“درج الطابونة” في ندوة مقدسية

&

القدس: 14-6-2012ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس مجموعة القصص القصيرة جدا” درج الطابونة” بحضور مؤلفها الكاتب المقدسي سمير الجندي.وقد صدرت المجموعة التي صمّم غلافها”الريشة” وتقع في 188 صفحة من الحجم المتوسط، وتحوي 186 نصّا، قبل أيام عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس.بدأ النقاش جميل السلحوت فقال:سمير الجندي ليس جديدا على الكتابة، فقد صدرت له قبل هذا العمل ثلاث مجموعات تحوي نصوصا قصصية، كما صدرت له رواية، وصدرت له أيضا دراسة حول استعمال التراث في روايات الأديبة المقدسية ديمة جمعة السمان، وفي هذا الإصدار يتضح للقارئ أن كاتبنا يطور أدواته الكتابية بشكل لافت، مستفيدا من تجاربه السابقة، وهو يثبت لنا مقولة “ان المثقف والأديب ابن بيئته” لذا رأينا القدس حاضرة في نتاجه الأدبيّ هذا، بدءا من اسم المجموعة”درج الطابونة” وهو اسم مكان في القدس القديمة عند ملتقى باب السلسلة مع سوق الباشورة المؤدّي الى حارة الشرف التي هدمها المحتلون، وبنوا مكانها حيّا استيطانيّا يهوديا بعد احتلال المدينة مباشرة في حرب حزيران 1967، ولا غرابة بحضور القدس في كتابات الجندي جميعها، فهو المولود في القدس القديمة ويعيش فيها، بعد تهجير أسرته من قريتها دير ياسين –إحدى قرى القدس- في حرب العام 1948، تلك القرية التي تعرضت لمذبحة اهتزّ لها العالم أجمع.وقد أثبت سمير الجندي في هذه المجموعة أنّه يجيد فنّ القصّ الوجيز، أو فنّ”الأقصوصة” هذا الفن المستحدث، والذي لم يستقر على قواعد ثابتة يمكن تأطيرها وحصرها حتى أيامنا هذه، مع الإجماع على بعض الشروط ومنها اللغة المكثفة، النهاية الصادمة، ووجود حدث يبنى النصّ عليه. ومن فرسان هذا الفنّ في بلادنا فلسطين الأديب الكبير محمود شقير.وفي تقديري أن سمير الجندي لم يتأنّ في نشر نصوصه هذه، فبعضها جاء على شكل خاطرة، ولو قصر النشر هنا على القصص القصيرة جدا فقط، لكان في صالحه أكثر من خلط الأقاصيص بالخواطر.وقال جمعة السمان:قصص قصيرة جدا.. ذات معان كبيرة جدا.. أما الأجمل فهذا الغلاف، ففي لوحة الغلاف ما يستفز الذاكرة نحو التراث. درجات عجوز.. وحجارة شاخت.. أكل منها الزمان جمالها ونضارتها وصباها فباتت كشجر الزيتون.. تحضن في ظلّ فيئها أحفاد أجداد أعزاء أحباء.. زرعوها وباتت مدينة لهم بالوفاء.إن في هذا الغلاف ردّ مقنع.. يدحض حربا ظالمة.. يدّعي فيها الأعداء أن كل تراث على هذه الأرض.. هو تاريخ آبائهم وأجدادهم. لذا أرى أن إحياءالتراث الفلسطيني وتأصيله.. لا يقل فعالية عن المقاومة وقوة السلاح.أمّا النصوص فأنا أرى أن بعضها أقرب الى الخاطرة منها الى القصة القصيرة، علما بأن الكثير منها يدعم صورة الغلاف.. وفيها تذكير بتراث مدينة عبق تاريخها لا يكذب. أما البعض الآخر.. فأنا أرى فيه رسائل تذكير بما لا ينسى من قضايا الشعب الفلسطيني من مآس وأحداث.. فما من قصة إلّا وكانت تغمز الى مشكلة.. أو مأساة تجسّد جرائم الإحتلال.وهناك جزء قليل من هذه النصوص قرأته ولم أعرف أن أصل الى الهدف الذي يرمي إليه الكاتب.. وقد تكون بحاجة الى توضيح أكثر.مما قرأت.. أستنتج أن الكاتب عاشق لتراث وطنه..وأنه ما زال لذكريات أماكن لهو طفولته تأثير عليه.وبعد ذلك جرى نقاش مطول شارك فيه كلّ من: ديمة السمان، سامي الجندي، نسب أديب حسين، راتب حمد، صقر السلايمة، ومجموعة من معلمي وطالبات وطلاب كلية سخنين.

القدس: 14-6-2012ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس مجموعة القصص القصيرة جدا” درج الطابونة” بحضور مؤلفها الكاتب المقدسي سمير الجندي.وقد صدرت المجموعة التي صمّم غلافها”الريشة” وتقع في 188 صفحة من الحجم المتوسط، وتحوي 186 نصّا، قبل أيام عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس.بدأ النقاش جميل السلحوت فقال:سمير الجندي ليس جديدا على الكتابة، فقد صدرت له قبل هذا العمل ثلاث مجموعات تحوي نصوصا قصصية، كما صدرت له رواية، وصدرت له أيضا دراسة حول استعمال التراث في روايات الأديبة المقدسية ديمة جمعة السمان، وفي هذا الإصدار يتضح للقارئ أن كاتبنا يطور أدواته الكتابية بشكل لافت، مستفيدا من تجاربه السابقة، وهو يثبت لنا مقولة “ان المثقف والأديب ابن بيئته” لذا رأينا القدس حاضرة في نتاجه الأدبيّ هذا، بدءا من اسم المجموعة”درج الطابونة” وهو اسم مكان في القدس القديمة عند ملتقى باب السلسلة مع سوق الباشورة المؤدّي الى حارة الشرف التي هدمها المحتلون، وبنوا مكانها حيّا استيطانيّا يهوديا بعد احتلال المدينة مباشرة في حرب حزيران 1967، ولا غرابة بحضور القدس في كتابات الجندي جميعها، فهو المولود في القدس القديمة ويعيش فيها، بعد تهجير أسرته من قريتها دير ياسين –إحدى قرى القدس- في حرب العام 1948، تلك القرية التي تعرضت لمذبحة اهتزّ لها العالم أجمع.وقد أثبت سمير الجندي في هذه المجموعة أنّه يجيد فنّ القصّ الوجيز، أو فنّ”الأقصوصة” هذا الفن المستحدث، والذي لم يستقر على قواعد ثابتة يمكن تأطيرها وحصرها حتى أيامنا هذه، مع الإجماع على بعض الشروط ومنها اللغة المكثفة، النهاية الصادمة، ووجود حدث يبنى النصّ عليه. ومن فرسان هذا الفنّ في بلادنا فلسطين الأديب الكبير محمود شقير.وفي تقديري أن سمير الجندي لم يتأنّ في نشر نصوصه هذه، فبعضها جاء على شكل خاطرة، ولو قصر النشر هنا على القصص القصيرة جدا فقط، لكان في صالحه أكثر من خلط الأقاصيص بالخواطر.وقال جمعة السمان:قصص قصيرة جدا.. ذات معان كبيرة جدا.. أما الأجمل فهذا الغلاف، ففي لوحة الغلاف ما يستفز الذاكرة نحو التراث. درجات عجوز.. وحجارة شاخت.. أكل منها الزمان جمالها ونضارتها وصباها فباتت كشجر الزيتون.. تحضن في ظلّ فيئها أحفاد أجداد أعزاء أحباء.. زرعوها وباتت مدينة لهم بالوفاء.إن في هذا الغلاف ردّ مقنع.. يدحض حربا ظالمة.. يدّعي فيها الأعداء أن كل تراث على هذه الأرض.. هو تاريخ آبائهم وأجدادهم. لذا أرى أن إحياءالتراث الفلسطيني وتأصيله.. لا يقل فعالية عن المقاومة وقوة السلاح.أمّا النصوص فأنا أرى أن بعضها أقرب الى الخاطرة منها الى القصة القصيرة، علما بأن الكثير منها يدعم صورة الغلاف.. وفيها تذكير بتراث مدينة عبق تاريخها لا يكذب. أما البعض الآخر.. فأنا أرى فيه رسائل تذكير بما لا ينسى من قضايا الشعب الفلسطيني من مآس وأحداث.. فما من قصة إلّا وكانت تغمز الى مشكلة.. أو مأساة تجسّد جرائم الإحتلال.وهناك جزء قليل من هذه النصوص قرأته ولم أعرف أن أصل الى الهدف الذي يرمي إليه الكاتب.. وقد تكون بحاجة الى توضيح أكثر.مما قرأت.. أستنتج أن الكاتب عاشق لتراث وطنه..وأنه ما زال لذكريات أماكن لهو طفولته تأثير عليه.وبعد ذلك جرى نقاش مطول شارك فيه كلّ من: ديمة السمان، سامي الجندي، نسب أديب حسين، راتب حمد، صقر السلايمة، ومجموعة من معلمي وطالبات وطلاب كلية سخنين.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات