(بعض روحي)لمروة السيوري في اليوم السابع

(


القدس:21 -6-2012 ناقشت ندوة اليوم السابع الأسبوعية الدورية في المسرح الفلسطيني في القدس كتاب(بعض روحي) باكورة اصدارات الكاتبة المقدسية الواعدة مروة خالد السيوري، والذي صدر قبل أيام عن دار راية للنشر في حيفا، وهو مجموعة نصوص أدبية قدم لها الأديب ابراهيم جوهر، وتقع في 168 صفحة من الحجم الصغير.

بدأت الندوة بقراءات من الكتاب قدمتها كل من الشقيقتين مريم ومنى كامل الباشا….وبعدهما كانت مداخلة مطولة لابراهيم جوهر.

وقالت نزهة أبو غوش:

قسّمت الكاتبة نصوصها في هذا الكتاب إٍلى ثلاثة أقسام: وجع المساء، عضال الحمام، ألي وطنٌ آخر؟.

عندما تقرأُ نصوص مروة، تشعر بأنّك أمام كاتبة تمتلك ثروة لغوية، تحتوي على الكثير من الكلمات والعبارات القويّة السّلسة المعبّرة عن الفكرة. فهي تنتقي تلك الكلمات؛ كي توظّفها للتّعبير عن عاطفتها المتأجّجة الّتي غلبت على النّصوص، فعبّرت عن قهرها، خوفها، عن حزنها، ألمها، عشقها، شوقها، حرمانها. انتمائها؛ فجاءَت اللغة شاعريّة مكثّفة تدعوك لأن تغوص فيها حتّى النّهاية دون ملل؛ كي تبحث عن النّصوص الخارجة عن القانون – كما أسمتها الكاتبة- “كلّ ما فعلته أنّي/ حلمتُ/ عشقتُ/ تمرّدتُ/ فأُلقي القبض عليّ بتهمة الخروج عن القانون” ص97

استخدمت الكاتبة مروة السّيوري في أَغلب نصوصها أُسلوب المخاطبة، سواء كان ذلك في مخاطبة الرّب، أو المعشوق، أم الوطن المعشوق، أم الوالدين، أم الموت.

أُسلوب الخطاب. هنا يُشعر القاريء بمدى اقتراب المخاطٍب من المخاطَب، ومدى صدق الخطاب. ” أيّها الرّبُ/ أعتذر عمّا بحتُ وعمّا فعلت/ أفلا غفرت لي/ وهبتني وطنًا وأُمّا ونطفة حنطيّة اللون أُناديها ” سُليمى”!!ص 26

” كرامة لعينيك أبي…أبي يا أروع رجل وأصدق رجل في حياتي لك قبلة ووردة أُحبُك..”ص132.

نلحظ من خلال قراءَتنا للنّصوص أُسلوب المباشرة، وأَحيانًا أُخرى الإيحاء غير المباشر:” يلحق بي النّادل: يا آنسة/ يا صاحبة الوشاح الأسود/ عيناك/لقد نسيت أخذهما/ أبتسم/ تنظره روحي/أهمس: خذهما..تبرّع بهما لمحتاج/ما عدتُ بحاجتهما/ ما عدتُ أفقه الطّريق” ص 159.

استخدمت الكاتبة أُسلوب تكرار الكلمات أو الجمل، مما أضفى جمالًا على النّص، وتوكيدًا للمعنى، كما في تكرار اللاءَات. ص82، وصفحة38،و تكرار إِن الشّرطيّة حوالي 15 مرّة، صفحة 44 بعد عدّة تكرارات لإِنّ الشّرطيّة جاء جواب الشّرط مقنعًا مقبولًا.

الحبُّ في نصوص مروى روحانيّ طاهر نقيّ كثرت به اللوعة، والحنين والاشتياق، والعذاب؛ فكان عشقًا عذريًّا يلامس الرّوح، تقترب به نحو الحبيب بوسيلة غير مباشرة ” وأنفاسي تتبعثر كلّما تذكّرت أنّ الرّواية كانت تستدفىء بين يديك….فأعود من جديد لأتنفّس بقايا عطرك العالق بها وأنسى الصّفحات.”ص90.

الكاتبة الشّابة، مروة السّيوري، فاجأَتني رغم صغر سنّها بأَنّها تحمل الكثير من الهموم، والأعباء على كاهلها، فبدا التّشاؤم واضحًا في أغلب النّصوص، حتّى أنّها استجارت بذكر الموت مرّات عدّة: ” لهم زهر اللوز/ ولي نعش ذاكرة” ص24. ” لن ألبس الأبيض إِلا لسواك/ إِلا لكفن يسلب ما بقي من أنفاسٍ..” ص 83. ” أيّها الموت حين ثنت أُمّي فصل الشّتاء…أيّها الموت ألا ثنيت ذاتك، وارتحلت عن سقف بيتنا… أيّها الموت سرقت منها فصولها” ص22و23″ يسقط زهر اللوز على التّابوت” ص36. “أُسدلت السّتارة وصفّق الموتى” ص 100.وهناك أيضًا غيرها في النّصوص.

حملت النّصوص أًسلوب الخاطرة في بعضها، وأُسلوب القصّة القصيرة، والقصيرة جدًا، حيث بدا السّرد بها جميلًا كما في قصّة” طفلي الأوّل “ص125 . خالد ص145.” حكاية طفلة” ص 122.

مواضيع الكتاب إِنسانيّة بحتة، تنقد الفقر، وحياة الأطفال المشرّدين في الشّوارع يلحقون المارّة لبيع أشيائهم الصّغيرة. تبحث عن الحبّ الإنساني المفقود، عن الوطن المفقود، عن الإنسانية .

استخدمت الكاتبة العديد من التشبيهات والاستعارات ، ممّا أَضاف جمالًا أَدبيّا غير تقريري للنّصوص. ” ما أخبرتني أُمّيّ أنّ الرّوح تحيض/ ربّاه… الرّوح تحيض..الرّوح تحيض” ص 124.

كما استخدمت الرّموز الدّينيّة المقدّسة بكثرة، وخاصّة الرّموز المسيحيّة: الناسك، الرّاهب، الأيقونة، الثّالوث، المحراب، أجراس الكنائس، تراتيل انجيل…

الزمان في نصوص مروة مفتوح، فهو الخريف، والشّتاء، الرّبيع، أيّار، كلّ العمر.

أمّا المكان فهو الوطن: القدس، المقهى، الشّوارع، المدرسة، المساجد، الكنائس…

بدا واضحًا انتماءُ” الكاتبة لوطنها فلسطين بشكل عامّ ” سألتزم بما زرعته فيّ منذ الصّغر/ مؤمنة فلسطينيّة الجبين/ عنادي لا يسيء لي” ص132. وانتماؤُها للقدس ولأُسرتها بشكل خاصّ” أبي” ص 132، كذلك تعاطفها الشّديد مع أُختها هيا – ربّما المقعدة- ” طفلة هي/ لم تبلغ الحلم/ جلّ أُمنياتها أن تبتسم” ص 146.

العنوان: أرى بأَنّ اختيار الكاتبة لهذا العنوان بدا موفّقًا؛ لأنّ كافّة نصوصها بدت وكأَنّها قطعة من روحها.

وقال موسى أبو دويح:

قدّم لنصوص مروة السيوري الأستاذ الكاتب النّاقد إبراهيم جوهر بتقديم بعنوان: “أدب الشّباب يصنع قوانينه الخاصّة”، جاء فيه: (هذه النّصوص فيها مسؤوليّة اجتماعيّة وأدبيّة ودينيّة ووطنيّة وإنسانيّة، ليست غاضبة لتحطّم الواقع، ولا حالمة لتسيح في ملكوت الخيال السّلبيّ، بل إنّها واقعيّة، وتعي مسؤوليّتها تجاه أدبها ومجتمعها وفنّها، وقدّمت ما ميّزها بمسؤوليّة واقتدار جميلين). (من التّقديم بتصرف).

عنونت مروة لنّصوصها بـ (بعض روحي)، وقسّمت كتابها إلى ثلاثة أقسام:

1.    (وجع المساء) وفيه (51) نصًّا.

2.    (عضال الحمام) وفيه (9) نصوص.

3.    (ألي وطن….فآخر) وفيه ثلاثون نصًّا.

وهذه النّصوص الّتي أبدعتها مروة هي جزء منها، بل هي بعض روحها كما أسمتها؛ نصوص مكتوبة بماء الحياة الّذي ينعش الرّوح، نصوص سهرت على كتابتها، وجهدت في تنقيحها، وتعبت في تشكيلها؛ حتّى خرجت درّة في جِحيد الكتب الّتي تصدر في هذه الأيّام.

وللشّباب في هذه الأيّام: لغتهم، وأدبهم، وثقافتهم، وأفكارهم، وأحلامهم، وميولهم، وذوقهم، وفهمهم، وكتاباتهم الّتي إذا ما قيست بمقاييس ما قبل خمسين سنة، وهي فرق ما بيننا وبينهم من العُمُر، كانت نشازًا، وكذلك هي نظرتهم إلى ما كتب من قبل، وإن كان من أحسن الكلام.

وإن كان لي من ملاحظة على هذه النّصوص، فإنّي جدّ عاتب على تلميذتي مروة، الّتي لم تطلعني على نصوصها قبل نشرها (وعلى نفسها جنت براقش)، علمًا أنّها أطلعت عليها زملاء لي قبل نشرها.

ومع جودة الكتاب، وحسن طباعته وإصداره إلا أنّه لم يخلُ من أخطاء، كان من السّهل تلافيها، وهذا هو بعضها:

1.    صفحة (40): (أنّه صدرَك) والصّحيح: صدرُك؛ لأنّها خبر أنّ.

2.    صفحة (42): (علّها الأجملَ والأبهى) والصّحيح: الأجملُ؛ لأنّها خبر علّها الّتي هي بمعنى لعلّها.

3.  صفحة (43): (تُمَرُّرُ أناملها) والصّحيح: تُمَرِّرُ. وفيها (لئلا تسقط فتقضُّ مضجعك) والصّحيح: فتقضَّ؛ لأنّها معطوفة على تسقط.

4.  صفحة (47): (إليك قبلا وبعدًا) والصّحيح: قبلُ وبعد؛ُ لأنّهما ظرفان قطعا عن الإضافة فيبنيان على الضّمّ. (لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ).

5.    صفحة (48): (ها أنذا) والصّحيح: هأنذا بحذف ألف ها.

6.    صفحة (49): (أفرط في عذاباتنا، في ألمك، في حيرتك، صمتنا) والصّحيح: في صمتنا.

7.  صفحة (54): (أريد أن أركضَ، ألاطمُ، ألثمُ، أهربُ أهربُ) والصّحيح: ألاطمَ، ألثمَ، أهربَ أهربَ؛ لأنّها جميعًا معطوفة على أركضَ المنصوب بأنْ.

8.  صفحة (55): (آخذ متاعي منها: عيناك وطيفُ حبّ) والصّحيح عينيك وطيفَ حبٍّ؛ لأنّهما بدل منصوب من متاعي المنصوبة لأنّها مفعول به.

9.    صفحة (56): (كلمة لا بدّ تقال فيك، على يقيني أنّها لن تفيَكَ) والأحسن: أنّها لا تفيك.

10.    صفحة (57): (يلزمني القليل من الوقت للنّسيانِ) والصّحيح: للنّسيانْ بسكون النّون؛ لأنّه جاء بعدها (يلزمني تشرين وكانون ونيسانْ).

11.           صفحة (60): (استكثروا عليّ “أنتَ”) والصّحيح إيّاك؛ لأنّ أنت ضمير رفع وإيّاك ضمير نصب.

12.           صفحة (62): (أنفاسك تحوّطني من كلّ شيء) والأحسن: تحوطني في كلّ فجّ.

13.    صفحة (64): (أبحث عن سبيل أدخل منه إلى العُمْرِ) والأحسن: إلى العُمُرْ. بضم الميم وتسكين الراء. وفيها: (ظننتك حبًّا، إذ بك وهمًا وإثمًا)  والصّحيح فكنت وهمًا وإثمًا.

14.           صفحة (68): (تنفض غبار الوجع منّي) والصّحيح: عنّي.

15.           صفحة (70): (وأضمد الجَرح سريعًا) والصّحيح: الجُرح بضمّ الجيم.

16.    صفحة (71): (ولم أعِ ما أفعل) والصّحيح: ولم أعي، لأنّها مؤنّث. فنقول: لم أعِ (للمذكر)، ولم أعي (للمؤنث). وفيها: (لن يدركه إلا الله وأنت) والصّحيح إلا الله ثمّ أنت.

17.           صفحة (72): (وَسَدَّتَني هناك) والصّحيح: وَسَّدْتَني.

18.           صفحة (75): (في حبّ أسمرٍ) والصّحيح: أسمرَ؛ لأنّها ممنوعة من الصّرف.

19.    صفحة (77): (ليجمعك الله بي على خير) والأحسن: ليجمع الله بيننا في خير؛ لأنّ الدّعاء المأثور للزّوج: (بارك الله لك في زوجك، وبارك لزوجك فيك، وجمع بينكما في خير).

20.    صفحة (87): (تمطرني أنت والسماءَ بالقبل) والأحسن: والسماءِ مجرورة بواو القسم، أو: والسماءُ مرفوعة معطوفة على (أنت).

21.           صفحة (92): (فيتوه المارّون) والصّحيح: فيتيه؛ (يتيهون في الأرض).

22.           صفحة (103): (الوطن ظلّ الله في الأرض) مفهوم غير صحيح؛ لأنّه ليس لله ظلّ؛ (ليس كمثله شيء).

23.           صفحة (104): (أنبت زيتونًا يدعى بقاءٌ بقاء) والصّحيح: يدعى بقاءً بفتح الهمزة (مفعول به ثانٍ منصوب).

24.    صفحة (107): (ما ذنب عشرينيَّ) والصّحيح: عشرينيٍّ مضاف إليه مجرور، وجاءت في الصّفحة نفسها مرّتين.

25.           صفحة (110): (أبدًا والله ما أنساك أمّي) والأحسن: لا أنساك أمّي، وتكرّرت أيضًا مرّتين.

26.    صفحة (112): (أدوّن فيه: شجرٌ، حجرٌ، وترٌ، بقاءٌ) والصّحيح: شجرًا، حجرًا، وترًا، بقاءً؛ لأنها جميعا مفاعيل.

27.           صفحة (113): (أبي استشهد وهو يصلي لرصاصة) والصّحيح: برصاصة.

28.           صفحة (121): (أنا والقدس في وطني ثاكلان) والصّحيح: ثكلاوان؛ لأنّ القدس ثكلى والمثنّى ثكلاوان.

29.    صفحة (122): (عمرها يزيد بثلاثة على العشرين) والأحسن: يزيد ثلاثة عن العشرين بحذف حرف الجرّ (الباء) واستبدال عن بعلى.

30.           صفحة (123): (طفلةٌ ما تزال) والصّحيح طفلةً؛ لأنّها خبر ما تزال مقدّم منصوب.

31.           صفحة (125): (ملابسٌ مهترئة) والصّحيح: ملابسُ؛لأنها ممنوعة من الصرف لا تنوّن.

32.           صفحة (141): (يا سماء! ألي بعقد صفقة وإيّاك؟) والصّحيح: معك بدل وإيّاك.

33.           صفحة (142): (أيا بصري: أينك؟) والصّحيح: أين أنت؟.

34.    صفحة (146): (كما كلّ أمسٍ هذا اليوم وذاك الغد) والصّحيح: أمسِ بكسرة لا بتنوين كسر؛ لأنّها مبنيّة على الكسر.

35.    صفحة (148): (كم هم رحيمون) والأحسن رحماء. وفيها: (يخدشون صفاءها) والأحسن: يخدشون حياءها، أو يعكّرون صفاءها.

36.           صفحة (149): (تفضّ بكارة نقائها) والأحسن: طهرها.

37.           صفحة (152): (عندما يصير وجودي ولاؤه، وجهين لعملة واحدة) والأحسن: يصير وجودي وعدمه.

38.           صفحة (155): (في أيّار نكبتان ثانيهما كنت “أنت”) والصّحيح: ثانيتهما كانت إيّاك.

39.           صفحة (156): (ولى ظهرُه لها) والصّحيح: ظهرَه.

40.           صفحة (157): (بعزاء حبّ وُلََدَ بين يديك) والصّحيح: وُلِدَ.

41.    صفحة (158): (النادل ينظر إلى الثالوث الصامت: عيناي.. القهوة.. الصفحة) والصّحيح: عينيّ.. والقهوةِ.. والصفحة؛ لأنها بدل من الثالوث.

وقال عيسى القواسمي:

شُكْراً لَكَ بِعُمْقٍ …

مروة سيوري في نصوصها . الصراع بين العاطفة والمعتقد !

كاتبة النصوص بعض روحي مروة اﻹنسانة الساكنة في كلماتها وكأنها حورية قادمة من وراء لزوجة طحلبها البحري وسط لجة محيطاتها لتستعيد حقها اﻹنساني من حياة لم تخلق لها .

هي في نصوصها تتكئ على ما تبقى من إنكسارات روحها، فنجدها تبرق في عتمة الوجود لتنير درب غيرها، وقد آلفت ألم الفراق بشكل ما مما مكنها من صياغة نصوص مليئة بالحزن والعظات أحيانا، والكثير من التنازل للآخر اﻹفتراضي . وقدمت له ما كانت تشتهيه لذاتها .لكني وجدت في تنازلها اﻹرادي ذاك فلسفة وراءها معتقد ديني عميق، لم تستطع النصوص اﻹنزياح عن مساره، فأبدعت في التضحية التي ﻻ تجيدها كل أنثى . وهي هنا تقدم ما لم تقوَ على تقديمه فوق مذبح الحياة . وتقبل أن تصاحب امرأة إنسانها المفترض وتتقرب اليها ﻷجله هو فقط .المغاﻻة في سادية العاطفة من أجل هدف أسمى . رقة حرفها وبلاغة لغتها شكلا معا رونقا آخر للتعبير.

للتعبير الصارخ القادم حتما من إنهيارات عاطفية وتجارب لم يقدر لها أن تكتمل . فنراها تلوذ ثم تتألم وبالتالي ينضج نصها ليكون بديلا أو جدارا تتسلقه لتلقي نظرة عمّن تركت وراءها . إن مروة الكاتبة المرهفة إستطاعت بحسّ اﻷنثى المرهفة أن تبسط ما في… ذاتها من أرق التكامل بين حالتين مستعصيتين على ذاتها اﻹنسانية . الحالة العاطفية والتصوف الفكري الملازم للحالة اﻷولى.

فهي بنت بيئتها لكننا نراها في بعض اﻷحيان تنساق الى نزوات الكتابة التي ﻻ تلتزم بشروط المجتمع، فكانت تعلق بين الإرث والسماوي لذلك فقد أبدعت . ومن الحرمان استقت أجمل النصوص، وذلك حين كادت أن تفجر ما في حنايا أنثاها من طاقات مختزنة بين الضلوع . غير أنها كانت تتحول بإنفجاراتها تلك لتلامس عمق الحرف وصدق الكلمة، فالكاتبة أخت أخلاقها على صعيد النص اﻹنساني والواقعي . لكنهاكانت تنجرف مع نصوصها التواقة عن بحثها لحريتها التي حاولت أن تستقيها الكاتبة بذاتها لذاتها . لقد شكلت الكاتبة هرما من نزق روحها، فكانت تلك النصوص التي ﻻ إعادة في خطواتها إﻻ لكي تدرك مسارها في الطريق الذي خطته لنفسها . والكاتبه تجيد هذا اﻷلق المتلاعب بمفردات اللغة، وتكثر أحيانا من التراكيب البنيوية المحببة .وفي إعتقادي أن الكاتبة هي موطن جديد رائع ومميز لنصوص لغوية قادرة على فرض نفسها بقوة بين عذراوات اﻷدب .

وقال جمعة السمان:

مروة السيوري.. شاعرة بعمر الورد. .أريج عطرها يطغى على أريج عطر بساتين طاعنة بالسن، لم أجد تشبيها يليق بالآنسة الشاعرة مروة أنسب من “فراشة بساتين الشعر” عينان ثاقبتان.. وجناح يعرف كيف يختار.. زيارة لأيّ بستان..إذا بأجمل ألوان الورد مرسومة على الجناحين، لكن يا خسارة..عاشقة الجمال تأخذها هالة الجمال.. وتنسى أن تتذوق طعم الرحيق..فالورد المتميّز هو الذي يجمع بين الجمال وطعم الرحيق..وكذلك الكلمة.. تاجها الجمال.. ومعناها ومضمونها الرحيق.. كلمات تمسك بيد بعضها..لا يغري بعضها الجمال فتتوه وتضل عن الطريق.. فيختل المعنى.. ويتوه القارئ ويصبح المعنى عقيم أعجبني في ديوان الآنسة مروة..أن البعض من قصائدها.. قصص قصيرة مرسومة بريشة الشعر الجميل..جمال اللغة..رشاقة الكلمة.. والعبرة والمعنى.. التي يتمتع ويطرب لها القارئ

مثال:صفحة 84 العنوان : لوحة

منذ عمر وأنا أحاول رسم حدود الجنة

حين التقيت بعينيك

أيقنت أنني لا أتقن الرسم

“إبداع”

مثال آخر:صفحة 85 العنوان “بصمة

بسمة عينيك التي تأسرني

قلبت سينها صادا فلزمتني

جمال وذكاء

وشارك في  النقاش كلّ من: ابراهيم جوهر، نسب أديب حسين، رفعت زيتون، طارق السيد، فيكي الأعور، سامي السرخي وكامل الباشا.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات