور في المناطق الفلسطينية، هذا اذا توفر عمل في المناطق الفلسطينية لأن البطالة متفشية، وعلما أن مستوى المعيشة متشابه،

واذا ما فاخر مسؤولون فلسطينيون بالوصول الى قرار تحديد الحد الأدنى للأجور، واعتباره انجازا، فانني أستذكر هنا مثلا يردده أخوتنا أبناء البادية-وأنا منهم طبعا- ويقول”الشبعان يفت للجعان فتّ وني” ولمن لا يجيدون اللهجة البدوية فهذا يعني”أن الانسان الشبعان يقوم عند تحضير المناسف للجائع  وما تتطلبه من فتيت”الثريد” بطريقة متأنية، لأنه لا يحس بشعور الجائع ولهفته لملء معدته”.

10-10-2012

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات