البنت التوتية في اليوم السابع

ا
القدس:10أيار 2012 ناقشت ندوة اليوم السابع الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس قصة الأطفال(البنت التوتية) للأديب سامي الكيلاني، والتي صدرت هذا العام 2012 عن مركز المصادر للطفولة المبكرة في القدس، بتمويل مشترك من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومؤسسة التعاون. تقع القصة المحلّاة برسومات منار نعيرات في 22 صفحة من الحجم الكبير، على ورق مصقول وطباعة أنيقة وغلاف مقوّى.
بدأ النقاش جميل السلحوت فقال:
سامي الكيلاني: من مواليد العام 1952 في  يعبد شمال الضفة الغربية المحتلة، يحمل شهادة الدكتوراة في العمل الاجتماعي وحقوق الانسان، ويعمل محاضرا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس. وهو أديب معروف صدرت له عدّة أعمال قصصية وشعرية منها:
من أعماله الشعرية:
1. وعد جديد لعزّالدّين القسّام (1982م).
2. قبّل الأرض واستراح (1989م)
من أعماله القصصية:
1. اخضر يا زعتر (1981م)
2. الفارعة والبحر والشمس (مشترك، منشورات اليسار المثلث، 1986م)
3. ثلاثة ناقص واحد (1991م).
4. بطاقة الى ليلى (2001)قصص للأطفال.
وقصّته”البنت التوتية”-على بساطتها وعمقها- التي نحن بصددها ملأى بالقيم التربويّة والتعليميّة، وهي موجهة للأطفال وتوجيهيّة للكبار أيضا، وهي قصّة أدبية تنقل أهدافها بطريقة غير مباشرة، مما لا يثقل على المتلقي طفلا كان أم راشدا، ومن هذه القيم:
1- أهمية الكتاب المطبوع للمراحل العمريّة المختلفة: وقد ابتدأ أديبنا قصّته:”أحضرت زينة لأبيها كتاب الصّور الذي جاءها هديّة من جدّها في عيد ميلادها الثالث”ص4. وهنا قيمتان في حدث واحد، وهما: أن الكتاب يصلح أن يكون هديّة، بل يجب أن يكون، والمهدى إليه يفرح بالكتاب الهديّة حتى لو كان طفلا في الثالثة من عمره، وبما أن الأطفال في هذا السّنّ المبكر لا يعرفون الأبجديّة، فإنّ الكتب المصوّرة يجب أن تتوفر لهم، وهذا يعني تربية مبكرة للطفل في التعامل مع الكتاب.
2. دور الكبار في مساعدة الأطفال على فهم الكتاب المصوّر:”زينة تعتقد أنّ الكبار يستطيعون أن يحكوا قصصا عن الصّور التي في الكتب، وتعتقد أن لكلّ صورة قصّة”ص6. وهنا يأتي دور الأهل في تنمية خيال الطفل، وحثّه على التفكير، فللرسومات الموجهة للأطفال حكاياتها أيضا، وقد يتخيل الطفل هذه الحكايات تماما مثلما يتخيلها الكبار أيضا.
3- عشق الطفل للكتاب: نلاحظ كيف أن الطفلة زينة أحبّت صورة الطفلة التي “تلبس فستانا أبيض وعليه صور لثمار التوت الأرضيّ الحمراء المنقطة”ص4. حتى أنّها”تتمنّى أن يكون لها أخت لتسميها البنت التوتيّة”ص7.
4. الأطفال يحبّون القصص والحكايات: وهنا توجيه للآباء والأمّهات كي يسردوا القصص والحكايات للأطفال.فعندما استجاب الوالد لطلب طفلته، وروى لها قصّة عن البنت التوتية”ضحكت زينة بصوت عالٍ وقبّلت أباها قبل أن تعود إلى غرفتها”ص14. وهنا السعادة متبادلة بين الأب وطفلته، هي فرحت بالقصة، وهو سعيد بردّها الجميل له بقبلة. ويجد التنويه هنا بأنّ آباءنا وأجدادنا قد انتبوها لذلك عبر العصور، حيث كانت الأمّهات والجدّات يحكين الحكايات الشعبية لألأطفال قبل النوم وفي السهرات وحول الموقد.
5. للقصص والحكايات بدايات ونهايات:” وعندما أنهى قصته قال:”ص19.”توتة خلصت الحدوتة”ص11. و”بدأت قصتها بـ”كان يا ما كان””.
6. الترغيب والمكافأة: تشجيع الأطفال على التفكير وتحفيزهم على الابتكار، فعندما روت زينة قصة لأبيها، اشترى لها”بوظة” وقال:”هذه جائزة لك لأنك حكيت لي قصة جميلة يا حبيبتي”ص21.
7. تعليم الأطفال أن الفواكة قد تدخل في بعض الصناعات الغذائية وتعطيها مذاقها مثل”البوظة التوتية، وقد تزين الملابس مثل”الفستان الذي يحمل رسومات التوت الأرضي”.
8.
الإخراج الفني والرسومات: واضح أن الكتيب قد خرج بطباعة أنيقة، وألوان مفروزة، وغلاف أنيق، وها ما يستحقه أطفال شعبنا المحرومون من أشياء كثيرة، والرسومات مقبولة الى حدّ ما، ولنلاحظ مثلا كيف أن صورة زينة في الصفحتين 14 و 15 المتقابلتين كيف تختلف ملامحهما مع أنهما لنفس الشخص.
ملاحظة: كنت أتمنى لو أن الكاتب استعمل كلمة”الحكاية” بدل “القصّة” في كثير من مواضع القصّة، لأن الحديث كان يدور عن حكايات وليس عن قصص، وحتى البدايات والنهايات التي وردت في القصّة هي للحكاية وليست للقصّة.
وقال موسى أبو دويح:
تظهر القصة أن الجدّ يهدي حفيدته (زينة) كتاباً فيه صور، فتحت زينة الكتاب ورأت فيه صورة بنت صغيرة تلبس فستاناً أبيض مرسوماً عليه صور ثمار التوت الأرضي الحمراء المنقطة. حملت الكتاب مفتوحاً على صورة البنت وذهبت به إلى أبيها، وطلبت منه أن يحكي لها قصةً، فسرّ بطلبها واحتضنها وقبّلها، وهذا مهم وجيّد، يبيّن المودّة والمحبّة والاحترام والتقدير بين الوالد وولده. كما أن موضوع إهداء الكتب أكثر أهميةً؛ وليت هذا الأمر يصبح ظاهرةً مألوفةً بين الناس، بدل كثير من الهدايا التي يقدّمها الناس إلى أحبائهم، وهي في حقيقتها لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد تضرّ ولا تنفع.
عنوان القصة (البنت التوتية) غير مستساغ ولا تربوي ولا هادف. فهل لو كان على الفستان ثمار التين قلنا (البنت التينية)، أو ثمار الخوخ قلنا (البنت الخوخية)، أو ثمار البندق قلنا (البنت البندقية).
هذا بالإضافة إلى الملاحظات التالية:
1.  في صفحة (4): زينة تحمل الكتاب مغلقاً، وتظهر على غلافه حبات التوت الأرضي، ويقول الكاتب بجانب الكتاب المغلق: (كان الكتاب مفتوحا على صورة بنت صغيرة تلبس فستاناً أبيض).
2.  وفي الصفحة (5) المقابلة، تظهر صورة طفلة ترتدي فستانا سماوياً وتحتضن باقة من التوت الأرضي (الفراولة)، والفراولة لا تحتضن.
3.  وفي صفحة (10): جاء قوله: (أسكت جهاز التلفزيون)، والأحسن أن يقول أغلق؛ لأن إسكات التلفزيون يُبقي على وجود الصورة، والصورة تشدّ الانتباه وتشتّت الذهن أكثر من الصوت. وقال في الصفحة نفسها أيضاً (تريدين قصة جديدة عن البنت التوتية) ولم يسبق له أن حدّثها بقصةٍ عنها قبلُ.
4.  تقديم البوظة كجائزةٍ للأطفال فيه بعض الضرر، ولو كانت الجائزة كتاباً للأطفال لكان ذلك أفضلُ وأطيب، ويكون الكاتب بذلك قد ركّز على قضية إهداء
وقالت فيكي الأعور:
حكاية قصيرة للأطفال لكنها غنية بالأهداف التربوية و الإرشادية للأهل.
تعمل على مساعدة الطفل على اكتساب اعتبار صحي وواقعي لذاته، و لا شك أن البيت هو المقام الاول لتحقيق هذا الهدف من خلال  أهمية العلاقة الودية بين الطفل وأهله، وبدا ذلك جليّا  في القصة من خلال علاقة الطفلة زينب بأبيها، حيث نفتقر لهذه العلاقات في أيامنا هذه بسبب انشغالات الحياة .
التركيز على أهمية الكتاب وأنه مصدر يبعث الفرح في النفس، وأنه شيء جميل ليؤخذ هدية .
إن توفرت الرعاية و البيئة المناسبة للطفل سيبدع بتفكيره وتخيله،  وهذا ما رأيناه مع زينه بالقصة عندما بادرت لأبيها وفاجأته بأنها ستحكي له حكاية، وكيف بدأت بنفس الأسلوب الحكايات ( كان يا مكان ) و لا ننسى أهمية  دور التعزيز هنا عندما اشترى لها والدها بوظة مكافأة لها .
الألفاظ سهلة وواقعية من الحياة اليومية للأطفال، ولكن كنت أفضل استخدام كلمة (تلفاز) بدل من التلفزيون حيث يجب تنشئة الطفل على استعمال اللغة العربية العامية المهذبة لغويا في المحادثة و استعمال اللغة الفصحى في الكتابة .
وقال طارق السيد:
قصة اطفال غنية بإحساس الطفولة المليء بالإحساس والبراءة .
في بداية القصة أحضرت زينة لوالدها كتابا أطلق عليه الكاتب اسم(كتاب الصور) اشتمل على لوحات، كانت تسمي زينة كل لوحة فيها باسم، وتطلق عنان خيالها لتمزج الصورة بقصة من قصص حياتها اليومية …
زينة كانت تدرك أن لكل صورة قصة، وهنا البداية الحقيقية لأيّ شيء فصور حياتنا عبارة عن قصص جمعت في ألبوم .
أطلقت زينة اسم البنت التوتية على الفتاة التي كانت تلبس حقيبة رسم عليها ثمرة توت …
في اجتماعها مع والدها، نسج لها قصة عن البنت التوتية وعن لعبها في الروضة، وعن حادث تعرضت له، فعالجتها معلمتها بدواء يشبه لون التوت …
فكان لون التوت هو لون حياتها البريء النقي، هذه هي الحياة التي رأت فيها زينة كل شيء بلون الحلوى والفاكهة، فهذا هو لون الأطفال المفضل..
ولكن لماذا ضحكت زينة بصوت عال عندما قصّ والدها عليها القصة ؟ وماذا أراد الكاتب أن يخبرنا من هذه الضحكة العالية؟
في القصة التالية للبنت التوتية كانت زينة هي صاحبة القصة ….وكانت قصتها هي ذهاب البنت التوتية بصحبة والدها الى السوق ليشتري لها البوظة …..
وبعد انتهائها من سرد قصتها أخذها والدها الى السوق ليكافئها على قصتها الجميلة ….
….استطاعت زينة أن تطلب البوظة بأدب عن طريق سرد القصة، وهذا يظهر ذكاء وأدب هذه الطفلة ..
غلبت على القصة تميز الفكرة على أهمية سردها،  وحاول الكاتب أن يقوي قدرة التعبير لدى الأطفال من خلال ربط الصور بأفكار بسيطة، ولكن لا أعتقد أن القصة من الممكن أن تشبع نهم الأطفال، وذلك للأحداث المقتضبة والسريعة،على الرغم من أن الكاتب كان موفقا بالخاتمة
لامس الكاتب أحلام الاطفال ….
أما الرسومات كانت جميلة لكثرة الألوان وتوافقها مع النصوص،ولكن هل صور الأطفال مستوحاة من صور أطفال في المجتمع الفلسطيني؟ لو كان الجواب نعم فمن الممكن ان نلاحظ أنها بعيدة بعض الشيء من حيث أشكال الملابس ….
الصور تدخل البهجة لوجود اللعب والبوظة معا ….
كان من الافضل في القصة لو استعمل الكاتب لفظ (تلفاز) بدلا من تلفزيون حتى يتعلم الاطفال اللفظ الاصح والأنسب
ولو استعمل لفظ مثلجات بدلا من البوظة ….
وقالت ميرفت مسك:
تناول أديبنا في كتاباته الكثير من القضايا مثل :الوطن والحريه والسجن والظلم والاحتلال
وله مجموعة قصصيه للأطفال، وتناول العديد من القضايا، منها على لسان الحيوانات والطير ومنها على لسان البشر، وهي موجهة للكبار وللأطفال معا . هذا لأن الكاتب يؤمن بأن للأطفال حسّ نقي ودقة في الملاحظة ممكن أن لاتوجد عند الكبار .
بعد أن أشرك كاتبنا الحيوانات والطيور بلسان حالها في كتاباته، تناول في قصته هذه النباتات وركز على فاكهة التوت الأرضي بلونها الأحمر الجميل اللافت لنظر الأطفال، حيث وزع منه الكثير الكثير على صفحات قصته ذات الورق المقوى الذي يصلح لأيادي الأطفال الرقيقة، والتي تستبيح تمزيق الورق بكل عفوية، وهو يعلم مدى حبّ الأطفال للون الأحمر، أم أنّ الكاتب اختار التوت الأرضي لطبيعة زراعته المميزة، وذات العناية الفائقة والمختلفة عن غيرها من الفاكهة حيث تتم زراعته على مرحلتين:
المرحلة الأولى… إنتاج الأشتال بتجهيز أرض المشتل الملائمة للأشتال الصغيرة، حيث العناية الفائقة بالأرض والسماد والحرث، والتعقيم بمواد مختلفة، وزراعته في أرض مستوية، والريّ يومياً أكثر من مرة في البداية، ومن ثم التدرج حسب الحاجة .
والمرحلة الثانية: يتم فيها خلع هذه الأشتال وزراعتها بأرض مستديمة .
وبهذا أرى أنّ الكاتب يود القول لنا بأن الأطفال مثل هذه الفاكهة، يمرّون بنفس المراحل التدريجية حتى يبلغون أشدّهم. فإن نبتت هذه الأشتال بطريقة سليمة أعطت ثمارا سليمة ناضجة بلون أحمر جميل …..
هذا ما فهمته من سبب اختيار الكاتب لفاكهة التوت الأرضي دون غيرها من الفاكهة .
رسم لنا الكاتب قصة الحياة العائلية … فبدأ بالجدّ الذي أهدى حفيدته ذات الثلاثة أعوام كتابا بعيد ميلادها، وهي لا تعرف معنى الحروف، وكأنه يقول لنا بأن الكتاب لجميع الأجيال …وهو للتعليم وللثقافة وللهدايا وللكبير وللصغير.
بين لنا فرحة الطفلة بكتاب جدّها وحرصها عليه، وتفحص كل صفحة فيه، وكأن كل صفحة فيها قصة، بدليل توجهها لأبيها وهو الطرف الثاني أو المعلم الثاني للطفلة في القصة أو المرسل لأمور الحياة … منه الكثير للمرور بحياة
وبهذا كأن الكاتب يوجه لنا دعوة لتعليم أولادنا حبّ الكتاب والمطالعة.
على الرغم من بساطة هذه القصة أو الحكاية إلّا أنها تحوي الكثير من القيم التربوية والتعليمية.
حيث التعليم عن طريق سرد الحكاية، وكأنه يقول لنا عودوا لسرد الحكاية الموجهة لأطفالكم وإن كانت خيالا، فنحن أول من يغرس القيم والمبادئ المختلفة في نفوس وعقول أطفالنا .
ونرى الأب لم يتوان  في سرد حكاية لبنوتته الصغيرة، ويُرينا مدى فرح هذه الطفلة بالحكاية وكيف تركها أبوها والبسمة تعلو وجهها، وكيف طبعت هي الأخرى قبلة على وجهه.
ونرى بعد ذلك تعلم الطفلة سرد الحكاية …إذ سردت أو حكت لأبيها حكاية، وهذه أول بادرة أمل، حيث تولدت الثقة في نفس وخيال الطفلة، وحكت كما حكى الأب، وكأنها تريد التقليد (تقليد الكبير) ومن هنا يأتي التعلم ..تعلم الحياة بكل أشكالها .
ومن ثم تطرق الكاتب لفكرة التعزيز الايجابي او الثواب وهو مكافأة يحددها الراشدون …
حيث أن الأب أخذ طفلته لشراء البوظة المصنوعة من التوت الأرضي …
والثواب يشعر الطفل بالرضى والثقة بالنفس، فهو طريقة مهمة في التعليم، لأنه يحث الطفل أو الطالب على التفكير، من منطلق أنه من أروع الطرق التي تساعد الإنسان على اكتشاف الحلول بنفسه …
وقالت نزهة أبو غوش:
يبدو مستوى الكتاب لأطفال ما قبل المدرسة، من 4إِلى 6 سنوات.
القصّة عن طفلة تدعى زينة تحبّ سماع القصص. عندما رأت مرّة صورة لطفلة تلبس فستانَا رسم عليه صورة لثمار التّوت. طلبت من والدها أن يحكي لها عن هذه البنت، الّتي أسمتها : ” البنت التّوتيّة” ، فحكى الأب لابنته قصصَا كثيرة عن هذه البنت، كما أَنّ زينة نفسها حكت لوالدها أَيضَا قصّة عن البنت التّوتيّة الّتي ذهبت في رحلة مع والدها، حيث اشترى لها البوظة اللذيذة. في نفس اليوم خرج الأب مع ابنته زينة واشترى لها البوظة بلون التّوت.
من خلال قراءَتنا للقصّة نلحظ مدى تداخل الأفكار، والأحداث ببعضها البعض، فمثلًا في الفقرة الأُولى ص4، هناك عدّة أَحداث: 1- إِحضار زينة كتاب الصّور لأَبيها. 2- إِعطاء الجدّ كتاب الصّور كهديّة لحفيدته. 3- حدوث عيد ميلاد الطّفلة زينة قبل ثلاثة شهور. أَرى بأنّ كلّ تلك الأحداث مجتمعة تسبّب للطّفل القاريء، أو المتلقّي للقصّة إِرهاقً، وعدم تركيز.
نلحظ بأنّ الكاتب سامي الكيلاني قد أَطال بالمقدّمة، فمن أَجل أَن يصل إِلى حكايته عن البنت التّوتيّة، وضع هناك  عدّة أَحداث – الهديّة وعيد الميلاد، وفتح الكتاب صدفة على صورة البنت التّوتيّة، حُبّ الطّفلة للصورة وتمنياتها بأن تلعب معها، وأَن تصبح لها أُخت مثلها، جلوس الأب قرب التّلفاز، إِغلاق التّلفاز..
أَمكن الكاتب الاستغناء عن هذه المقدّمات، إِلّا إِذا كان هدفه من القصّة تصوير العلاقة الحميمة ما بين الطّفلة ووالدها، وهذا شيء رائع، ما لم يدخل قصّة داخل القصّة، وهي” قصّة البنت التّوتيّة الّتي كانت تلعب مع أَصدقائها، ووقعت على الأرض، فوضعت لها المعلمة الدّواء بلون التّوت.”
أَرى بأنّ تداخل قصص داخل القصّة الرّئيسيّة شيء متعب ومشوّش لأَفكار الطّفل في سن الطّفولة المبكرة، وحكاية القصّة التُوتيّة، الّتي أَسمى الكاتب عنوان قصّته بها؛ لوحدها، بحاجة لأَن تكون قصّة منفردة في كتاب منفرد يروي  تلك الأحداث بتفصيل مباشر، غير مقتضب في أَربعة سطور، كما فعل الكاتب في صفحة 11.
أَهداف القصّة:
1- تصوير العلاقة الحميمة ما بين أَفراد الأُسرة، الجدّ الّذي أَحضر الهديّة في عيد مولد حفيدته، والأَب الّذي اعتنى بطفلته، ولبّى لها رغبتها في حبّها  الاستماع إِلى القصص، من خلال الصّور المرسومة، ثمّ احتضانه لها وتعبيره عن حبّه الأبويّ، وإِغلاق التّلفاز، والاهتمام بما تريده طّفلته، وخروجه مع ابنته للنزهة، شرائه البوظة الّتي تحبّها…
2- تعريف الطّفل على اللون التُّوتيّ، حيث نلحظ اهتمام الكاتب وتأكيده على اللون التّوتيّ، إِذ أَراد أن يُدخل مفهوم هذا اللون لعقول الأطفال: “التُوت الأرضي الحمراء المنقّطة ص4”. “وضعت المعلّمة لها دواءً لونه توتيّ” ص 11 “اشترى بوظة لونها توتيّ. ص 20.”
نلحظ بأنّ الكاتب لم يعتنٍ بمفهوم طعم التّوت، ورائحته، بل اكتفى بلونه فقط، حيث أَمكنه إِدخال كلمة طعم التّوت مثلًا من خلال البوظة الّتي اشتراها لابنته.
اللغة: لغة القصّة سلسة غيرصعبة على الأطفال. استخدم فيها الكاتب اللغة العربيّة الفصحى، وأَدخل بعض الكلمات العاميّة الّتي أَمكنه استبدالها بالفصحى دون أن يحدث خللًا، أو تشويهًا للنّص نحو: قالت:” بابا، ممكن تحكي لي قصّة” ص8. “أَخذها مشوار” ص 19 “اشترى لها بوظة زاكية”ص 19
استخدم الكاتب الأسم الموصول بشكل بارز القصّة: “كتاب الصّور الّذي جاءَها هديّة” ص4. ” عيد ميلادها الّذي مرّ قبل عدّة شهور” ص4 “عن الصّور الّتي في الكتب” ص6 ”  زينة أسمت البنت الّتي بالصّورة…” ص 7 “حدّثته عن البنت التّوتيّة الّتي تحبّ أَباها” ص11.  ” الّوضة الّتي تذهب إِليها” ص11.
أرى بأنّ استخدام الاسم الموصول في القصّة يخفي خلفه شيئًا مجهولًا لا يفقهه الطّفل.
وقالت رفيقة عثمان:
المضامين التربويَّة للقصَّة:
تناولت القصّة مضامين تربويَّة، وتعليميَّة إيجابيَّة متعدِّدة مثل: إعطاء قيمة، وأهميَّة للكتاب، والقصص، كذلك تشجيع القدرة على الوعي القرائي، أو ما يُسمَّى بالتنوُّر اللغوي- Illiteracy – في جيل الطفولة المُبكِّرة، هذا بالإضافة إلى تشجيع الأطفال على التعبير عن النفس، والتفريغ الوجداني، وتنمية الخيال، والتفكير الإبداعي، كما تهتم في إكساب الأطفال الثقة بالنفس، والاستقلاليَّة. وتعليم مفهوم اللون (التوتي) بكافَّة أشكاله. لم يكتفِ الكاتب في عرض المضامين الإيجابيَّة للأطفال فقط، بل اهتم في توجيه الآباء نحو تطوير العلاقة الاجتماعيَّة الأسريَّة مع أبنائهم منذ نعومة أظفارهم، وتشجيعهم على تولي مهمَّة القراءة  لأطفالهم، ورعايتهم تربويًّا، وفكريًّا، وألّا تكون هذه المهمَّة محصورة على عاتق الأمّهات فقط، كما هو معهود في مجتمعنا العربي بشكل عام.
في هذه القصَّة، تمَّ تغييب شخصيَّة الأمّ، ودورها الهام في المشاركة  بتنشئة الطفلة “البنت التوتيَّة”، ويبدو أنّ الطفلة تعيش وحيدة مع أبيها، إلّا أنني أجد ضرورة حضور الأمّ، ومشاركتها في حياة الابنة؛ لأنّ التنشئة السليمة، تتطلب المشاركة جنبًا إلى جانب الأب؛ كي نضمن حياة سويَّة، بعيدة عن التعقيدات.  تبدو الشخصيَّات الذكوريَّة بارزة في هذه القصَّة مثل: الأب، الجدّ، وبائع البوظة، والمذيع في التلفاز المعروض صفحة8.
تماهت الطفلة زينة مع البنت التوتيَّة، كما ورد صفحة 7، ” زينة أحبَّت البنت التوتيَّة، وتتمنى أن يكون لها أخت؛ لتسميها البنت التوتيَّة”. أحبت الطفلة زينة البنت التوتيَّة على شكلها، وليس على حدث مميّز يُذكر. حبَّذا لو استغل الكاتب التماهي للطفلة التوتيَّة مع سلوك تربوي إيجابي صدر عن البنت التوتيَّة؛ لكي يكتسب الأطفال القيم التربويَّة المُثلى، بطريقة غير مُباشرة.
في نهاية القصَة، كانت رسالة الكاتب، لموضوع المكافأة ليست تربويًّة، بحيث مُنحت الابنة زينة جائزة، مقابل ما حكته لأبيها عن البنت التوتيَّة. كانت الجائزة عبارة عن بوظة ذات لون وطعم توتي. تعتبر هذه المكافأة تعزيزًا ماديًّا، وليس تعزيزًا معنويّا، . كما ورد صفحة: 21، “هذه جائزة لك لأنك حكيتِ لي قصَّة جميلة يا حبيبتي”. إنّ استخدام التعزيز المادي في القصَّة، مغاير لما تُنادي به الأساليب التربويَّة؛ وتشجِّع استخدام التعزيز المعنوي؛ لإنجاح عمليَّة التنشئة السليمة للأطفال.
الأسلوب:
استخدم الكاتب أسلوب السرد التقريري، والإخباري، الذي غلب على السرد القصصي في النصوص المذكورة في القصَّة، والانتقال المفاجئ من فكرة لأخرى دون ربط بين الأحداث. مثل ما ورد صفحة 6-7 في بداية القصَّة.
ان القصَّة تخلو من استخدام الخيال، الذي يُعتبر عنصرًا ضروريًّا من عناصر القصَّة، خاصَّة لجيل الطفولة المُبكِّرة؛ لتتناسب مع مراحل النمو العقلي، والنفسي التي أشار إليها علماء النفس التطوُّريين. بينما استخدم الكاتب مخاطبة عقل الأطفال بمستوى عالٍ لا يتناسب مع أعمارهم الزمنيَّة؛ والتي تتطلب مراحل عقليَّة من الدرجة العليا من التفكير المجرَّد، بعيدة كل البعد عن المحسوس، الذي يحتاجه الأطفال في هذه المرحلة العمريَّة.  كما ورد صفحة 6، عندما استخدم فعل ( تعتقد). “زينة تعتقد أنّ الكبار يستطيعون أن يحكوا قصصًا عن الصور التي في الكتب، وتعتقد أنّ لكل صورة قصَّة”. تعتبر هذه الجملة غير صحيحة؛ لأنّ الاعتقاد يحتمل صفة الشك، واليقين، هنا الكبار يستطيعون أن يحكوا قصصًا عن الصور فعلا، وأنه يوجد لكل صورة قصَّة، لا تحتمل الشكأ بدًا. حبَّذا لو استخدم الكاتب فعل فكَّرت، بدلا من فعل اعتقدت.
هنالك  عدم تناسق ما بين الأحداث، والصور ، كما ورد صفحة 4، عندما عرضت صورة الجدّ يقدم هديَّة، بجانب الحدث ” أحضرت زينة لأبيها كتاب الصور، الذي جاءه هديَّة من جدها….”  ، كذلك صفحة 6، صورة الطفلة زينة أحبَّت البنت التوتيَّة، وتمنَّت أن تكون لها أخت ؛ لتسميها البنت التوتيَّة. كانت صورة الأحلام، أو الأمنية طاغية في الصفحة، لدرجة تُحد من تنمية الخيال عند الأطفال، كما ورد صفحة 7. تبدو الطفلة زينة في الصور كبيرة، وتبدو تقريبًا في جيل الست سنوات، وليست في جيل ثلاث سنوات.
اللغة:  تمثَّلت اللغة بالصعوبة، وعدم السهولة،  والسلاسة،  باستخدام الكاتب لكلمات، وأفعال صعبة الفهم على مدارك الأطفال، كما أكثر الكاتب من استخدام الجمل الإنشائيَّة المُركَّبة، التي تحتوي على عدَّة أحداث مختلفة في فكرة واحدة ،  غير المناسبة لأجيال الطفولة المُبكِّرة. كما ورد في الصفحات التالية: 4،6 ،7،11،14.
خلاصة الحديث:تعتبر قصَّة البنت التوتيَّة قصَّة غير مناسبة للأطفال في جيل الطفولة المبكِّرة، من الناحية اللغويَّة، وعدم الارتقاء بفكر الأطفال، وعدم تسلسل الأحداث، وترابطها غير المُوفَّق، بالإضافة لعدم ملاءمة الصور مع الأحداث.
وقدّمت ديمة السمان مداخلة مطولة أشادت فيها بالقصة، وأبدت تحفظها على الرسومات، في حين اعتبرت الدكتورة إسراء أبو عياش القصة غير موفقة شكلا لغة ومضمونا ورسومات. أمّا دنيا حمدي شقيرات الطالبة في الصفّ السابع فقد انتقدت الرسومات بشكل تفصيلي، ولفتت الإنتباه إلى أن الكثير من الرسومات لا يتناسب مع الكتابة المرفقة بها.

قصة البنت التوتيّة في ندوة اليوم السابعالقدس:10أيار 2012 ناقشت ندوة اليوم السابع الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس قصة الأطفال(البنت التوتية) للأديب سامي الكيلاني، والتي صدرت هذا العام 2012 عن مركز المصادر للطفولة المبكرة في القدس، بتمويل مشترك من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومؤسسة التعاون. تقع القصة المحلّاة برسومات منار نعيرات في 22 صفحة من الحجم الكبير، على ورق مصقول وطباعة أنيقة وغلاف مقوّى.بدأ النقاش جميل السلحوت فقال:سامي الكيلاني: من مواليد العام 1952 في  يعبد شمال الضفة الغربية المحتلة، يحمل شهادة الدكتوراة في العمل الاجتماعي وحقوق الانسان، ويعمل محاضرا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس. وهو أديب معروف صدرت له عدّة أعمال قصصية وشعرية منها:من أعماله الشعرية: 1. وعد جديد لعزّالدّين القسّام (1982م). 2. قبّل الأرض واستراح (1989م)
من أعماله القصصية: 1. اخضر يا زعتر (1981م) 2. الفارعة والبحر والشمس (مشترك، منشورات اليسار المثلث، 1986م) 3. ثلاثة ناقص واحد (1991م).4. بطاقة الى ليلى (2001)قصص للأطفال.وقصّته”البنت التوتية”-على بساطتها وعمقها- التي نحن بصددها ملأى بالقيم التربويّة والتعليميّة، وهي موجهة للأطفال وتوجيهيّة للكبار أيضا، وهي قصّة أدبية تنقل أهدافها بطريقة غير مباشرة، مما لا يثقل على المتلقي طفلا كان أم راشدا، ومن هذه القيم:1- أهمية الكتاب المطبوع للمراحل العمريّة المختلفة: وقد ابتدأ أديبنا قصّته:”أحضرت زينة لأبيها كتاب الصّور الذي جاءها هديّة من جدّها في عيد ميلادها الثالث”ص4. وهنا قيمتان في حدث واحد، وهما: أن الكتاب يصلح أن يكون هديّة، بل يجب أن يكون، والمهدى إليه يفرح بالكتاب الهديّة حتى لو كان طفلا في الثالثة من عمره، وبما أن الأطفال في هذا السّنّ المبكر لا يعرفون الأبجديّة، فإنّ الكتب المصوّرة يجب أن تتوفر لهم، وهذا يعني تربية مبكرة للطفل في التعامل مع الكتاب.2. دور الكبار في مساعدة الأطفال على فهم الكتاب المصوّر:”زينة تعتقد أنّ الكبار يستطيعون أن يحكوا قصصا عن الصّور التي في الكتب، وتعتقد أن لكلّ صورة قصّة”ص6. وهنا يأتي دور الأهل في تنمية خيال الطفل، وحثّه على التفكير، فللرسومات الموجهة للأطفال حكاياتها أيضا، وقد يتخيل الطفل هذه الحكايات تماما مثلما يتخيلها الكبار أيضا.3- عشق الطفل للكتاب: نلاحظ كيف أن الطفلة زينة أحبّت صورة الطفلة التي “تلبس فستانا أبيض وعليه صور لثمار التوت الأرضيّ الحمراء المنقطة”ص4. حتى أنّها”تتمنّى أن يكون لها أخت لتسميها البنت التوتيّة”ص7.4. الأطفال يحبّون القصص والحكايات: وهنا توجيه للآباء والأمّهات كي يسردوا القصص والحكايات للأطفال.فعندما استجاب الوالد لطلب طفلته، وروى لها قصّة عن البنت التوتية”ضحكت زينة بصوت عالٍ وقبّلت أباها قبل أن تعود إلى غرفتها”ص14. وهنا السعادة متبادلة بين الأب وطفلته، هي فرحت بالقصة، وهو سعيد بردّها الجميل له بقبلة. ويجد التنويه هنا بأنّ آباءنا وأجدادنا قد انتبوها لذلك عبر العصور، حيث كانت الأمّهات والجدّات يحكين الحكايات الشعبية لألأطفال قبل النوم وفي السهرات وحول الموقد.5. للقصص والحكايات بدايات ونهايات:” وعندما أنهى قصته قال:”ص19.”توتة خلصت الحدوتة”ص11. و”بدأت قصتها بـ”كان يا ما كان””. 6. الترغيب والمكافأة: تشجيع الأطفال على التفكير وتحفيزهم على الابتكار، فعندما روت زينة قصة لأبيها، اشترى لها”بوظة” وقال:”هذه جائزة لك لأنك حكيت لي قصة جميلة يا حبيبتي”ص21.7. تعليم الأطفال أن الفواكة قد تدخل في بعض الصناعات الغذائية وتعطيها مذاقها مثل”البوظة التوتية، وقد تزين الملابس مثل”الفستان الذي يحمل رسومات التوت الأرضي”.8. الإخراج الفني والرسومات: واضح أن الكتيب قد خرج بطباعة أنيقة، وألوان مفروزة، وغلاف أنيق، وها ما يستحقه أطفال شعبنا المحرومون من أشياء كثيرة، والرسومات مقبولة الى حدّ ما، ولنلاحظ مثلا كيف أن صورة زينة في الصفحتين 14 و 15 المتقابلتين كيف تختلف ملامحهما مع أنهما لنفس الشخص.ملاحظة: كنت أتمنى لو أن الكاتب استعمل كلمة”الحكاية” بدل “القصّة” في كثير من مواضع القصّة، لأن الحديث كان يدور عن حكايات وليس عن قصص، وحتى البدايات والنهايات التي وردت في القصّة هي للحكاية وليست للقصّة.وقال موسى أبو دويح:  تظهر القصة أن الجدّ يهدي حفيدته (زينة) كتاباً فيه صور، فتحت زينة الكتاب ورأت فيه صورة بنت صغيرة تلبس فستاناً أبيض مرسوماً عليه صور ثمار التوت الأرضي الحمراء المنقطة. حملت الكتاب مفتوحاً على صورة البنت وذهبت به إلى أبيها، وطلبت منه أن يحكي لها قصةً، فسرّ بطلبها واحتضنها وقبّلها، وهذا مهم وجيّد، يبيّن المودّة والمحبّة والاحترام والتقدير بين الوالد وولده. كما أن موضوع إهداء الكتب أكثر أهميةً؛ وليت هذا الأمر يصبح ظاهرةً مألوفةً بين الناس، بدل كثير من الهدايا التي يقدّمها الناس إلى أحبائهم، وهي في حقيقتها لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد تضرّ ولا تنفع.
عنوان القصة (البنت التوتية) غير مستساغ ولا تربوي ولا هادف. فهل لو كان على الفستان ثمار التين قلنا (البنت التينية)، أو ثمار الخوخ قلنا (البنت الخوخية)، أو ثمار البندق قلنا (البنت البندقية).
هذا بالإضافة إلى الملاحظات التالية:
1.  في صفحة (4): زينة تحمل الكتاب مغلقاً، وتظهر على غلافه حبات التوت الأرضي، ويقول الكاتب بجانب الكتاب المغلق: (كان الكتاب مفتوحا على صورة بنت صغيرة تلبس فستاناً أبيض).
2.  وفي الصفحة (5) المقابلة، تظهر صورة طفلة ترتدي فستانا سماوياً وتحتضن باقة من التوت الأرضي (الفراولة)، والفراولة لا تحتضن.
3.  وفي صفحة (10): جاء قوله: (أسكت جهاز التلفزيون)، والأحسن أن يقول أغلق؛ لأن إسكات التلفزيون يُبقي على وجود الصورة، والصورة تشدّ الانتباه وتشتّت الذهن أكثر من الصوت. وقال في الصفحة نفسها أيضاً (تريدين قصة جديدة عن البنت التوتية) ولم يسبق له أن حدّثها بقصةٍ عنها قبلُ.
4.  تقديم البوظة كجائزةٍ للأطفال فيه بعض الضرر، ولو كانت الجائزة كتاباً للأطفال لكان ذلك أفضلُ وأطيب، ويكون الكاتب بذلك قد ركّز على قضية إهداءوقالت فيكي الأعور: حكاية قصيرة للأطفال لكنها غنية بالأهداف التربوية و الإرشادية للأهل.تعمل على مساعدة الطفل على اكتساب اعتبار صحي وواقعي لذاته، و لا شك أن البيت هو المقام الاول لتحقيق هذا الهدف من خلال  أهمية العلاقة الودية بين الطفل وأهله، وبدا ذلك جليّا  في القصة من خلال علاقة الطفلة زينب بأبيها، حيث نفتقر لهذه العلاقات في أيامنا هذه بسبب انشغالات الحياة .التركيز على أهمية الكتاب وأنه مصدر يبعث الفرح في النفس، وأنه شيء جميل ليؤخذ هدية .إن توفرت الرعاية و البيئة المناسبة للطفل سيبدع بتفكيره وتخيله،  وهذا ما رأيناه مع زينه بالقصة عندما بادرت لأبيها وفاجأته بأنها ستحكي له حكاية، وكيف بدأت بنفس الأسلوب الحكايات ( كان يا مكان ) و لا ننسى أهمية  دور التعزيز هنا عندما اشترى لها والدها بوظة مكافأة لها .الألفاظ سهلة وواقعية من الحياة اليومية للأطفال، ولكن كنت أفضل استخدام كلمة (تلفاز) بدل من التلفزيون حيث يجب تنشئة الطفل على استعمال اللغة العربية العامية المهذبة لغويا في المحادثة و استعمال اللغة الفصحى في الكتابة .وقال طارق السيد:قصة اطفال غنية بإحساس الطفولة المليء بالإحساس والبراءة .في بداية القصة أحضرت زينة لوالدها كتابا أطلق عليه الكاتب اسم(كتاب الصور) اشتمل على لوحات، كانت تسمي زينة كل لوحة فيها باسم، وتطلق عنان خيالها لتمزج الصورة بقصة من قصص حياتها اليومية …زينة كانت تدرك أن لكل صورة قصة، وهنا البداية الحقيقية لأيّ شيء فصور حياتنا عبارة عن قصص جمعت في ألبوم .أطلقت زينة اسم البنت التوتية على الفتاة التي كانت تلبس حقيبة رسم عليها ثمرة توت …في اجتماعها مع والدها، نسج لها قصة عن البنت التوتية وعن لعبها في الروضة، وعن حادث تعرضت له، فعالجتها معلمتها بدواء يشبه لون التوت …فكان لون التوت هو لون حياتها البريء النقي، هذه هي الحياة التي رأت فيها زينة كل شيء بلون الحلوى والفاكهة، فهذا هو لون الأطفال المفضل..ولكن لماذا ضحكت زينة بصوت عال عندما قصّ والدها عليها القصة ؟ وماذا أراد الكاتب أن يخبرنا من هذه الضحكة العالية؟في القصة التالية للبنت التوتية كانت زينة هي صاحبة القصة ….وكانت قصتها هي ذهاب البنت التوتية بصحبة والدها الى السوق ليشتري لها البوظة …..وبعد انتهائها من سرد قصتها أخذها والدها الى السوق ليكافئها على قصتها الجميلة ……..استطاعت زينة أن تطلب البوظة بأدب عن طريق سرد القصة، وهذا يظهر ذكاء وأدب هذه الطفلة ..غلبت على القصة تميز الفكرة على أهمية سردها،  وحاول الكاتب أن يقوي قدرة التعبير لدى الأطفال من خلال ربط الصور بأفكار بسيطة، ولكن لا أعتقد أن القصة من الممكن أن تشبع نهم الأطفال، وذلك للأحداث المقتضبة والسريعة،على الرغم من أن الكاتب كان موفقا بالخاتمة لامس الكاتب أحلام الاطفال ….أما الرسومات كانت جميلة لكثرة الألوان وتوافقها مع النصوص،ولكن هل صور الأطفال مستوحاة من صور أطفال في المجتمع الفلسطيني؟ لو كان الجواب نعم فمن الممكن ان نلاحظ أنها بعيدة بعض الشيء من حيث أشكال الملابس ….الصور تدخل البهجة لوجود اللعب والبوظة معا ….كان من الافضل في القصة لو استعمل الكاتب لفظ (تلفاز) بدلا من تلفزيون حتى يتعلم الاطفال اللفظ الاصح والأنسب ولو استعمل لفظ مثلجات بدلا من البوظة ….وقالت ميرفت مسك:
تناول أديبنا في كتاباته الكثير من القضايا مثل :الوطن والحريه والسجن والظلم والاحتلال  وله مجموعة قصصيه للأطفال، وتناول العديد من القضايا، منها على لسان الحيوانات والطير ومنها على لسان البشر، وهي موجهة للكبار وللأطفال معا . هذا لأن الكاتب يؤمن بأن للأطفال حسّ نقي ودقة في الملاحظة ممكن أن لاتوجد عند الكبار . بعد أن أشرك كاتبنا الحيوانات والطيور بلسان حالها في كتاباته، تناول في قصته هذه النباتات وركز على فاكهة التوت الأرضي بلونها الأحمر الجميل اللافت لنظر الأطفال، حيث وزع منه الكثير الكثير على صفحات قصته ذات الورق المقوى الذي يصلح لأيادي الأطفال الرقيقة، والتي تستبيح تمزيق الورق بكل عفوية، وهو يعلم مدى حبّ الأطفال للون الأحمر، أم أنّ الكاتب اختار التوت الأرضي لطبيعة زراعته المميزة، وذات العناية الفائقة والمختلفة عن غيرها من الفاكهة حيث تتم زراعته على مرحلتين: المرحلة الأولى… إنتاج الأشتال بتجهيز أرض المشتل الملائمة للأشتال الصغيرة، حيث العناية الفائقة بالأرض والسماد والحرث، والتعقيم بمواد مختلفة، وزراعته في أرض مستوية، والريّ يومياً أكثر من مرة في البداية، ومن ثم التدرج حسب الحاجة . والمرحلة الثانية: يتم فيها خلع هذه الأشتال وزراعتها بأرض مستديمة . وبهذا أرى أنّ الكاتب يود القول لنا بأن الأطفال مثل هذه الفاكهة، يمرّون بنفس المراحل التدريجية حتى يبلغون أشدّهم. فإن نبتت هذه الأشتال بطريقة سليمة أعطت ثمارا سليمة ناضجة بلون أحمر جميل ….. هذا ما فهمته من سبب اختيار الكاتب لفاكهة التوت الأرضي دون غيرها من الفاكهة .رسم لنا الكاتب قصة الحياة العائلية … فبدأ بالجدّ الذي أهدى حفيدته ذات الثلاثة أعوام كتابا بعيد ميلادها، وهي لا تعرف معنى الحروف، وكأنه يقول لنا بأن الكتاب لجميع الأجيال …وهو للتعليم وللثقافة وللهدايا وللكبير وللصغير.بين لنا فرحة الطفلة بكتاب جدّها وحرصها عليه، وتفحص كل صفحة فيه، وكأن كل صفحة فيها قصة، بدليل توجهها لأبيها وهو الطرف الثاني أو المعلم الثاني للطفلة في القصة أو المرسل لأمور الحياة … منه الكثير للمرور بحياة  وبهذا كأن الكاتب يوجه لنا دعوة لتعليم أولادنا حبّ الكتاب والمطالعة.على الرغم من بساطة هذه القصة أو الحكاية إلّا أنها تحوي الكثير من القيم التربوية والتعليمية.حيث التعليم عن طريق سرد الحكاية، وكأنه يقول لنا عودوا لسرد الحكاية الموجهة لأطفالكم وإن كانت خيالا، فنحن أول من يغرس القيم والمبادئ المختلفة في نفوس وعقول أطفالنا . ونرى الأب لم يتوان  في سرد حكاية لبنوتته الصغيرة، ويُرينا مدى فرح هذه الطفلة بالحكاية وكيف تركها أبوها والبسمة تعلو وجهها، وكيف طبعت هي الأخرى قبلة على وجهه. ونرى بعد ذلك تعلم الطفلة سرد الحكاية …إذ سردت أو حكت لأبيها حكاية، وهذه أول بادرة أمل، حيث تولدت الثقة في نفس وخيال الطفلة، وحكت كما حكى الأب، وكأنها تريد التقليد (تقليد الكبير) ومن هنا يأتي التعلم ..تعلم الحياة بكل أشكالها . ومن ثم تطرق الكاتب لفكرة التعزيز الايجابي او الثواب وهو مكافأة يحددها الراشدون … حيث أن الأب أخذ طفلته لشراء البوظة المصنوعة من التوت الأرضي … والثواب يشعر الطفل بالرضى والثقة بالنفس، فهو طريقة مهمة في التعليم، لأنه يحث الطفل أو الطالب على التفكير، من منطلق أنه من أروع الطرق التي تساعد الإنسان على اكتشاف الحلول بنفسه …
وقالت نزهة أبو غوش:يبدو مستوى الكتاب لأطفال ما قبل المدرسة، من 4إِلى 6 سنوات. القصّة عن طفلة تدعى زينة تحبّ سماع القصص. عندما رأت مرّة صورة لطفلة تلبس فستانَا رسم عليه صورة لثمار التّوت. طلبت من والدها أن يحكي لها عن هذه البنت، الّتي أسمتها : ” البنت التّوتيّة” ، فحكى الأب لابنته قصصَا كثيرة عن هذه البنت، كما أَنّ زينة نفسها حكت لوالدها أَيضَا قصّة عن البنت التّوتيّة الّتي ذهبت في رحلة مع والدها، حيث اشترى لها البوظة اللذيذة. في نفس اليوم خرج الأب مع ابنته زينة واشترى لها البوظة بلون التّوت.من خلال قراءَتنا للقصّة نلحظ مدى تداخل الأفكار، والأحداث ببعضها البعض، فمثلًا في الفقرة الأُولى ص4، هناك عدّة أَحداث: 1- إِحضار زينة كتاب الصّور لأَبيها. 2- إِعطاء الجدّ كتاب الصّور كهديّة لحفيدته. 3- حدوث عيد ميلاد الطّفلة زينة قبل ثلاثة شهور. أَرى بأنّ كلّ تلك الأحداث مجتمعة تسبّب للطّفل القاريء، أو المتلقّي للقصّة إِرهاقً، وعدم تركيز.نلحظ بأنّ الكاتب سامي الكيلاني قد أَطال بالمقدّمة، فمن أَجل أَن يصل إِلى حكايته عن البنت التّوتيّة، وضع هناك  عدّة أَحداث – الهديّة وعيد الميلاد، وفتح الكتاب صدفة على صورة البنت التّوتيّة، حُبّ الطّفلة للصورة وتمنياتها بأن تلعب معها، وأَن تصبح لها أُخت مثلها، جلوس الأب قرب التّلفاز، إِغلاق التّلفاز.. أَمكن الكاتب الاستغناء عن هذه المقدّمات، إِلّا إِذا كان هدفه من القصّة تصوير العلاقة الحميمة ما بين الطّفلة ووالدها، وهذا شيء رائع، ما لم يدخل قصّة داخل القصّة، وهي” قصّة البنت التّوتيّة الّتي كانت تلعب مع أَصدقائها، ووقعت على الأرض، فوضعت لها المعلمة الدّواء بلون التّوت.”أَرى بأنّ تداخل قصص داخل القصّة الرّئيسيّة شيء متعب ومشوّش لأَفكار الطّفل في سن الطّفولة المبكرة، وحكاية القصّة التُوتيّة، الّتي أَسمى الكاتب عنوان قصّته بها؛ لوحدها، بحاجة لأَن تكون قصّة منفردة في كتاب منفرد يروي  تلك الأحداث بتفصيل مباشر، غير مقتضب في أَربعة سطور، كما فعل الكاتب في صفحة 11.أَهداف القصّة:1- تصوير العلاقة الحميمة ما بين أَفراد الأُسرة، الجدّ الّذي أَحضر الهديّة في عيد مولد حفيدته، والأَب الّذي اعتنى بطفلته، ولبّى لها رغبتها في حبّها  الاستماع إِلى القصص، من خلال الصّور المرسومة، ثمّ احتضانه لها وتعبيره عن حبّه الأبويّ، وإِغلاق التّلفاز، والاهتمام بما تريده طّفلته، وخروجه مع ابنته للنزهة، شرائه البوظة الّتي تحبّها…2- تعريف الطّفل على اللون التُّوتيّ، حيث نلحظ اهتمام الكاتب وتأكيده على اللون التّوتيّ، إِذ أَراد أن يُدخل مفهوم هذا اللون لعقول الأطفال: “التُوت الأرضي الحمراء المنقّطة ص4”. “وضعت المعلّمة لها دواءً لونه توتيّ” ص 11 “اشترى بوظة لونها توتيّ. ص 20.”نلحظ بأنّ الكاتب لم يعتنٍ بمفهوم طعم التّوت، ورائحته، بل اكتفى بلونه فقط، حيث أَمكنه إِدخال كلمة طعم التّوت مثلًا من خلال البوظة الّتي اشتراها لابنته.اللغة: لغة القصّة سلسة غيرصعبة على الأطفال. استخدم فيها الكاتب اللغة العربيّة الفصحى، وأَدخل بعض الكلمات العاميّة الّتي أَمكنه استبدالها بالفصحى دون أن يحدث خللًا، أو تشويهًا للنّص نحو: قالت:” بابا، ممكن تحكي لي قصّة” ص8. “أَخذها مشوار” ص 19 “اشترى لها بوظة زاكية”ص 19 استخدم الكاتب الأسم الموصول بشكل بارز القصّة: “كتاب الصّور الّذي جاءَها هديّة” ص4. ” عيد ميلادها الّذي مرّ قبل عدّة شهور” ص4 “عن الصّور الّتي في الكتب” ص6 ”  زينة أسمت البنت الّتي بالصّورة…” ص 7 “حدّثته عن البنت التّوتيّة الّتي تحبّ أَباها” ص11.  ” الّوضة الّتي تذهب إِليها” ص11.أرى بأنّ استخدام الاسم الموصول في القصّة يخفي خلفه شيئًا مجهولًا لا يفقهه الطّفل.
وقالت رفيقة عثمان:المضامين التربويَّة للقصَّة:تناولت القصّة مضامين تربويَّة، وتعليميَّة إيجابيَّة متعدِّدة مثل: إعطاء قيمة، وأهميَّة للكتاب، والقصص، كذلك تشجيع القدرة على الوعي القرائي، أو ما يُسمَّى بالتنوُّر اللغوي- Illiteracy – في جيل الطفولة المُبكِّرة، هذا بالإضافة إلى تشجيع الأطفال على التعبير عن النفس، والتفريغ الوجداني، وتنمية الخيال، والتفكير الإبداعي، كما تهتم في إكساب الأطفال الثقة بالنفس، والاستقلاليَّة. وتعليم مفهوم اللون (التوتي) بكافَّة أشكاله. لم يكتفِ الكاتب في عرض المضامين الإيجابيَّة للأطفال فقط، بل اهتم في توجيه الآباء نحو تطوير العلاقة الاجتماعيَّة الأسريَّة مع أبنائهم منذ نعومة أظفارهم، وتشجيعهم على تولي مهمَّة القراءة  لأطفالهم، ورعايتهم تربويًّا، وفكريًّا، وألّا تكون هذه المهمَّة محصورة على عاتق الأمّهات فقط، كما هو معهود في مجتمعنا العربي بشكل عام.في هذه القصَّة، تمَّ تغييب شخصيَّة الأمّ، ودورها الهام في المشاركة  بتنشئة الطفلة “البنت التوتيَّة”، ويبدو أنّ الطفلة تعيش وحيدة مع أبيها، إلّا أنني أجد ضرورة حضور الأمّ، ومشاركتها في حياة الابنة؛ لأنّ التنشئة السليمة، تتطلب المشاركة جنبًا إلى جانب الأب؛ كي نضمن حياة سويَّة، بعيدة عن التعقيدات.  تبدو الشخصيَّات الذكوريَّة بارزة في هذه القصَّة مثل: الأب، الجدّ، وبائع البوظة، والمذيع في التلفاز المعروض صفحة8. تماهت الطفلة زينة مع البنت التوتيَّة، كما ورد صفحة 7، ” زينة أحبَّت البنت التوتيَّة، وتتمنى أن يكون لها أخت؛ لتسميها البنت التوتيَّة”. أحبت الطفلة زينة البنت التوتيَّة على شكلها، وليس على حدث مميّز يُذكر. حبَّذا لو استغل الكاتب التماهي للطفلة التوتيَّة مع سلوك تربوي إيجابي صدر عن البنت التوتيَّة؛ لكي يكتسب الأطفال القيم التربويَّة المُثلى، بطريقة غير مُباشرة.
في نهاية القصَة، كانت رسالة الكاتب، لموضوع المكافأة ليست تربويًّة، بحيث مُنحت الابنة زينة جائزة، مقابل ما حكته لأبيها عن البنت التوتيَّة. كانت الجائزة عبارة عن بوظة ذات لون وطعم توتي. تعتبر هذه المكافأة تعزيزًا ماديًّا، وليس تعزيزًا معنويّا، . كما ورد صفحة: 21، “هذه جائزة لك لأنك حكيتِ لي قصَّة جميلة يا حبيبتي”. إنّ استخدام التعزيز المادي في القصَّة، مغاير لما تُنادي به الأساليب التربويَّة؛ وتشجِّع استخدام التعزيز المعنوي؛ لإنجاح عمليَّة التنشئة السليمة للأطفال.الأسلوب:استخدم الكاتب أسلوب السرد التقريري، والإخباري، الذي غلب على السرد القصصي في النصوص المذكورة في القصَّة، والانتقال المفاجئ من فكرة لأخرى دون ربط بين الأحداث. مثل ما ورد صفحة 6-7 في بداية القصَّة.   ان القصَّة تخلو من استخدام الخيال، الذي يُعتبر عنصرًا ضروريًّا من عناصر القصَّة، خاصَّة لجيل الطفولة المُبكِّرة؛ لتتناسب مع مراحل النمو العقلي، والنفسي التي أشار إليها علماء النفس التطوُّريين. بينما استخدم الكاتب مخاطبة عقل الأطفال بمستوى عالٍ لا يتناسب مع أعمارهم الزمنيَّة؛ والتي تتطلب مراحل عقليَّة من الدرجة العليا من التفكير المجرَّد، بعيدة كل البعد عن المحسوس، الذي يحتاجه الأطفال في هذه المرحلة العمريَّة.  كما ورد صفحة 6، عندما استخدم فعل ( تعتقد). “زينة تعتقد أنّ الكبار يستطيعون أن يحكوا قصصًا عن الصور التي في الكتب، وتعتقد أنّ لكل صورة قصَّة”. تعتبر هذه الجملة غير صحيحة؛ لأنّ الاعتقاد يحتمل صفة الشك، واليقين، هنا الكبار يستطيعون أن يحكوا قصصًا عن الصور فعلا، وأنه يوجد لكل صورة قصَّة، لا تحتمل الشكأ بدًا. حبَّذا لو استخدم الكاتب فعل فكَّرت، بدلا من فعل اعتقدت. هنالك  عدم تناسق ما بين الأحداث، والصور ، كما ورد صفحة 4، عندما عرضت صورة الجدّ يقدم هديَّة، بجانب الحدث ” أحضرت زينة لأبيها كتاب الصور، الذي جاءه هديَّة من جدها….”  ، كذلك صفحة 6، صورة الطفلة زينة أحبَّت البنت التوتيَّة، وتمنَّت أن تكون لها أخت ؛ لتسميها البنت التوتيَّة. كانت صورة الأحلام، أو الأمنية طاغية في الصفحة، لدرجة تُحد من تنمية الخيال عند الأطفال، كما ورد صفحة 7. تبدو الطفلة زينة في الصور كبيرة، وتبدو تقريبًا في جيل الست سنوات، وليست في جيل ثلاث سنوات.
اللغة:  تمثَّلت اللغة بالصعوبة، وعدم السهولة،  والسلاسة،  باستخدام الكاتب لكلمات، وأفعال صعبة الفهم على مدارك الأطفال، كما أكثر الكاتب من استخدام الجمل الإنشائيَّة المُركَّبة، التي تحتوي على عدَّة أحداث مختلفة في فكرة واحدة ،  غير المناسبة لأجيال الطفولة المُبكِّرة. كما ورد في الصفحات التالية: 4،6 ،7،11،14. خلاصة الحديث:تعتبر قصَّة البنت التوتيَّة قصَّة غير مناسبة للأطفال في جيل الطفولة المبكِّرة، من الناحية اللغويَّة، وعدم الارتقاء بفكر الأطفال، وعدم تسلسل الأحداث، وترابطها غير المُوفَّق، بالإضافة لعدم ملاءمة الصور مع الأحداث.
وقدّمت ديمة السمان مداخلة مطولة أشادت فيها بالقصة، وأبدت تحفظها على الرسومات، في حين اعتبرت الدكتورة إسراء أبو عياش القصة غير موفقة شكلا لغة ومضمونا ورسومات. أمّا دنيا حمدي شقيرات الطالبة في الصفّ السابع فقد انتقدت الرسومات بشكل تفصيلي، ولفتت الإنتباه إلى أن الكثير من الرسومات لا يتناسب مع الكتابة المرفقة بها.

تعليق واحد

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات